×

مطاع مجذوب: من البرامج المنتجة اجتماعياً لتأمين إستمرارية التعليم

التصنيف: Old Archive

2009-11-25  05:07 ص  874

 

يتسرب بعض الأطفال من المدارس في أمية جديدة، تطال جيل الغد، لأنهم لم يجدوا من يساعدهم في فهم ما استحال عليهم من الدروس عبر الطرق التقليدية··

من هنا، يأتي دور <برامج التقوية المدرسية>، ولكن في الوقت الذي تغيب فيه هذه البرامج عن العديد من المدارس الخاصة والرسمية، ويتولى القطاع الخاص بعضاً منها، فإننا نرى دوراً نشطاً للقطاع الأهلي في مدينة صيدا بالقيام بهذا الواجب، معاوناً لشريحة من التلامذة بسلاح العلم والمعرفة، كي لا يتركوا مقاعد الدراسة في عمر الورود··

وعلى انتشار الأحياء والمناطق الأكثر حاجة في صيدا البلد ومنطقة التعمير حتى المناطق المحيطة بالمدينة، تنتشر مراكز <الهيئة الإسلامية للرعاية> في صيدا عبر <برنامج التقوية المدرسية> لتقدم العون للشرائح الاجتماعية الأكثر حاجة، وصولاً الى اقرار هذا البرنامج كجزء أساسي من برامج ومقررات <المدرسة الإبتدائية> التي تعمل على تشييدها لمكفوليها وللمحتاجين من أبناء صيدا والمخيمات الفلسطينية··

<لـواء صيدا والجنوب> التقى المدير التنفيذي لـ <الهيئة> مطاع مجذوب وحاوره مستطلعاً رأيه عن دور القطاع الأهلي في علاج الضعف المدرسي للتلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلميّة··

توسيع الإنتشار كيف انطلق <برنامج التقوية المدرسية> والى من يتوجه؟ - تزداد الحاجة الى مساعدة المحتاجين وخصوصاً الطبقات الفقيرة التي تعاني من مشكلة عدم القدرة على تحمل كلفة التعليم الخاص الباهظة فضلاً عن إرتفاع تكاليف التقوية المدرسية، من هنا تبدو ضرورة تدخل المؤسسات الأهلية والتي تعد <الهيئة الإسلامية للرعاية> من أهم هذه المؤسسات التي تصدت لهذه المشكلة في مدينة صيدا محاولة التخفيف عن الطبقات الفقيرة، وتقديم خدمة تربوية وتعليمية مميزة لمجتمعنا الصيداوي·

وبما أن التخصص في العمل أصبح هو سمة العصر الحالي، فإن الطلاب الذين يحصلون على علامة أدنى من 7/20، لا يحتاجون الى الإنضمام لبرنامج التقوية المدرسية، بل للإنخراط في برنامج الصعوبات التعلميّة·

من هنا، فإننا نقوم ببرنامج الصعوبات التعلميّة الذي يستفيد منه حالياً المكفولون تربوياً فقط، فيما برنامج التقوية يشمل جميع الفئات التي تعاني واقعاً تربوياً اجتماعياً صعباً·

ونحرص على توسيع العمل من خلال فتح مراكز جديدة، منها: 1- <مركز ذو النورين> في صيدا القديمة ? البلد·

2- <مركز انماء التعمير> في منطقة التعمير التحتاني·

3- <مركز أبو عبيد بن الجراح> لتعمير عين الحلوة، ومنطقة الفيلات·

4- <مركز الرحمة لخدمة المجتمع> لخدمة أهالي القياعة والهلالية وحارة صيدا وعبرا ومحيطها·

ويهدف هذا الإنتشار في الأماكن الأكثر حاجة إلى تقريب المسافات على التلميذ، خصوصاً إذا ما علمنا أن كلفة النقل تُشكل عبئاً كبيراً على التلاميذ الذين يعجز ذووهم في كثير من الأحيان عن دفع الرسوم المدرسية حتى الرسمية، فما بالنا بتكلفة الدروس الخصوصية·

وهناك عدد من المؤسسات التي تُسهم في تأمين هذه الخدمة للطلاب وعلى جميع المؤسسات دعم هذا النشاط الذي أصبح ضرورة لإنقاذ الطلاب من الضياع والتسرب المدرسي، والذي يتم على مدى 4 أيام أسبوعياً، لمدة 3 ساعات يومياً، حيث يُمكن التلميذ من فهم ما لم يفهمه في صفه وانجاز فروضه بإشراف أساتذة مختصين لينجح ويتمكن من مواصلة التعليم الجيد في المستقبل·

الدمج والتوجيه ماذا عن معالجة الصعوبات التعلميّة؟ - نظراً للحاجة أصبح لدينا الآن صفان للصعوبات التعلمية، ينخرط فيها أبناء <الهيئة> المكفولون، وذلك بإشراف أساتذة وأخصائيين في هذا المجال·

ويتم العمل مع التلاميذ المقصرين بهدف دمجهم في الصفوف العادية، إن كانت لديهم الإمكانيات اللازمة لذلك، أو توجيه البعض الآخر الى القسم المهني، كي يواصلوا تعليمهم ويبنوا مستقبلهم بأنفسهم·

وهذا الدور الذي نقوم به مستمر طالما هناك طلاب يُعانون من الضعف المدرسي، ومن المشاكل المادية، ونحن نتقاضى مبلغاً رمزياً من المشاركين في الدورات، لأن واقع الكثيرين الإجتماعي لا يُمكنهم حتى من دفع مبلغ 10 آلاف ليرة لبنانية

· لذلك، فإن <الهيئة> تتكفل بإحتضان هذه الحالات، كي نمكّن هؤلاء الطلاب من النجاح·

وقد حققنا نجاحاً كبيراً في هذا المجال منذ انطلاق المشروع على مدى أكثر من 10 سنوات الماضية، وأملنا متابعة هذا العمل، وتحقيق رغبة أبنائنا بشق طريقهم نحو التفوق·

تعميم التجربة مدرسياً ما هي الرسالة التي توجهها <الهيئة> الى المدارس في صيدا، وماذا عن المدرسة التي تُشيّدها؟

- ندعو كل مدرسة أن تعمل على تقديم مثل هذه الخدمة، فكل مدرسة تعرف طلابها أفضل من غيرها، ومدى تقصيرهم في المواد العلمية أو الأدبية ومتابعة كل حالة بتفاصيلها·

لأن التركيز على مكامن الضعف ومعرفة الواقع يعطيان نتيجة أفضل، ونحن نضطر للقيام ببرنامج التقوية المدرسية واستقبال الطلاب من مدارس مختلفة، كون المدارس لا تقوم بذلك·

لذلك، فإن برنامج التقوية المدرسية هذا، سيشكل جزءاً من التعليم الأساسي في المدرسة الإبتدائية التي تعمل <الهيئة> على تشييدها بحيث ينجز الطالب دروسه في المدرسة قبل العودة الى المنزل لتقديم العلم النافع بالطرق العلمية التي نصبو إليها··

···وعن الأسباب الداعية للسير في برنامج التقوية: - طبعاً، فإن لهذا البرنامج العديد من الأسباب، فنحن نعلم أن هناك مجموعة من الأهل ليس لديهم التعليم الأكاديمي أو حتى لا يعرفون القراءة والكتابة، لذلك فإننا نرى طلاباً لا يجدون من يُساعدهم في انجاز فروضهم اليومية، من هنا أهمية تبدو <برنامج التقوية المدرسية> لتأمين متطلبات هذه الفئة من الناس·

فضلاً عن بقية الطلاب الذين يحتاجون الى أساتذة لمساعدتهم على فهم الدروس والتفوق، وكل هؤلاء هم من الطبقة الفقيرة التي تحتاج منا الى التدخل·

من أجل ذلك، ندعو كل مدرسة لأن تقوم بهذا المشروع، كي يتحقق الدور المطلوب، ونحن ندعو أيضاً المجتمع الى مزيد من الدعم والمساعدة، ويبدأ ذلك التعاون بين المدارس لتأمين الدعم المدرسي والعلمي للطلاب المقصرين في دروسهم، ومن ثم تأمين الدعم المالي لمثل هذه البرامج المكلفة مادياً ولكن المنتجة اجتماعياً·

كيف وجدتم تعاون المجتمع مع هذه البرامج؟ - في العام الماضي تقدمت احدى المؤسسات مشكورة بالتكفل بكامل أعباء البرنامج ورفضت حتى أن يُذكر أسمها في وسائل الإعلام، ونحن نكرر شكرنا لها ولمثل هذه المؤسسات الرائدة، لأن دور هذه المؤسسات كبير في تأمين التكافل الإجتماعي لمجتمعنا، حيث ننتقل من تأمين الرعاية عبر المأكل والملبس الى الرعاية التربوية والتثقيفية·

فالعلم يؤمن سلاحاً لأبناء الغد، الذين سيواجهون الحياة ويبحثون عن فرص عمل لهم، فيما النشاطات اللامنهجية تؤدي الدور <الإرشادي> والترفيهي لهم، ونحن نتابع القيام بدورنا حتى في فصل الصيف، ليتكامل الدور التعليمي مع الدور التربوي والإرشادي··

سامر زعيتر SZ@janobiyat.com
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا