صيدا - مكتب <اللـواء>:

10 أيام ويمضي شهر الخير والبركات كما أهلّ، سريعاً كساعات العمر وأيامه، ينهمك الناس في التحضير له وفي وداعه واستقبال العيد، ومعه تكبر فرحة الأولاد والصائمين بفطرهم··

وعشية الأيام العشرة الأخيرة، تشد الرحال كل الى طريقه، فتزداد التحضيرات لليالي رمضان الأخيرة، فترى المساجد مزدحمة، ومعها ترتفع وتيرة الحركة التجارية في عاصمة الجنوب، مدينة صيدا، استعداداً لإستقبال عيد الفطر، لأنه شهر الخير على الجميع تكبر معه فرحة العيد··

حركة دؤوبة لا تهدأ ليلاً أو نهاراً، ازدحام للسيارات والمارة، ترافقها فتح المحال التجارية ليلاً بقرار من <جمعية تجار صيدا وضواحيها> تلبية لحاجات الناس، فهو شهر ينتظره التجار لتعويض ما فاتهم من خسائر مادية·· لأن فلذات الأكباد لا يستقبلون العيد إلا بالجديد من الملبس، فيما هدايا العيد تعزز صلة التواصل بين المؤمنين لتزيد المحبة بينهم··

لكن تبقى العيون شاخصة الى الوضع الإقتصادي، ومعه كل ما يطرأ من مستجدات تنغص على الناس أحوالهم وأمور حياتهم، وخصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار التي يعوّض عنها التجار ببعض الحسومات، فيما يصر البعض الآخر على جني ما فاته خلال العام··

أما رب العائلة، ومهما كان مقدار دخله، فلا بد أن يدخل السرور الى قلوب عياله، ولو كان بالقليل فالسوق متاح للجميع، وهو شهر ينتعش فيه حال الفقير والغني ومتوسط الحال··

<لـواء صيدا والجنوب> يقف على استعداد التجار لهذا الموسم والقرار بفتح الأسواق مساءً··

الداخل الى مدينة صيدا مساءً يتساءل ما الذي تغيّر خلال هذه الأيام، حركة لا تشهدها المدينة طيلة أيام السنة، حيث تحوّل ليل المدينة الى نهار، فالكل منهمك في الشراء·

هذا الأمر يتيح للصائمين متعة التسوق في المساء، خصوصاً أن أرباب العمل والعاملين لا يجدون المتسع من الوقت للقيام بذلك في الأيام العادية، حيث تقفل الأسواق التجارية قبيل السابعة مساءً، مما يصعب على الزبائن المنهمكين بعملهم طيلة العام التسوق من مدينتهم، لكن بالمقابل يعزو التجار عدم فتح الأسواق ليلاً لضعف الحركة التجارية في المدينة··

وبعيداً عن هذه المعضلة، تبقى غياب المشاريع والفنادق الكبيرة عائقاً في استفادة المدينة من الوافدين العرب والأجانب الى لبنان، فيما تعوّض بأبنائها المغتربين·· لذلك فإن فتح الأسواق ليلاً يعوّض عن ذلك وإن كان لفترات محدودة··

الشريف

رئيس <جمعية تجار صيدا وضواحيها> علي الشريف، توجه بالتهنئة الى <كل المسلمين في لبنان بهذا الشهر الفضيل، الذي نتمنى أن يعيده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، فهو شهر فضيل بكل ما للكلمة من معنى، وصيدا عرفت بأنها صاحبة الشهر الرمضاني، حيث أن الناس يعطون للشهر حقه من كل النواحي، ونحن كجمعية تجار كما جرت العادة نقرر فتح الأسواق ليلاً من خلال احصاء يتم بين التجار حيث نقف على رأى الأغلبية، ونأخذ بعين الإعتبار وضع الأسواق>·

وقال: هذا العام ارتأينا أن نبدأ بفتح الأسواق منذ أمس الأول (الإثنين)، الموافق له 17 رمضان، وخصوصاً أن المدينة تمر بحالة رمضانية تتضمن مجموعة من النشاطات التي تقام للمرة الأولى في شهر رمضان، هذه النشاطات التي تقيمها <لجنة مهرجانات صيدا> بالتعاون مع <مؤسسة الحريري> و<بنك البحر المتوسط>، ونحن نشارك فيها من خلال الدعم المادي والمعنوي، ونأمل أن يستفيد القطاع التجاري من هذه الحركة النشطة وينعكس ايجاباً على التجار·

