مسرحية بمناسبة ذكرى معروف سعد

التصنيف: تقارير

2012-02-21 01:23 م 1314

عُرضت هذهالمسرحيةعام 2002 على خشبة مسرح مركز معروف سعد الثقافي.

المشهد الأول :

· شموع مضاءة في مقدمة المسرح

· في وسط المسرح شاشة كبيرة (صورة لقلعة صيدا يظهر فيها صورة لمعروف)

· موسيقى تعبر عن جوّ جنائزي كنسي

· نسمع بأرجاء الصالة صوت يردد مع ECHO إسم معروف .

· يدخل الممثلون من باب الصالة ويتوزعون في الصالة مردّدين من المنخفض إلى المرتفع :

م : مروءة

ع : عروبة

ر : رمز

و : وفاء

ف : فداء

معروووووووووووووف

(يتعالى الصوت ليملأ كل أرجاء الصالة مع موسيقى صاخبة)

المشهد الثاني :

يخرج جندي فرنسي على المسرح يضع منصة في وسط المسرح، يدخل قاضي التحقيق ويجلس وراء الطاولة. الشباب يجلسون على المسرح والشموع بأيديهم.

· الشباب بصوت واحد : 16 تشرين الاول 1936

المحقق : يتهمونك بعرقلة التجارة بين لبنان وفلسطين، فهل هذا صحيح؟

معروف : (يداه وراء ظهره ويسير على المسرح) نعم صحيح، منعت السيارات من الدخول لفلسطين لأنّا كانت محملة وعم تنقل أكل لليهود الأعداء يلي بدن يغتصبوا أرض آبائي وأجدادي .

المحقق : نقدر لك صراحتك، لكن هل تستطيع أن تقص علينا بايجاز ما صنعته؟

معروف : تركت فلسطين قبل ما تبلّش الثورة بشهر واحد ويا ريتني ما تركتا لأنّا كانت بأشد الحاجة للشباب تركتا ورجعت ع صيدا. ولمّا بلّشت الثورة شعرت بالواجب المفروض علي كعربي وقررت إنو قوم بواجبي تجاه وطني وأخواني العرب. فرحت أمنع السيارات يللّي بتحمل خضار وفواكه لليهود من الدخول ع فلسطين أنا وثلاثة من أصدقائي.

المحقق : كيف كنت تمنعهم؟ ومن هم أصدقاؤك الثلاثة؟

معروف : كنت إقنعن إنّو يرجعوا بالتي هي أحسن.

أما رفاقي استشهد منن اثنان بحوادث صيدا الرائعة

وهنّي الشهيدان المرحومان عبد الحليم الحلاق ومحمد مرعي النعماني.

الشباب : الله يرحمن

معروف : أما الثالث ما بعرف عنّو شي حتى ولا اسمو وبظن انو فل ع فلسطين

ليقوم بواجبو.

المحقق : هل اشترك معك أحد غير الثلاثة؟

معروف : ايه اشترك معي عدد كبير من الفلاحين والشباب يللّي بقدروا هالعمل

الشريف.

المحقق : ما علاقتك بالمظاهرة التي حصلت في الثاني عشر من تموز ولماذا

هجمت على القشلة؟

معروف : يللّي بشوف اخوانو وصحابوعم يوقعوا قدام منو قتلى وجرحى وعم

بشوف ولاد بلدو ومنطقتو يلّلي عاش وتربى هوي وياهن عم بأنّو من

الألم وما في حدا يدفع عنن هالويلات، يلّلي بشوف كل هالشي ما في

بإيدو حل إلا إنو يعمل يللّي عملتو. رفعت إيدي وتقدمت باتجاه السراي

طالب مقابلة القومندان مدور يلي إلى مونة عليه بلكي بخفف من إطلاق

النار. ما لحقت وصلت ع باب القلعة حتى بلش الرصاص ينزل علييّ

وتصاوبت بإيدي .

العسكري : هجمت عليّي وبإيدك مسدسك وقوّصت علي .

معروف : هيدا مش صحيح لأنّي لو شفتك ما كنت بعدك عايش لهلأ .

المحقق : خلصنا، إنتهينا

(موسيـقى)

المشهد الثالث :

· (يقف الشباب ويرفعون ستائر بيضاء وسوداء يلوّحون بها ويردّدون) :

يا أمة العرب انهضي ولمستوى العز اركضي

وبغير ذا لا نرتضي بالروح نفدي ذا الوطن

يا ظلام السجن خيّم اننا نهوى الظلاما

ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى

أيها الحراس دوماً اسمعوا منا الكلاما

متّعونا في هواء منعه كان حراما

(موسيقى مع مرور صور عن معروف)

المشهد الرابع: (صالون حلاق)

(شخص يحلق والآخرون يجلسون بإنتظار دورهم يدخل شخص)

رجل 1 : يا شباب رجال الشرطة البريطانية اعتقلت الأستاذ معروف

الحلاق : شو هالحكي؟! ما على أساس كان راح ع ألمانيا طالب اللجوء هوي

ومجموعتو إمتا إيجا ورجع ع صيدا؟

رجل 2 : ليش ما معك خبر من يومين شفتو وسلّمت عليه وقلّي إنو السلطات

التركية رفضت إنّو يفوت على أراضيا لأنّو في اتفاق مع سلطات فيشي

بنص على قبول لاجئين سياسيين فرنسيين بس مش سوريين ولبنانيين

لهالسبب قرّر إنّو يرجع ع صيدا... وما عادت فارقة معو .

الحلاق : يا عمي شو هالانسان هيدا ما عندو خوف من شي طول حياتو بواجه

كل الظلم والإستبداد... ومنين أخدوا؟

رجل 1 : كان قاعد بقهوة قصر البحر فطوّق القهوة رجال الشرطة الحربية

البريطانية وكان عم برافقن مفوض الشرطة بصيدا

الرجال : لا حول ولا قوة إلا بالله

رجل 2 : يا عيب الشوم عليه وعلى يلي يخون بلدو

رجل 3 : معقول يلّلي عم بصير؟!

رجل 4 : شو بعرفني؟!

رجل 5 : الظاهر ماتت النخوة بهالبلد

الحلاق : إنت شفتو هنّي واخدينو ؟

رجل 1 : كيف لكن......

(يمثلون الحادثة)

عسكري : معروف وقاف ولا حركة احسنلك تسلم حالك بدون مقاومة

معروف : (يشير بإصبعه للقائد ... فيتقدم)

رح إمشي معكن على شرط إنو ما إسمع ولا إهانة وما تحطوا بإيدي أي قيد.

القائد : ما منقدر هيدي اوامر ولازم ننفذا

معروف : وأنا ما بقبل ينحط الحديد بإيدي لأني ما عامل شي وما تفكر رح أهرب

ما رح أهرب .

القائد : معروف عندي ثقة بكلامك تفضل قدامنا

(ينتهي المشهد)

(ونعود للحلاق)

رجل 1 : شو هالإنسان هيدا وراح معن وعرفنا إنو أخدو عالقشلة

الحلاق : الله يستر وما حدا بيعرف لوين رايحين

(تعتيم + موسيقى)

المشهد الخامس:

صرير باب حديدي، يدخل دركي يحمل سطلاً من الأكل، يدخل دركي آخر يحمل صحوناً معدنية يضعها على الأرض........ كل مجموعة من المعتقلين تجلس في مكان وتلعب ألعاباً مختلفة.

أحد المساجين 1 : (يحمل ورقة ويكتب) أمي الحبيبة أنا في حالة جيدة

ولكن......

أحد المساجين 2 : هناك بعض الشباب يعانون من أمراض عديدة

أحد المساجين 3 : وبعض الشباب يزرعون في داخلنا روح التضحية والوفاء

أحد المساجين 4 : والمقاومة والوقوف بوجه الظلم والإستبداد

أحد المساجين 5 : أمي الحبيبة أريد ان أخبرك عن شخص حبيب يرعانا كأخوانه

وهو يوزع لنا حصص الأكل بالتساوي وهوي سجين معنا

الدركي : (صارخاً) ... قرواني

أحد المساجين 6 : عدس بترابو وكل شي بحسابو

الدركي : اليوم فاصوليا بلا مسخرة

أحد المساجين : الجمعة الماضية سرقوا منا اللحمة

الدركي : خلصنا (يوزع الأكل)

سلافو : إسرائيل هي دولة حقيقية وما في شي اسمو فلسطين

أحد المساجين : شو عم بتقول يا حبيبي شو مجنون إنت؟

أحد المساجين : ليك أحسنلك ما تحكي أحسن ما تعرف شو بصرلك

سلافو : شو بدو يصير لي اليهود طول عمرن كانوا بالتاريخ القديم والحديث

أمة واحدة حتى ولو فرقتن الأماكن والمنازل بس بضلوا يجتمعوا بفضل تراثن الثقافي والديني وهلأ دولتنا الحقيقية هي فلسطين مثل ما بسموها.

أحد المساجين : سكوت وما تكمل بلشتوا تجمعوا حالكن وعم تأسّسوا عصابة .

سلافو : عصابة شو هادا كلام نحنا مش عصابة نحنا أمة واحدة .

معروف : خلص يا.... انتهينا فلسطين هي للعرب وإنتو منكن الى عصابات

لضرب العرب خصوصاً .

سلافو : نحنا مش ضد حدا بس ضد الاشخاص يللّي بدّن يوقفوا بوجنا.

معروف : سلافو... قلتلّي إنك نمساوي ؟

سلافو : إيه نعم .

معروف : واضحة، بحب ذكرك وذكّر الكل إنو لفظة صهيونية ابتدعها سنة 189

كاتب نمساوي اسمو ناتان بيرنباوم للدلالة على اليقظة القومية اليهودية

بفلسطين وكمان في رجل القانون الصحافي النمساوي تيودور هرتزل

سنة 1897 يللّي دعى لحركة قومية بيتحقق فيا وجود أمة كاملة من

خلال دولة مستقلة وتمت المؤامرة على أرض فلسطين العربية.

سلافو : خلصنا عربية عربية هي دولة اليهود ودولة الصهيونية .

معروف : مين الصهيونية؟ يللّي كلّا فساد بفساد، يلي عم تزوّر الحقايق وعم تقنع

كل الشعوب بحقيقة دولة قومية يهودية بدل الدول العربية كمان بدي قلك

انو هالوهم يللّي عايشين فيه أنّو أنتو شعب الله المختار هيدا وَهَم حطيتو

براسكن من خلال تزويركن للتورات لانو انزرع بنفوسكن روح

الانعزالية والتعصب الاعمى يللّي بكتلكن بعصبية واحدة لتقتلوا وتدّمروا

كل الشعوب وعبولكن بروسكن وبنفوسكن الكراهية والحقد على كل

الشعوب. شو هالشعب أو هالامة يلي تاريخا دم بدم؟!

سلافو : إنتو العرب بتكرهونا .

معروف : الظاهر الحكي معك ما منّو فايدة، إيه منكرهكن .

سلافو : (بعصبية) ما بقى حدا يحكي معي كلكن أنذال .

معروف : نحنا أنذال يا ابن...... ليك بدي إلك شي تأكد إني رح أقتلك ..

سلافو : تقتلني ؟!

معروف : إيه بكرا بفلسطين

سلافو : فلسطين ؟!

معروف : إيه بفلسطين لما تبلّش الثورة وتندلع الحرب بيناتنا .

معروف: سلافو.... المواجهة بيني وبينك ع أرض فلسطين .

(ضربة موسيقية إطفاء)

المشهد السادس :

· صوت : نيسان أيار 1948

نشاهد صور على الشاشة لنزوح الشعب الفلسطيني، أصوات رصاص

وغارات لطائرات. مجموعة من الشباب مسلحين يدخلون على المسرح

ويتجمعون بطريقة مجموعات.

(يدخل معروف ومحمد زغيب.)

معروف : حضرة الملازم هلأ نحنا بعد وصولنا لمنطقة بليدا لازم نعمل تعداد

للسرية.

محمد زغيب : ايه طبعاً واجب وبطلب منك يا معروف تحكيلك كلمة تزرع جواتن

روح النضال.

معروف : مجموعة صيدا : خضر سكيني (حاضر) – أحمد بسيوني (حاضر) –

شعبان فنوني (حاضر) – سليم الشياح (حاضر) – ديب عكرة ( حاضر)

مجموعة بيروت : زكريا لاوند (حاضر) – فوزي حلاوي (حاضر) –

علي فرج (ابو معروف) (رجل كبير في السن)

معروف : شو يا علي بعدك مصر إنك تّتابع معنا غيّر رأيك وما حدا بلومك. إنت

رجال كبير بالسن .

علي : شو بنا يا أستاذ إنت بتعرف محبتي وتقديري لإلك وثانيا عروبتي وشرفي

بحتمو على هالشي .

معروف : أنا ما بلومك وخصوصاً إنك قناص محترف، أهلا وسهلا فيك معنا .

علي : (يبدأ علي بالرقص ويردد والشباب يرددون وراءه)

يا فلسطين جينالك جينا وجينا وجينالك

جينا تانشيل حمالك يا فلسطين جينالك

معروف : سمعوا يا شباب، أيها المجاهدون البواسل، نحنا على بعد بضعة أمتار

من أرض فلسطين، وبعد لحظات رح نكون على هيديك الأرض لنقوم

بواجبنا المفروض على كل عربي.. واجب العطاء عطاء التضحية وتقديم

الدماء بها البقعة العزيزة من الوطن العربي.

وبدي قول كلمة للجميع نحنا بعدنا عالبر وأي واحد ملاقي حالو مش قادر

بيقدر يرجع عبيتو وأنا ما بلومو هلق أما بعد ما نفوت بالمعركة ما بقبل

أي تخاذل من حدا.

جاهدوا بأموالكم وأنفسكم مثل ما عم يجاهدوا أبناء فلسطين لينقذوا البلدان

العربية من الأخطبوط الصهيوني والوعد البلفوري اللص.

الشباب : يا معروف نحنا معك ومع الدفاع عن شرف وعروبة العرب

(طلقات رصاص واصوات مدفعية)

يتداخل الشباب فيما بينهم مع إضاءة ملونة على أن هناك معركة وأصوات متداخلة.

صوت : يا ديب لا تقرّب طوّل بالك تنغطّيك .

صوت : الله أكبر

صوت : لا لا لا يا ديب / استشهد ديب يا شباب

صوت : الله أكبر الله أكبر، مين ديب؟

صوت : ديب عكرة من مجموعة صيدا

(تتصاعد أصوات الرصاص وتعلو)

مين حامل الأستاذ؟ يا أستاذ مين حامل؟

معروف : كملوا يا شباب وبلا تخاذل رح وصّل الملازم زغيب على مكتب

فلسطين الدائم بصور وبرجعلكن لأنّا إصابتو خطيرة (رصاص قوي)

(اطفاء مع ضربة موسيقية)

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.

المشهد السابع :

(نساء في حي شعبي يعملن كل واحدة عملاً منزلياً مختلفاً ويظهرن وكأنهن يقفن على شرفات أو على سطوح المنازل)

(موسيقى عربية قديمة)

المرأة 1 : يا ام علي، يا ام علي، غريب مش مبينة معقولة يكون عندها شي أو

صاير معها شيي ؟

المرأة 2 : شو بعرفني والله، بس مبارح بالليل متل ما بتعرفي والكلام بسرك

حيطنا على حيطن طول الليل صوت تصهصنا وحكيا ما خلينا ننام.

المرأة 1 : اسكتي الفار بلش يلعب بعبي .

المرأة 3 : صباح الخير شو بكن صوتكن طالع (تنظر حولها وكأنها تبحث عن

شي ما) يه شحار تشحرن لاطشين الملاقط هول الظاهر ولاد ام.....

بلا ما نحكي/ هلق بتسمعنا وبتجي بتنفتح علينا .

المرأة 1 : طولي بالك هلأ بعطيكي ملاقط من عندي تعي خدي .

المرأة 3 : يلّلا هلأ بيجي بس سمعتكن عم تحكو عن ام علي؟

المرأة 2 : ايه ما طالع صوتا كانت هيي أول واحدة تكون قاعدة عالسطح ومعمرة

هالأركيلة، لهلأ مش طالع صوتا .

المرأة 3 : خير انشاالله هلق بتبين. لو كان في شيي لا سمح الله كنا عرفنا .

المرأة 1: الحق معك ليكي شو طابخة اليوم ؟

المرأة 3 : كوسى محشي مثل ما بتعرفي الرجال بحب المحاشي .

المرأة 2 : اسم الله عليكي ليش انت ما بتحبي المحاشي .

المرأة 3 : اسم الله عليكي انت وحكياتك .

(تدخل ام علي والفرحة لم تسعها)

المرأة 1 : مش ام علي هاي يلي جاي من هونيك ؟

المرأة 2 : ايه والله هاي يا أم علي... يا أم علي وين كاينة دايرة من الصبح ؟

ام علي : شو بلشتو الصبحية قبلي أكيد كنتو عم تحكوا عليي وركبتوا مقلتي.

المرأة 3 : معقولة يا ام علي انت بينحكا عليكِ .

المرأة 1-2 : أعوذ بالله!!!

ام علي : أعوذ بالله ايه الله بريء منكن .

المرأة 1 : (تضحك) طيب يا ام علي وين كنتِ من الصبح ؟

ام علي : مثل ما بتعرفي زوجي صرلو فترة ما عارف شو بدو يشتغل، بيشتغل

بالفرن يومان تلاثة وببطل، بيشتغل بالبحر شرحو وببطل، شو بدنا نعمل؟

المرأة 2 : لا حول الله طيب شو عملتي؟

ام علي : يه شو بصلتك محروقة اسمعي شوي، فقمنا اليوم الصبح ورحت أنا وياه

ع البلدية وطلبنا نشوف الاستاذ معروف الله يطول عمرو وحكينالو

قصّتنا، سألو بتعرف تقرا ؟

المرأة 1-2-3 : طبعاً لأ .

ام علي : جرّصنا ما بيعرف يكتب اسمو، فقلو ما تخاف الك شغل، فبعت ورا

المسؤول عن عمال التنظيفات وقلّلو ابو علي من هلأ بتنزّلو ع الشغل

وبتحسبو من عمال البلدية لأنّو مثل ما بتعرف نحنا بحاجة لعمال .

المرأة 2 : الله يوفقو ابو مصطفى ما هوي معروف بمواقفو مع ولاد البلد، يه

عليكي انت هيدا كل همك وظفلك جوزك، ما شوفي شو عم يعمل بعد

ما هالزلزال هدّملنا بيوتنا، ومش عم بيطالب انو يصير في بيوت برات

صيدا البلد وكمان مشاكلو مع مصلحة التعمير على زيادة عدد البيوت

وانو كل واحد فقير عايش بقبو تحت الارض لازم يطلعلو بيت، شو

هيّن يصير عنّا منطقة اسما تعمير عين الحلوة، ويكون فيا مستشفى

حكومي عم بيطالب لوجودا الاستاذ معروف .

ام علي : يعني هالإنسان الله ما يحرمنا منّو ما بيترك حدا مقهور بهالبلد عطول

بساعد الكل .

المرأة 3 : وليش نسيتي كمان جيرانا بيت ابو محمد يلي محسوبين علي.... فهمك

كفاية مش وظفلن ابنن بالمصفاية. ولَو شو بتنسي ؟

المرأة 1 : ولي ايه كمان هيدي المدرسة الكبيرة يللّي عم بيناضل كرمالا منشان

مصلحة ولاد صيدا والجنوب.

ام علي : ايه مدرسة؟

المرأة 1 : هيدي يلي بين البساتين بمنطقة الست ليلى وقال انو بدا تكون مدرسة

مهنية يعلموا فيا صنعة لولادنا وولاد ولاد ولادنا دايرة وفرحاني انو

وظّفلك جوزك يه عليكي.

ام علي : الحق معكن خلص حاج تحكوا بس أنا من فرحتي....

المرأة 3 : خلوني بعد ذكركن بشغلي... قصة البحر – مش قال مبارح هون

عباب السراي انو بدو يطالب يصير في عنا مرفأ كبير يشغّل كل ولاد

صيدا والجنوب لأنّو من ورا هالمرفأ رح يصير في عمال لكتير مصانع

ومؤسسات .

ام علي : ايه خلص خلص شو بدنا نعد لنعد، الله يخليلنا ياه ويطولنا بعمرو

الظاهرهالإنسان خلق ليكون مع الناس الفقرا والمحتاجين والله والله من

اليوم ورايح ما بدي عيطلو الا ابو الفقرا .

الجميع : ايه والله جبتيا ابو الفقرا

ام علي : فوتي حطّي القهوة عالنار يلّلا جاي لعبّي نفس اركيلة .

(تخرج ام علي)

المرأة 2 : يه عليا همها مصلحتا ...

المرأة 1 : خلص اسكتي هلأ بتسمعنا ...

المرأة 3 : يلا قومو تعو نشرب القهوة .

(موسيقى قديمة)

المشهد الثامن : (أغنية هيلا يا صيدا)

(الزمن الحاضر )

قهوة على البحر يجلس الصيادون وكل واحد يعمل على فك شباكه يتحدثون عن مشاكلهم مع البحر .

يدخل صياد (1) : شو هيدا حتى البحر ضدنا، يا عمي مقطوعة الرزق أبو محمود

صياد (2) : (يجلس على كرسي في المقهى) وحدالله يا أبو محمود.

أبو محمود : لا إلاه الا الله، بس يا خي هيدا شي مش طبيعي.

صياد (3) : ايه والله مش طبيعي حيصرلي اسبوع مش عم بنزل اكسح لقلةالرزقة

أبو محمود : بس هالحالة ما بتنطاق كيف بدنا نعيش؟

صياد (2) : بدبرها الله، بدها طولة بال.

ابو محمود : منين بدا تجي طولة البال، نحنا شو منعرف نشتغل غير بالبحر ولا

شي نحنا مثل السمك اذا طلعنا من المي منموت وهنّيي قصدن يموتونا.

صياد (2) : مين هنّي يللّي بدّن يموتونا؟

أبو محمود : ما أفضى بالك كأنك مش عايش معنا عالبحر.

صياد (2) : مبلا عايش بس بدي ضلني نق مثل النسوان؟

صياد (3) : يللّي عم بيحكي وعم بطالب بحقو بكون بنق مثل النسوان؟ شو اشبنا؟

صياد (2) : لو خيي، شو في شي بايدينا نعملو، الاسرائيلية ما بخلوك تقرب شوي

حد صور الا بتلقيهن نطو عليك مثل القدر المستعجل، هات لشوف شو

فينا نقلن/ ولا شي.

صياد (3): بتروح صوب بيروت السمك هربان ليش لأن كل نضافتنا بلا زغرة

من كبيرنا لصغيرنا عم نكبا بهالبحر.

ولأ ولأنكى من هيك قال من زمان كانوا يقولوا للواحد روح بلط البحر

وكانوا يضحكوا عليه شوف هلأ اما منظر هالشواطي كلا باطون

بباطون عمين بدنا نضحك، هلأ خلينا ساكتين يا عمي.

أبو محمود : زبالتنا وباطونّا وقرفنا وقصصنا وحكاياتنا عم تنكب بهالبحر أي

منين بدو يجي السمك أو يعيش خلوها عالله يا شباب .

صياد (2): طيب ليكو تعو نجمع حالنا ونروح عند حدا يسملعنا لنشوف بلكي

بساعدنا أو بيرأف لحالنا وبقدملنا شي مشروع؟

صياد (3) : يا ويلي شو متفائل انت، ليش مين عم بيسمع لحدا بهالأيام ما كل

واحد عم يفتش كيف بدو يسمع حالو ./

أبو محمود : ايه والله، مصيبة واقعين فيا، لو حتى الفلايك مش قادرين نصلحا أو

نعملا صيانة، ما فيش مصاري مين بدون يسمعنا؟

صياد (4) : من زمان كان في شركة جاي تقضي علينا وتحل محلنا عالبحر فالله

يحرمو الأستاذ معروف وقف معنا بوجا، بس بتصدقوا ابصر اذا كان

معنا حق ولا لأ .

صياد (2) : ولك ايه كانت مثل هالايام بدا تخصخصنا .

ابو محمود : ايه كتير مبسوط؟ شو عم بخلّو شي ما بدن يخصخصوا. ايه رح

يخصخصولنا عقولنا/ والله ما عارفين لوين رايحين؟ الله يستر.

صياد (3) : الله يستر هيدا يلي الله بقدرنا عليه، الله يستر والله يجملا بالستر، ويا

لطيف، ويا ستار، يعني هلقد بكفي ولا قومو لنشوف شو بدنا نعمل؟

صياد (2) : وشو بدنا ننعمل؟

(يدخل معروف)

معروف : شو يا شباب؟ بعدكن قاعدين وعم تحكوا؟ وليه ما عملتو شي؟ وليه ما

طورتو حالكن؟ بعدكن على الحالة يلي تركتكن فيا؟ يا عمي شو بكن

وين الكرامة؟

(الجميع بحالة ذهول)

أبو محمود : (ينتقض....) الأستاذ ! الأستاذ يا شباب هيدا الاستاذ معروف.

الجميع : الأستاذ معروف؟

معروف : ايه معروف، معروف يلي ضحا كرمال الوطن هوي وكتير غيرو

معروف يلّلي وقف بوجه الكل كرمال العزة والكرامة، معروف وغيرو

كتار من الشهداء والاوفياء يلّلي وقفو ونادوا بالمرؤة والعروبة والوفاء،

شو نسيتو؟ نسيتونا؟ نسيتو شهدائكم يلّلي الن وقفات عز ومعاني، كل

هالشي وبرجع بلاقيكن مثل ما تركتكم وأتعس؟!

صياد (2) : يا استاذ حاولنا وجربنا، بس ما كان يظبط شي معنا فاضطرينا انو

نّنام 17 سنة لنقوم نلاقي انو النوم كان أفضل لأنو الصحوة هلأ عم تكلفنا

حياتنا وشرفنا وكرامتنا.

معروف : شو هالحكي يلي عم بسمعوا طول عمرنا نحنا رأسنا مرفوع وحقنا

منجيبوا بأيدنا.

الصياد (3) : أي حق؟! ما راح من زمان .

معروف : مش معقول لوين بدو يروح طول ما في انسان عم بفكر وعم يحلم وعم

يركض وعم بناضل ويكافح... في حق.

الصياد (2) : عن بناضل ويكافح (بسخرية) ما راحت هالكلمات معك يا استاذ.

معروف : لأ ما راحت بعدا وبدا تبقى قوموا تحركوا حاج قاعدين وحاطين همكن

بكفكن ومش عارفين شو بدكن تعملوا .

ابو محمود : لوين بدنا نقوم؟ بدك نعمل مثل ما عملنا بشباط 75

الجميع : مظاهرة؟!؟!؟

معروف : أيّ مظاهرة يلّلا قوموا .

صوت : نحنا معك يا معروف نحنا معك يا حرية ...

(بصوت منخفض ومن ثم يتصاعدالى أن يصبح هناك مظاهرة على المسرح مع بعض اليافطات التي تطالب بكافة الحقوق، نسمع طلق رصاص ... معروف يقع على الأرض الجميع حوله يحملونه)

امرأة : (تصرخ) يا معروف مع السلامة من بعدك حتقوم القيامة .

(أغنية وحياة اللي راحوا) مع رقصة

صور للجنازة على الشاشة .

إنتـــهـــت

خليل إبراهيم المتبولي