×

مي حاسبيني شيشو إختصاص مهني يتكيف مع حاجات الطلاب لاكمال دور الآخرين

التصنيف: Old Archive

2009-12-02  05:15 ص  1266

 

يبدع العلماء في بلاد العالم إن وجدوا الإحتضان من الأهل والمجتمع، يسترشدون بقدراتهم وارادتهم، ليتخطوا الحواجز المادية والعقلية، مستعينين ببصيرتهم التي فطرهم الله عليها··

وإن لم يجدوا هذا الإحتضان، لكانوا كغيرهم يتقاذفهم الفقر والعوز مع احبطات المجتمع لهم، كأنه منهج رسم لهؤلاء كي يبقوا محدودي الامكانيات لأن مجتمعهم كذلك، ابتعد عن النمو والنضج الاجتماعي والاقتصادي فأراد لهم أن يكونوا على شاكلته··

لكن ذلك، ليس حال الكثيرين من الأباء والجمعيات، الذين أرداوا لأولادهم أفضل الاحتضان ليقودهم نحو صنع المستقبل بخطى ثابتة، وإن كانوا من أصحاب الاختلاف، مستغلين ذلك، ليبدعوا فناً وأدباً وحرفاً تنسجم مع امكانياتهم وتطلعاتهم··

أنهوا المرحلة الإبتدائية والمتوسطة بنجاح، لأنهم يملكون الإرادة على تخطي الصعاب، ولكنهم لم يجدوا ما يُكملون به مسيرة علمهم، فكان الإحتضان من <جمعية المواساة والخدمات الإجتماعية> في صيدا··

يتعلمون مهناً تؤمن لهم العيش الكريم، لأن ذوي الاحتياجات الاضافية لديهم الكثير ليقدموه خدمة للمجتمع، فمن الأعمال المكتبية الى الأعمال المهنية كالمنتوجات الجلدية وشك الخرز، وصولاً الى فنون المسرح والتصوير الفوتوغرافي، كلها مهارات بحاجة الى صقل وعناية بإشراف فريق مختص، هو ما بات سبيل هؤلاء لدخول معترك الحياة··

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على القسم المهني لذوي الإحتياجات الإضافية في <جمعية المواساة والخدمات الإجتماعية> من خلال لقاء المديرة التنفيذية للجمعية مي حاسبيني حشيشو، فكانت هذه الانطباعات··

كيف بدأت فكرة التوجه لذوي الإحتياجات الإضافية، وخصوصاً أن الجمعية متخصصة في احتضان الفتيات، وما هي الإختصاصات التي أضيفت؟ - قسم ذوي الإحتياجات الإضافية في <جمعية المواساة والخدمات الإجتماعية> في صيدا هو قسم حديث نبع من حاجة تم عرضها من قبل الأهل، حيث يصل أولادهم في نهاية المرحلة المتوسطة <البريفيه> الى مرحلة لا يجدون ما يكملونه علمياً، وبما أن لدينا خبرة في التدريس المهني، قررنا انشاء قسم مهني لذوي الإحتياجات الإضافية، وهو اختصاص مهني يتكيف مع حاجات الطلاب·

ويتم تعليمهم الأعمال المكتبية البسيطة التي تستمر على مدى 3 سنوات، وتمكنهم من العمل في السنترال أو المكتب كمحاسب للأمور البسيطة وادخال المعلوماتية الى الكمبيوتر والأرشفة والسكرتاريا، وقمنا بإدخال برنامج حرفي يتضمن الجلديات وشك الخرز، والتصوير الفوتوغرافي بالإضافة الى المسرح، بحيث إن لم يستطع التلميذ التأقلم مع المواد العلمية الحسابية والرياضية، فإنه يُمكن أن يحصل على مهنة كريمة تؤمن له عملاً، سواءً من منزله أو في الخارج، بالإضافة الى اللغات والرياضيات ومهارات التواصل الإجتماعي وبمواكبة من قبل اخصائية اجتماعية لحالتهم النفسية والنقص الذي يمكن تعويضهم، فضلاً عن اخصائي في العلاج الإنشغالي، واخصائيين للنطق والنفس حركي·

ويتم تطوير القسم سنوياً، لذلك فإننا نحرص أن لا يتجاوز عدد الطلاب في كل صف الخمس طلاب، بحيث يكون التعليم بشكل فردي وليس موحداً، فيختلف منهاج كل تلميذ عن غيره وفقاً لقدراته العقلية والصعوبات التعليمية التي يواجهها·

التعرف الى القدرات بالعودة الى تفاصيل الإختصاصات، كيف يتم تدريسها وماذا تتضمن؟ - إن صناعة الجلديات تبدأ من العام الثاني، فيما المسرح يكون على مدار السنوات الثلاث، لأن السنة الأولى هي بمثابة التهيئة والتحضير، كي نتعرف من خلالها على قدرات الطلاب وما هي المجالات التي يُمكنهم أن يبرعوا فيها، فمن يستطيع القيام بالأعمال المكتبية يستمر في منهجيته الدراسية، والبعض يتم الحاقهم بقسم الحرف والمهن مع برنامج صقل الشخصية، بما يتلاءم مع قدراتهم الفكرية والجسدية، حيث يتم تنمية مهارات طلاب الصعوبات التعلمية والإعاقات البسيطة·

فكل من يواجه مشكلة في استكمال التعليم الأكاديمي، يُمكنه الإلتحاق بهذا البرنامج المهني، ليحصل كل خريج على شهادة مصدقة من قبل مديرة التعليم المهني والتقني، حيث نسعى للحصول على اعفاء للطلاب من شهادة التعليم المهني BT على غرار اعفائهم من <البريفيه>، كي يستطيعوا متابعة تحصيلهم الجامعي·

تجاوب الأهل والطلاب كيف كان تجاوب الأهل والطلاب مع هذا الفرع؟ - نرى تجاوباً كبيراً وتاماً من قبل الأهالي، ونلمس تقدماً ملحوظاً من قبل الطلاب، فهناك حاجة لوجود هذا الفرع المهني، لأن الأهل لم يستطيعوا تسجيل أبنائهم في المدرسة العادية لضعف الإمكانيات المادية وعدم توافر مراكز متخصصة في هذا المجال، حيث لمسنا تقدماً ملحوظاً على المشاركين، مما شجعنا أن نبذل المستحيل للإستمرار في تحقيق هذا التقدم، الذي جعلنا نشعر بسعادة كبيرة للإنجاز الذي تحقق من حيث بناء الشخصية والتقدم العلمي والمهني·

ونأمل أن يتطور العمل بشكل سريع، لأن مشغل الجلديات بدأ حديثاً، فإننا مع زيادة الإنتاج سنسعى الى عرضه على السوق، سواء الى الجمعيات أو اهدائه الى أصدقاء الجمعية، وبعد استكمال المبنى الجديد سيكون هناك مشغل متكامل ومشاغل عمل مفتوحة لبقية الطلاب، بحيث تفتح أبوابها لبقية الطلاب وتطوير اختصاصاتها، والتوجه الى الإعاقات الأصعب بحيث يقوم بعمل حرفي يدوي فقط وليس المكتبي والحرفي··

تطوير الإبداع معروف أن العمل الحرفي يحتاج في بعض الأحيان الى تنمية مهارات الإبداع، كيف تقومون بذلك؟ - فيما يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي، فإننا قمنا بإستشارة العديد من الأخصائيين في مجال التصوير بعد اجتماع تقييمي مع الطلاب، فتم اقرار البرنامج التعليمي، والذي يؤهلهم بأن يصبحوا مصورين أو مساعدين، وهي مهنة تُعطي العيش الكريم سواءً للشباب أو الصبايا·

ونحلم من خلال المسرح أن يكون هناك فريق مسرحي متنقل يقدم مواضيع هادفة، من خلال كتابة النص وتأليف الموسيقى وتنسيق الأدوار وتقديمه للمدارس مقابل بدل مادي بسيط، حيث يتم تقديم مسرحيات تربوية هادفة، فضلاً عن تدريس الموسيقى، عبر تعليم المشاركين على <الأورغ>، وبإستخدام السمع والنوتة حسب قدرات كل طالب، ولاحظنا مدى احتضان الطالبات الملتحقات بالمعهد لزملائهم في هذا القسم، وتقبلهم للفكرة·

ما هي الطموحات المستقبلية في هذا المجال؟ - إذا تم تأمين الإمكانيات بعد انتهاء العمل بالمبنى الجديد مع مطلع العام الدارسي المقبل، نحلم بأن يكون هناك مدرسة لذوي الإحتياجات الإضافية في الأرض الملاصقة للجمعية، وهو مشروع مستقبلي إذا تم تأمين التمويل اللازم·

ونحن جمعية لا تسعى لأخذ دور أي من الجمعيات الآخرى في مدينة صيدا، بل الإستمرار في هذا الدور من خلال متابعة برامج الخدمات، حيث يوجد جمعيات يقتصر عملها على تقديم خدمات تعليمية لذوي الإحتياجات الإضافية الى المستوى الإبتدائي والمتوسط، فإننا نكمل هذا الدور سواءً من المرحلة المتوسطة أو الثانوية والمهنية، لتمكينهم من متابعة المرحلة الجامعية، ولذلك قمنا بالتواصل مع عدد من الجامعات العام الماضي·

مساندة الجميع ما هي الكلمة التي تودين توجيهها عبر جريدة <اللـواء>؟ - المطلوب من وزارة التربية، خصوصاً أن عملية الدمج تتم حالياً في المدارس، أن تنظر الوزارة الى حالة بعض الطلاب من ذوي الإحتياجات الإضافية بإعفائهم من تقديم الإمتحانات للمرحلة الثانوية أو تقديم امتحانات بظروف خاصة، وذلك يُساعدهم على استكمال حياتهم بالشكل الذي نتوخاه، خصوصاً أنهم يملكون القدرة على ذلك·

وبما أننا جدد في هذا المجال، نسعى لاكمال أدوار الجمعيات المتبقية وللتكامل معها وليس للمنافسة، بل المنافسة في تقديم الخدمة، ونحن على استعداد لتبادل التجارب والتواصل مع كافة جهات المجتمع لما فيه خير مجتمعنا··

سامر زعيتر SZ@janobiyat.com
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا