×

الصناعيون يعملون ليلاً: لتشرّف الكهربا

التصنيف: إقتصاد

2012-01-30  09:30 ص  577

 

خالد الغربي
تخرق ضربات مطرقة أبو سليم عبد الرزاق مطوِّعاً بها صفيحاً حديدياً يجمعه لاحقاً كي يصبح صندوقاً حديدياً لشاحنة صغيرة، سكون ليل المدينة الصناعية في صيدا. لم يختر الحداد العمل في الليل بملء إرادته، فعمله لا يستدعي هدوءاً ليلياً كي يبدع فيه، بل هو مجرد هروب لستر عيوب انقطاع كهرباء الدولة خلال ساعات النهار. يقول: «الكهرباء ما بتشرفنا إلّا بالليل». هكذا، لضرورات «تشريف» الكهرباء لجأ أصحاب محال وورش صناعية في صيدا إلى دوام عمل ليلي، ففتحوا مؤسساتهم للتعويض عن ساعات عمل مهدورة خلال النهار بسبب تقنين الكهرباء.
ويلفت الصناعيون إلى أنّهم غير قادرين على تغطية انقطاع الكهرباء نهاراً عبر مولداتنا الخاصة؛ فهي تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من مادة المازوت، فهذا مكلف جداً على جيوبنا». يساعد عبد الرزاق ثلاثة عمال طردوا النعاس من عيونهم. وما إن لاح ضوء الصباح حتى انقطعت الكهرباء، لكن عمل الحدادين شارف على الانتهاء. هنا في المدينة، نزل آخرون إلى الميدان، سواء أكانت محالهم في المدينة الصناعية القديمة أم الجديدة وحتى ورش صناعية منتشرة على الأوتوسترادات العامة، ولسان حالهم كان يبرر «بالليل أو بالنهار بدنا نعيش». بدوره، فتح العم محمود العلي «منجرته» ليلاً. بدا الرجل في سباق محموم مع وقت مفترض لانقطاع الكهرباء. «يلا يا بطل»، عبارة راح يغازل بها منشاره وكأنه يريد أن يقول له: «هل من مزيد؟». العمل الليلي أعاد العلي إلى أيام عز غابرة، يوم كان يربط ليله بنهاره قائلاً: «كان البيع متل النار ونضطر إلى الشغل ولا ننام إلاّ أربع ساعات. أما اليوم فنعمل لتوفير احتياجات السوق بدلاً مما هو ضائع من ساعات النهار». ويردف: «انقطاع الكهرباء كقصة أبريق الزيت مشكلة سياسية عويصة ومش حتنحل». عمال «ليليون» آخرون علّقوا متهكّمين: «صرنا متل الصيدليات نفتح ليلاً نهاراً». أذن المؤذن لصلاة الفجر. الأذان كان مصحوباً بنداء «الصلاة خير من النوم، وحيا على خير العمل». انشق ضوء النهار. انقطعت الكهرباء وخفتت معها أصوات المطارق وحدادة السيارات. تسلل صوت «الحلونجي» أبو حسن منادياً: ««كنافة» ومعنا «منقوش»»، حل صوته برداً وسلاماً على عمال قضوا ساعات الليل في مهمة شاقة، فبكروا في فطورهم الصباحي.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا