هي فصول المأساة ذاتها تتكرر مع كل عاصفة شتاء قوية في لبنان.. خطر انهيارات في المباني السكنية او جدران دعمها تلاحق قاطنيها: موتا حينا او اخلاء في معظم الاحيان، فالعاصفة التي ضربت صيدا وبدأت بالانحسار تدريجيا مع تراجع حدة الامطار الغزيرة وسرعة الرياح ، كشفت المزيد من اضرارها، اذ انهار حائط دعم قرب احد المباني السكنية.. في تلة "مار الياس" التي تتبع عقاريا لبلدية حارة صيدا فتحطمت اربع سيارات ولكن الاهالي يصابوا بأذى.

انهيار جدار دعم يفوق ارتفاعه العشرة امتار قرب احد المباني السكنية في تلة "مار الياس" ـ حارة صيدا هو الثاني في غضون يومين بعد انهيار جدار دعم مبنى "مطر" في منطقة شرحبيل بن حسنة ـ صيدا التي تتبع عقاريا لبلدية بقسطا وقد تم اخلاء سكانها خوفا من كارثة، وقد أدى الى تدمير وتضرر اربعة سيارت سيارات بالكامل كانت تقف بالمكان بعدما هوى الجدار وما معه من الاسمنت والتراب والحجارة عليها وطر اثنتين منها بالكامل تحت الردم تعودان الى المواطن سامر حسين جرار وهي من نوع نيسان وجيب انفووي، والثالثة من نوع تويوتا كارينا زرقاء تعود الى يحي البزري، فيما تضررت بشكل كبير سيارة "تويوتا كارينا" حمراء تعود الى وسام أدريس.

وتضرر جراء الانهيار الطابقان الارضي والاول لجهة الجدار شمالا وتحطم واجهة حديد الشرفة ونافذة دون ان يؤدى الى سقوط جرحى، فيما لا يصب باقي المبنى لعلوه وبعده عن الجدار، وقد تفقد المكان بعد ساعات قليلة رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين مع عدد من اعضاء المجلس البلدي ورئيسة التنظيم المدني في محافظة لبنان الجنوبي آية الزين، فضلا عن مندوبين من قبل النائب بهية الحريري الذي اكدوا سلامة المبنى وبالتالي عدم ضرورة اخلائه كونه يبعد امتارا عن جدار الدعم ولا يهدد سلامة الاقامة فيه.

وذكرت مصادر فنية لـ "صدى البلد"، ان سبب الانهيار لا يعود الى تصدع سفح الجبل وسقوطه او انزلاق التربة من تحت وهي مدعمة جيدايالاسمنت، بل الى الثقل الذي تعرض له الجدار جراء المياه وضغط التربية فانهار جزء منه وتبين انه مبني من حجارة باطون عادية وليس من الاسمنت الىجانب اعمدة ما زالت صامدة وان الحل لحماية المبنى يكمن في اعادة بناء جدار دعم قوي ومن الاسمنت بالكامل.

لكن عدم إخلاء المبنى قابله تساؤلات كثيرة عن "فوضى" البناء في المنطقة رغم منح التراخيص المطلوبة، وكشفت عن مأساة كبيرة مع الطريق المؤدي الى هذه المباني التي تقع في مرتفع تحت تلة مار الياس والذي دفع الاهالي الى اقفال الطريق واشعال النار بالاطارات المطاطية احتجاجا، مطالبين بوقف معاناتهم مع الطريق وتعبيدها والتدقيق في منح رخص البناء وخاصة لجهة التطبيق في بناء جدرانالدعم وقنوات تصريف المياه والمجاري قد لا تؤدي الى اي عواقب.

انهيار شرحبيل

بالمقابل، تواصل الاهتمام الرسمي والبلدي في متابعة انهيار حائط الدعم مبنى "مطر" في العقار 278 في منطقة شرحبيل بن حسنة في بقسطا في صيدا بعد اخلاء سبع عائلات كانت تقطن فيه خشيةمن انهيارهعلى حين غرة.

وترأس محافظ الجنوب نقولا بوضاهر اجتماعا في مكتبه في سرايا صيدا ضمه ورئيس بلدية بقسطا جميل عجرم ورئيسة دائرة التنظيم المدني في صيدا آية الزين والخبير الهندسي المتخصص بالإنشاءات قاسم صالح ومالكي المبنى، بعد الاجتماع، توجه وفد من المجتمعين الى موقع الجدار المنهار حيث قام الخبير الهندسي صالح ومهندسو التنظيم المدني والبلدية بمعاينته والكشف على اساسات واعمدة المبنى السكني تمهيدا لرفع تقرير.

وقال المحافظ بوضاهر "لا نستطيع حتى الآن أن نحسم مسألة ما اذا كان انهيار هذا الجدار يشكل خطرا على المبنى بانتظار التقرير النهائي للخبير المختص والتنظيم المدني ولكن في الوقت نفسه، لا نستطيع أن نغامر بسلامة السكان، لذلك لن يتمكنوا من العودة حتى نستكمل الخطوات التالية: اولاً المباشرة فورا بأعمال تدعيم للمبنى السكني، ثانيا: البدء بإعادة بناء جدار الدعم المنهار، وثالثا صدور التقرير عن الخبير الهندسي والذي سيحدد وضع المبنى وسبب انهيار الجدار وبناء عليه ستحدد المسؤوليات.

وقال الخبير الهندسي صالح وجدنا ان البناية الجديدة عندما بنيت لم يتم تدعيم تصوينة البناية التي تعلوها وبسبب المطر حدث انزلاق في التربة وانهارت التصوينة، مشيرا الى ان هناك خطورة باعتبار ان مستوى الأساسات غير واضح يجب أن نلتقي المهندسين الذين قاموا ببناء المبنى لنرى اين مستوى التأسيس لها.

وتفقد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي موقع الإنهيار والتقى عددا من قاطني البناية الذين حضروا لتفقده صباحا، فأعرب عن تضامنه معهم وتحسسه لمعاناتهم من جراء إضطرارهم لإخلاء منازلهم ولفت الى أن جدار الدعم المنهار لم يكن بالمواصفات المطلوبة والمبنى بحالته الحالية خطر على السكان.

وأجرى الدكتور عبد الرحمن البزري اتصالاً برئيس بلدية بقسطا جميل عجرم للاطمئنان على الاهالي وتبلغ منه أن الموضوع تتم متابعته بالطرق القانونية، متوجها بالشكر الى الدفاع المدني، وقوى الأمن الداخلي للإجراءات السريعة التي اتخذت حفاظاً على سلامة سكان المبنى والمواطنين.