جامعة عمال عرب في حسبة صيدا
التصنيف: إقتصاد
2011-12-21 09:45 ص 857
خالد الغربي
هنا في «حسبة» صيدا، يلهث عمال عرب وراء لقمة عيش «محرومون» إياها في بلادهم. تجدهم يفرغون حمولة شاحنات الخضر والفواكه حيناً، ويوزعون الصناديق وينادون البائعين أحياناً أخرى. يتحول سوق الخضر في المدينة، يوماً بعد يوم، إلى «جامعة» عمال عرب. فممارسة «الأشغال الشاقة» لم تعد تقتصر على عمالة فلسطينية أو سورية، إذ نزل عمال ليبيون إلى الميدان بعد سقوط المحاذير؛ لأن «ليبيتهم» كانت تغضب لبنانيين، على خلفية قضية اختفاء الإمام موسى الصدر. «القذافي قتل»، يقول العامل الليبي محمد بشير الهويش، اللاجئ إلى لبنان هرباً من «ثورة يأكل ثوارها بعضهم بعضاً من أجل المغانم والنفوذ»، على حد تعبيره.
يشخص العمال العرب بأنظارهم إلى أحداث بلادهم، يتابعونها بشاردها وواردها، حتى يصل دفاع الحاج متولي (الممثل نور الشريف) عن النظام السوري إلى جناح «موبيلات» عمال مصريين، فيأتي رد فعلهم «حرام يا حج، دي مش جوازة». في أوقات فراغهم، يتسمر هؤلاء أمام التلفزيون لتلقف الأخبار، لكنه ليس وسيلة كافية لمعرفة ماذا يجري فعلاً. يجزمون: «ليس بالفضائيات وحدها نستشف الحقيقة».
ما هو سبيل العمال لمتابعة يوميات الأحداث؟ «بوسائل مختلفة ولكل طريقته»، يقول عرب «الحسبة». فالعامل المصري سعد الدين الصنبوري، يعتمد على زوجته لتقصي حقيقة الوضع في مصر، ويعلن أنّه يثق بمعلوماتها «الدقيقة جداً»، لكونها عاملة تنظيفات في جورنال الأهرام وتطلع على كل التفاصيل».
«أخبار العراق جيدة، الأميركيون هُزموا»، يقول العراقي تيسير الهمذاني، متابعاً: «شاكو ماكو» عراقه، عبر «مصادر خاصة». يقول شاهراً نشرة حملت عنوان «عراقيو سوريا» وفيها أخبار عن عمليات المقاومة العراقية ضد الأميركيين. فرح الهمذاني لـ«خبرية» طازجة تلقاها لتوه. مصدرها هذه المرة شقيقته في العراق، ومفادها «الإفراج عن مئات العراقيين من سجون الاحتلال الأميركي، بينهم ابنها المعتقل منذ أربع سنوات». يخبرنا العامل العراقي بأنّه سيحزم حقائبه ويغادر إلى بلاده «للاحتفال بطرد المحتلين». سيفكر في العودة مجدداً إلى لبنان، إذا لم يعثر على عمل هناك.
التطورات المتسارعة للأحداث السورية فرضت هي الأخرى نفسها بقوة على سوريين عاملين في الحسبة، انقسموا حولها كطرفي نزاع، أججه «خبر عاجل» على فضائية عربية عن قتل الأمن السوري لمواطنين في درعا. تنطح محمود لنفي ما سماه ادعاءات كاذبة، قائلاً: «منذ لحظات قليلة كلمني شقيقي والأمور كلها منيحة وما في شي». لكن ابن عمه المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد يشير إلى أنّ معلوماته تؤكد خبر الفضائية. يكاد سوريون أقارب يتعاركون بشأن صدقية «شو في؟ ما في شي بسورية».
هنا يتدخل عمال عرب ويصلحون ذات البين السوري، فينجحون حيث تفشل جامعة الدول العربية.
يوحّد هؤلاء «شقاء» البحث عن قوتهم خارج أوطانهم، وإن كانت السياسة ونظرتهم إلى مستقبل بلادهم تقسمهم وهم بعيدون عن أسرهم. يسمع عامل مصري بأخبار اكتساح جماعة الإخوان المسلمين للانتخابات البرلمانية في مصر، فيهتف: «مصر إسلامية». يستفز الهتاف مصرياً آخر له موقف مغاير، فالإخوان، برأيه، «انتهازيون وسرقوا إنجازات 25 يناير»، قائلاً: «مصر خلاص حتخرب يا فندم».
وإذا كان عمال عرب الحسبة يرأبون الصدع في القضية السورية، يفشلون في لملمة انقسامات سودانية.
يكيل إسماعيل الهظني، عامل سوداني، اتهامات لرئيس بلاده حسن البشير فيقول: «قسّم السودان، ويعمل لمصلحة أميركا والغرب». لا يعجب الكلام عمالاً سودانيين آخرين، فيشتم بعضهم بعضاً.
زوار خليجيون
يغيب عمال الخليج العربي عن «الجامعة العربية» في حسبة صيدا، «السبب بسيط؛ فالخليجيون مترفون بأموال النفط»، يقول العمال. لكن ذلك لا يعني انتفاء أثر الخليجيين داخل الحسبة؛ فهؤلاء يأتونها، لكن ليس طلباً للعمل، بل زائرين من نوع آخر؛ إذ تأتي طبقة من تجار خليجيين للتفاوض مع تجار خضر لبنانيين لتصدير حمضياتهم إلى دول خليجية، ولا سيما دولة الكويت. ويزور المكان أيضاً سياح خليجيون يملأون سياراتهم بأجود أنواع الفاكهة والخضر. الشيخ زايد آل نهيان موجود هنا، فقبالة الحسبة يوجد معهد مهني يحمل اسمه. العمال العرب يشاهدون الخليجيين وهم يتفقدون أراضي وبساتين يملكونها في المحيط.
أخبار ذات صلة
مدينة صيدا وسطروا محضري ضبط بحق الافران
2024-11-12 01:06 م 83
التعويض على العمال واجب وطني من قبل الدولة وأرباب العمل
2024-11-06 12:14 م 55
ناشدت بلدية صيدا في بيان، "أصحاب المولدات الخاصة في صيدا و جوارها، بسبب الأوضاع الراهنة
2024-11-02 05:37 ص 81
67 مليون دولار… إليكم خسائر “أوجيرو” و”ألفا” و”تاتش” جراء الإستهدافات الإسرائيلية
2024-10-22 10:40 ص 63
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية