شهد لبنان مؤخراً حدثا تربويا هاما هو الأول من نوعه في لبنان تمثل في اطلاق " نموذج جامعة الدول العربية " كمهارات قيادية للشباب مرتبطة حيوياً بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي يواجهها القادة العرب والمواطنون العاديون وتدريب حول مهارات حل النزاعات بطرق سلمية وتفاوض بناء وإدارة الملفات بفعالية مع حسن إدارة الوقت. سيبدأ العمل بتطبيقها قريبا بالتعاون بين الجامعة اللبنانية الأميركية LAU   و"مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" وتستهدف في مرحلة اولى حوالي 480 طالباً من طلاب ثانوية رفيق الحريري من أجل تمكين الشباب العربي ليشكلوا قيادات ايجابية من أجل مستقبل عربي مشرق.

هذا ما نص عليه بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين مؤسسة الحريري ممثلة برئيستها النائب بهية الحريري وبين الـ LAU ممثلة برئيسها الدكتور جوزيف جبرا في حرم كلية ادارة الأعمال في الجامعة وبحضور ممثلين عن منظمات وهيئات عربية ودولية وحشد من الشخصيات التربوية .

استهل الاحتفال الذي بترحيب من ايلي ساميا، ثم كلمة للدكتور جبرا قال فيها: نجتمع اليوم احتفاء بتوقيع مذكرة التفاهم مع "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة"، لاطلاق "نموذج الجامعة العربية" في الجامعة اللبنانية الأميركية. تأتي هذه الخطوة بعد أن وقعت LAU مذكرة تفاهم مع المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، بحيث يحق لها حصرياً تسويق "نموذج الجامعة العربية" في لبنان. وفي هذا السياق، يأتي لقاؤنا مع "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة"، بحيث سنعمل خلال العام الدراسي الحالي على تدريب 480 طالباً من ثانوية رفيق الحريري على المهارات القيادية المتصلة بشكل وثيق بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تواجه القادة والمواطنين العرب.

وأضاف: قد يسأل سائل: لماذا كل هذا الحراك ومنطقتنا تشهد المرحلة الأدق في تاريخها، وما يعرف بالربيع العربي يتعمم على كل الدول المحيطة بنا؟.. وأسارع الى الاجابة: لان التربية مهمة جداً لنشئنا، ولان شبابنا اليوم هم قادة الغد، لكل ذلك علينا ان نوفر لهم كل ما يحتاجون اليه من مهارات وقدرات، فيتمكنون، من حيث يكونون، في أن يعمموا أنفسهم أمثلة على مجتمعاتهم.أن عالم اليوم بات يشهد تداخلاً أمحّت معه الحدود، صارت ثورة التكنولوجيا الرقمية قادرة على أن تجلب العالم الى الفرد في أي بقعة كان، فاذا بالعالم كله قرية كونية واحدة. ودليلنا على ذلك ما نشهده يومياً من معرفة بكل الحراك والتطورات والتصريحات وسواها. من هنا كان لزاماً علينا، كمؤسسة تعليم عالٍ هي جزء من المجتمع، أن نتحمل دورنا القيادي في التنشئة الوطنية والتربوية من خلال تعميم مفاهيم الديموقراطية والاعتراف بالآخر، وكيفية حل النزاعات سلمياً واعتماد لغة الحوار ونبذ لغة العنف... فهكذا فقط يمكن تفادي الأزمات مستقبلاً، ومن دون ذلك نحن مرشحون للمزيد من التعقيد.ان عالمنا العربي اليوم في أمس الحاجة الى تغليب لغة الحوار والصفح على ما عداها، وهذا هو الهدف الرئيس لمذكرة التفاهم هذه. والشكر كل الشكر لشريكنا الاستراتيجي مؤسسة الحريري التي وعت، بحكم مسؤوليتها التربوية والانساية، أهمية هذا الواقع، فكان سعينا المشترك الى تحقيقه.

وتحدثت النائب الحريري فقالت : إنّه ليشرّفنا أن نلتقي هنا في هذه المؤسسة التربوية العريقة .. التي علّمت وأهّلت أجيالاً حملوا هموم أوطانهم في النّهوض والتّقدّم .. وكانوا روّاداً في كلّ مجال .. وساهموا في إدارات القطاع الخاص والحكومي.. ومجالات المعرفة .. وإنّنا اليوم نقف بكلّ احترامٍ وتقدير أمام طموح أجيالنا الصّاعدة في وطننا العربي التي يعبّرون عنها بكلّ صلابة .. وجرأة .. ووعيّ .. وإرادة حقيقية في المشاركة في صنع المستقبل وتحمّل المسؤولية .. إنّ الرّبيع العربي الذي يفوح منه عبير الحرّية منه في كلّ مكان .. لا يمكن أن نجني ثماره ما لم نبني دولاً صحيحة تقوم على أساس الحرية والعدالة .. وحقوق الإنسان .. وعلى رأسها حقوق الشّعب الفلسطيني الشّقيق الذي توالى عبير ربيعه عاماً بعد عام .. وجيلاً بعد جيل .. على مدى ستة عقود ونيّف .. وبقي هذا الشّعب العظيم متمسّكاً بأرضه المقدّسة وحقّه بالعودة .. وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشّريف ..

وأضافت : وإنّه ليشرفنا أن نلاقي هذا الرّبيع العربي من خلال هذه التّجربة المميّزة بين الجامعة اللبنانية الأميركية .. ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة.. من خلال مذكرة التّفاهم للتدريب حول جامعة الدول العربية وكيفية عملها ومنظّماتها .. والتي نتطلّع في هذه الأيام أن تحقّق هذه الجامعة ما تصبو إليه شعوبنا العربية .. بتطويرها .. وتفعيل مؤسساتها .. وتطوير إتفاقية التّعاون فيما بينها .. وهي إحدى أكبر المنظّمات الإقليمية في العالم وأقدمها .. إذ تزامن تأسيسها مع تأسيس الأمم المتحدة .. ونأمل أن تكون مذكرة التّفاهم هذه علامة خيرٍ في توقيتها وأهدافها ليكون لبنان.. وهو العضو المؤسس في هذه الجامعة .. أول من يرسم ملامح التّعاون العربي الجديد من خلال جامعة الدول العربية.. والتي لا ُينسى لها قصة نجاحها الكبيرة بإنهاء الحرب اللبنانية من خلال اتفاق الطائف .. وثيقة الوفاق الوطني.. التي أسّست لعودتنا إلى أمننا.. واستقرارنا .. ووحدتنا .. وأسّست لانطلاقة مسيرة البناء والنّهوض .. وإعادة بناء الدولة العادلة والحاضنة لجميع أبنائها .. لنعيد معاً إنتاج التّجربة الوطنية اللبنانية التي ملأت الدنيا إشعاعاً وازدهاراً ونجاحاً في كلّ مكان ..وها نحن اليوم نلتقي هنا لنؤكّد مرةً أخرى .. أنّ الأجيال الطالعة في لبنان ستعيد إلى الوطن .. وإلى المحيط.. وإلى العالم .. تلك الأيام التي نعتزّ بها ونعتبرها مثالاً يحتذى به لإرادة اللبنانيين بالتّقدّم والنّجاح بما يتجاوز الطّوائف والمناطق والقبلية .. لنعيد لدولة المواطنية وهجها وحضورها .. وليبقى لبنان وطن الحرية والعدالة .. سيداً حراً مستقلاً ..

كما كانت كلمات لطلاب الجامعة المشاركين في تطبيق النموذج وبعد وثائقي بعنوان "نحن النموذج ومراحله "، حيث تم التعريف بالنموذج الذي استحصلت على تطبيقه حصرياً الجامعة من المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية، اذ سيقوم طلاب من كليات الجامعة بنشر ثقافة السلام والديموقراطية والحوار والمعرفة التي يقوم عليها النموذج الذي يستهدف الى المرحلة الأولى طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في ثانوية رفيق الحريري، أما في المرحلة الثانية اي ما بين 2012 ـ 1013 فسيستهدف النموذج شبكة مدارس صيدا ليصل في مرحلته الثالثة ما بين 2013 ـ 2014 الى استهداف الطلاب بشكل عام. وتشمل الاتفاقية تنظيم ورش عمل تدريبية للطلاب حول المهارات القيادية المرتبطة حيويا بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي يواجهها القادة العرب والمواطنون العاديون .وسيتطرق التدريب لمهارات حل النزاعات بطرق سلمية وتفاوض بنّاء وادارة الملفات بفعالية مع حسن ادارة الوقت . وسيقام البرنامج على مدى سبع حلقات تدريب تحضر المشاركين لمؤتمر ختامي يحاكي فيه الطلاب جلسات ولجان جامعة الدول العربية .

وفي الختام وقعت الحريري وجبرا الاتفاقية .