×

هكذا عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم الأزمات،،فياليتنا إقتدينا به؟؟؟؟

التصنيف: تقارير

2011-12-13  09:37 ص  1701

 

 

تشتد الخلافات في مجتمعنا بين الفينة والاخرى، وتتعالى الاصوات ويحتد كل طرف في التمسك بوجهة نظره وتتبادل الاتهامات وتتفاقم الاوضاع شدة وتأزما ، في مثل هذه الازمات علينا ان نتلمس طريق الهداية وسبل الامان وكيف يخرج مجتمعنا من ازماته وخلافاته ،نستقيه من معلم البشرية وخير البرية من سيد المرسلين وخاتم النبين في حادثة وقع في قلوب الانصار شيء عندما وزّع الرسول صلى الله عليه وسلم غنائم حنين على رؤوس قبائل العرب ، فعالجها رسول الهدى ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بحنكة القائد وحكمة المربي وعدالة القاضي .
روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب (وهي غنائم غزوة حنين(، ولم يكن في الأنصار منها شيء وجدوا في أنفسهم وكثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء، قال: ((فأين أنت من ذلك يا سعد؟)) قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي، قال: ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة)) فجمع الأنصار فأتاهم رسول الله ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم، ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم)) قالوا: بلى الله ورسوله أمن وأفضل.ثم قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المن والفضل((،قال: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدقتم ولصُدقتم، أتيتنا مُكذبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلاً فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا، ووكلتم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم،
فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا، وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار)).فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا، ثم انصرف رسول الله وتفرقوا[1].
أيها الأحبة، أرأيتم حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في استيعاب ماحاك في صدور القوم ،وأنهى ذلك الامر وقد ازداد الانصار له حبا وولاء ، كيف خلع ماوجدوه في انفسهم لفوات الغنائم عنهم وأعاد في قلوب الميزان الصحيح تجاه المتاع الدنيوي ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر الى ماعند الله من حسن الثواب .
لقد اتبع صلى الله عليه وسلم قواعد في التعامل مع الرعية لو اتبعها كل امير وقائد ومسؤول لما عانى المجتمع من تداعيات الخلافات ولما تحولت الخلافات الى أزمات:
منها الاقرار بفضائل الرعية وعدم بخس حقوقهم او هضم انجازاتهم وهدر مطالبهم ، فعندما أقرهم على فضلهم في إيواءه ونصرته ومواساته انفتحت له قلوبهم وسلمت له ارادتهم وزال مافي نفوسهم ، وتلك التي رسخت القاعدة الثانية التي ساهمت في انهاء القضية والرضا بما قسمه صلى الله عليه وسلم وهي قاعدة العدل التي هي صمام الامن الاجتماعي والسياسي ،قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} فلو حكم بالعدل وانقاد الجميع حكاما ومحكومين للحق حين يضرب على أيدي المفسدين ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتحقق الاصلاح  لما  توترت النفوس وتأزمت الخلافات .

اما القاعدة الثالثة التي تضمنت حوار رسول الله صلى الله عليه وسلم للانصار فهي ربط القلوب بالمقاصد العليا حيث ذكرهم بفضل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانه فضل لايدانيه فضل ولايساويه متاع الدنيا بأجمعها ، وهكذا لو اجتمعت القلوب على المصالح العليا للمجتمع بصدق واخلاص لتضاءلت الخلافات وانتهت الازمات كما قال تعالى { ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا} فماأحوج الجميع للاجتماع على كلمة سواء يتحرى فيها تحقيق مصلحة البلاد وبسط العدل ودرء الفساد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولقد عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسباب الفعلية للازمة ،ولم يقف عند ظواهرها ونتائجها، تعامل مع الحقيقة والجوهر ولم يقف عند الاثر والمظهر ، وهكذا تدرأ الفتن عن المجتمعات ،حين تعالج الاسباب الحقيقية دون اجتزاء او تحيّز بنظر حكيم وشامل وموضوعي ، ففي قوله تعالى{واتقوا فتنة لاتصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة} توجيه وتحذير بأن سّدوا ابواب الفتنة واقطعوا اسبابها، وإلا عمّت الصالحين منكم مع المذنبين اذا قدروا على إنكار الظلم ولم ينكروه، قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب ..
  ولقد كان الانصار نعم الرعية في حسن استماعهم وأدب طلبهم وجميل عرضهم واقرارهم بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ، لقد استجابوا له فور انتباههم للمقاصد العليا التي ذكّرهم بها فاتقادت لبيانه ارادتهم  واستجابت لعرضه نفوسهم وخشعت لموعظته قلوبهم ، ذلك ان القلوب المخلصة والنفوس المنيبة سرعان ماتستجيب للهدى وتنقاد للحق { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه ترجعون واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}                       
 
                                                                          وفهمكم كفاية ،نتمنى أن تكون وصلت الفكرة
 
                                                                                         الشيخ صهيب حبلي
                                                                                                    

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا