×

الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مدينة صيدا

التصنيف: Old Archive

2009-11-27  02:41 م  964

 

 

قال سماحة آية الله العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مدينة صيدا:
 لو تسنى للمسلمين في هذا اليوم الإلهي الكبير أن يفهموا معنى عباداتهم, وحقيقة وجودهم, وأهداف ومقاصد سيرهم وفرارهم إلى الله سبحانه وتعالى، لخرجوا عن مألوف حركتهم, ورتابة علاقاتهم,إلى المضمار الذي يُصنع فيه التاريخ ويولد فيه المستقبل. ولبذلوا في هذا السبيل ما يُشعر العالم كله بمسؤوليتهم الانسانية والحضارية، ولأثمروا في كل المجالات، ولجاهدوا على كل الدروب التي تحقق حضورهم وتُظهر عظمة وكمال دينهم.
ولكن للأسف الشديد, إن الفُرقة تمزقهم, والجهلُ يضعفهم ويمكن منهم الأعداء, بحيث لا يمكن أن يرى الانسان الناظر إلى حجمهم الواسع وعددهم المتكاثر , وهذا البريق اللامع والمظهر الفضفاض ما يدل على وحدة كلمتهم وموقفهم, وما يشير إلى تعاونهم وتمسك بعضهم ببعض. بل يشعر أن هذا الجسد المترامي مشتت ومريض ولا يمكنه أن ينهض لأنه لا يتناول دواءَه الذي فيه عافيته ورفعته وعنفوانه.
ولكن أرواح العلماء المخلصين وأصالة فكرهم ونقاء مسلكهم, ونور المجاهدين المضحين الذين يتقدون حماسة وصلابة, هم السبيل للوصول إلى مستقبل مشرق وعهد جديد.
من هنا, نحن نعوّل في بناء وحدة أمتنا, وفي العودة إلى أصالة ديننا ورسالتنا, وفي دحر أعدائنا وطردهم من بلادنا على كل مؤمن صبر على الأذى في جنب الله وتحمل الآلام والمصاعب.
 ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من الاستهدافات خصوصاً من جهة العدو الإسرائيلي الذي ينبغي أن نذكِّر أنه هو مبعث الحروب والفوضى والفتنة في هذه المنطقة, حيث لن يستقيم أمر هذه البلاد وهذا الوحش الإسرائيلي رابض في مكانه.
 وهنا مسؤوليتنا كمسلمين وكشعوب حرة أن نرفض هذا الواقع الظالم الذي قيّد أمتنا بسجن الخوف والتخلف والضعف, فإزالة إسرائيل واجب على كل مسلم ومسلمة.
 وفي هذا اليوم بالذات يجب أن نؤكد على حقيقة البراءة من أمريكا وإسرائيل وكل من ينشر الظلم والفساد في هذا العالم.
أما على المستوى اللبناني: فهذه المناسبة فرصة للتأكيد على الوحدة الداخلية بين جميع اللبنانيين, وللقول إن التنوع الديني والثقافي والفكري يجب أن لا يفصل اللبنانيين بعضهم عن بعض, ويحجزهم في عوازل الطائفية والعصبية, بل يجب أن يقودهم ذلك إلى التسامح والمحبة والإبداع والتعاون الذي يحفظ هذه الميزات والخصوصيات الانسانية المهمة.
ولا يحتاج الحديث عن الوضع الداخلي إلا أن نشدد على المسؤولين لإيلاء المسألة الاجتماعية أولوية قصوى, ومعالجة الأزمات المتراكمة التي خلَّفت في لبنان جوعى ومتسولين ومهاجرين بحثاً عن لقمة الخبز والعيش الكريم. فاللبنانيون ينتظرون من الحكومة خصوصاً بعد أجواء المصالحات والتفاهمات بين مختلف القوى السياسية, العمل الجاد للنهوض بالقطاعات الانتاجية ودعمها.
وهنا لا بد من التذكير أن بناء الدولة التي هي حلم كل لبناني لا يمكن أن يتحقق من دون دعم هذه القطاعات, ولا يمكن أن يحصل من دون إنماء متوازن, فالواجب بعد كل هذا, المسارعة إلى تنفيذ المشاريع التي توقفت عمداً بسبب الخلافات السياسية والطائفية.
أما بشأن التهديدات الإسرائيلية فالأمر يتعلق بمصير لبنان كله, ولا يتوقف على طائفة بعينها. ولذلك فإن واجب الدفاع عن لبنان هو من الواجبات الموسعة وليس من الواجبات المضيّقة ما يعني أن على كل لبناني أن يساهم في حماية بلده والدفاع عنه.
وإذا كانت الأمور اليوم ليست على ما نتمناه ونرجوه,إلا أنه يجب أن تحصل قناعة لدى معظم اللبنانيين بخيار المقاومة الذي به يُحفظ الوطن وتُصان كرامة أهله.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا