الهدوء الذي طغى على الساحة السياسية في لبنان ادى الى السهولة في اقرار البيان الوزاري رغم ان نصف اعضاء الحكومة تقريباً شارك في النقاشات والصياغة.
لكن مدة الاقرار كانت قياسية في سرعتها واظهرت بوضوح التمنيات والبصمات الاقليمية.
لكن اقرار البيان الوزاري في لجنة الصياغة في قوى الرابع عشر من آذار الى تسجيل تحفظاتهم التي وصلت الى حدود الاستياء خصوصاً في البند المتعلق بالمقاومة.
وكان حزب القوات اللبنانية قد عقد امس اجتماعاً لكتلته النيابية برئاسة الدكتور سمير جعجع في معراب وفي حضور الوزيرين ابراهيم نجار وسليم وردة، وصدر في نهاية الاجتماع بيان، تم التأكيد فيه على ان ادراج كلمة «المقاومة» في البند السادس من البيان الوزاري هو نقض مباشرلمبدأ التوافق الوطني.
لذلك يرى المجتمعون ان البند السادس من البيان الوزاري يتناقض مع نفسه ومع الدستور ومع اتفاق الطائف ومع القرار 1701 وقرارات دولية اخرى، وبالتالي فانه يناقض العيش المشترك الى جانب كونه غير دستوري وغير قانوني، وبالتالي كأنه لم يكن.
وطالب المجتمعون الحكومة بتصحيح هذا البند او حذفه حفاظا على مصداقيتها وهيبتها وميثاقيتها.
كما استنكروا الهجمات على المجلس الدستوري.
هذا التباين دفع القوى المعارضة الى اعتبار ان فريق 14 آذار بدأ يترنح، فسارعت الى تأييد الرئيس الحريري ودعم طروحاته الانفتاحية في العلاقات اللبنانية السورية ودعمه للمقاومة.
واستمرت المعارضة باحاطتها الشاملة للزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط.
وفي هذا الاطار، بدا ان العماد ميشال عون فتح الخطوط الحوارية على مصراعيها مع زعيم المختارة، وفي المعلومات ان الاثنين يحضران عبر لجان مشتركة الآليات المطلوبة لخوض الانتخابات البلدية في معظم البلدات الكبرى في الجبل، خصوصاً في بلدة دير القمر التي تعتبر معقلاً للنائبين دوري شمعون وجورج عدوان.
ويعتبر عون وجنبلاط ان اتفاقهما في خوض هذا الاستحقاق البلدي يبعد التمدد القواتي في منطقة الجبل، والخشية لدى جنبلاط ان عوارض الابتعاد بدأت تتفشى في الاقليم السنّي ما دفعه الى التحالف مع عون.
هذه الاسباب وغيرها كانت محور التوضيحات التي ناقشها العماد عون مع النائب طلال ارسلان اثناء زيارة التهدئة في قصر خلده، وشرح العماد عون لمضيفه ان ازمة توزيره ليس معني بها التيار الوطني بل يُسأل عنها النائب وليد جنبلاط الذي استأثر بكامل الحصة الدرزية.
اما الكلام الموجّه للاعلام بعد اللقاء فقد اعتبر العماد عون ان زيارته اجتماعية للمعايدة، كما اتت في اطار التنسيق بين التيار الوطني والحزب الديموقراطي، واضاف عون: لقد استعرضنا في هذه المناسبة الامور السياسية المهمة على الصعيدين الداخلي وفي المنطقة.
اما النائب طلال ارسلان فأكد على التحالف مع العماد عون وهو (اي ارسلان) لا يتوقف عند مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة.
اما على صعيد التماسك داخل الفريق الاكثري فقد جاءت الرسالة التي نقلها النائب عقاب صقر لتؤكد متانته، وكان لها ابلغ الاثر والاطمئنان لدى المسحيين في هذا الفريق، خصوصا ان النائب صقر نقلها عن لسان رئيس الحكومة سعد الحريري.
وقال صقر ان من يتوهم ان هناك شرخاً داخل 14 آذار وتحديداً بين تيار المستقبل وحزب الكتائب عليه ان يعلم ان لا مجال للشك في هذا الامر، وكل من يحاول ان يعزل اي طرف في قوى 14 آذار سواء كان الرئيس الجميل او الدكتور سمير جعجع فلن يفلح، لان عليه عزل كل لبنان قبل عزلهما.
واضاف صقر، ان رئيس الحكومة سعد الحريري اكد ان من يحاول عزل الكتائب او القوات او اي فريق في 14 آذار سيجد نفسه معزولا لبنانياً وعربياً.
اما لجهة بند الغاء الطائفية السياسية فان اجماعا مسيحياً نادراً ما يحصل رفض الطرح الذي اصر عليه الرئيس نبيه بري بشأن الغاء الطائفية السياسية، وما زاد من فاعلية هذا الرفض هو الموقف الذي اعلنه تيار المستقبل وفيه ان التوقيت ليس في صالح الغاء هذا البند، علماً ان النائب وليد جنبلاط لم يصدر عنه حتى الآن اي موقف بهذا الخصوص وهو معروف عنه السرعة في اتخاذ المواقف حول هذه الامور