وأضاف: يأتي العيد ما بعد منتصف أيلول، هذا الشهر الذي يشكل عبئاً على الناس، فبالإضافة الى شهر رمضان المبارك وما يتضمن من مصاريف تستنزف ميزانية الأسرة من تأمين المأكل والملبس على العيد، لكن هناك عبء المدارس الذي يبدأ مع شهري أيلول وتشرين الأول، ولا شك أننا نعيش في المدينة كسائر الوطن حركة نشطة في بعض القطاعات، ولكن نرى بالمقابل تأثراً في القطاعات الكمالية وتراجعاً عن العام الماضي·

وأوضح <أن الوضع العام الذي يمر به البلد، وخصوصاً التأخير في عملية تأليف الحكومة والتجاذبات والشروط الموضوعة من عرقلة وما الى أخره، والوضع الإقتصادي العام ليس في صيدا وحسب، بل على صعيد لبنان ككل، فإنه إذا ما تأخر هذا الإستحقاق ولم ينجز سريعاً، سيكون لهذا الواقع انعكاساً سلبياً على الوضع الإقتصادي بصورة عامة>·

وأمل من <جميع الفاعليات في لبنان، سواءً أكانوا في المعارضة ? الأقلية - أو الأكثرية، أن يتفاهموا لإزالة الشروط من وجه تأليف هذه الحكومة، لتكون حكومة وفاق وطني، لأن عليها أعباء كثيرة للنهوض بوضع البلد الإقتصادي والإنمائي، خصوصاً أننا نعاني من عدة نواحي وفي بدايتها انقطاع التيار الكهربائي في المساء والصباح وما يتركه من أثر سلبي على الحركة التجارية>·

وأضاف: اليوم أصبحنا في نهاية فصل الصيف، وسيأتي عيد الفطر السعيد أعاده الله على الجميع بالخير، في نهاية فصل الصيف، وجميع التجار يرغبون في المساهمة بتأمين مستلزمات الحياة للمواطنين بسهولة وأقل كلفة ممكنة، فالتنزيلات ما زالت مستمرة، بل تم زيادة نسبة التخفيض لتسهيل عملية الشراء من قبل المواطنين وللمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهلهم، فكلما تم تخفيض الأسعار نساعد في تأمين حاجات المواطنين وخصوصاً الضرورية··

وأكد <أنه لا شك أن ما وضع من مشاريع تدرس بجدية وعناية، وفق برنامج سيبدأ معه في نهاية هذا العام العمل بعدد من هذه المشاريع، نأمل في الصيف المقبل أن يكون الوضع أفضل، خصوصاً اذا تمت الإجراءات وتكون حكومة الوحدة الوطنية قد تألفت وساهمت في النهوض بالبلد، الذي لا يُمكن أن يستمر دون حكومة تأخذ القرارات، ومجلس نيابي يصدر القوانين>·

وقال: هذه الطفرة التي حدثت في لبنان للمرة الأولى منذ السبعينيات، وهذا الكم الهائل من السائحين وضخ الأموال، لو كان الوضع السياسي أكثر هدوءاً واستتباباً وهناك حكومة تقوم بما عليها، ومع ما أعلنه حاكم مصرف لبنان بأن نسبة النمو بلغت 6% رغم كل الظروف السياسية، لو كان الوضع السياسي أفضل، لكانت نسبة النمو ارتفعت وتيرتها ووصلت الى 10%، لينعكس ايجاباً على وضع الخزينة والموازنة والعجز العام، لأن النمو يساهم في تخفيض ذلك العجز··

وأشار الى <أن صيدا كما نعلم تلعب دوراً هاماً، وهي نقطة ارتكاز محورية بين الجنوب والجبل والإقليم وبيروت، تستقطب من كافة الإتجاهات وبالمشاريع المنوي القيام بها لا بد أن تأخذ دورها السياحي والإقتصادي، وهذه المشاريع ستؤدي الى مزيد من التنمية في المدينة، خصوصاً أنه العام الأول الذي نشهد فيه مثل هذه النشاطات في <خان الإفرنج>، حيث سيتم تحديد مواعيد دائمة لها سنوياً، وليس بالضرورة أن تقتصر على شهر رمضان، فإن الإحتفالات التي ستقام خلال عيد الفطر لم تحصل من قبل في مدينة صيدا وربما هي قليلة في لبنان، وستكون مركزاً ونقطة جذب للمواطنين الى لبنان وصيدا>··

وختم الشريف بالقول: إننا نقوم بكل الإتصالات وبالتعاون مع محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق وبلدية صيدا وكل القوى الأمنية، لتأمين الإستقرار وتجنب المشاكل وكل أمر يتم مناقشته مع الأطراف المعنية، وخصوصاً أن الكل يرغب في المساهمة والمساعدة في تنمية هذه المدينة، فنأمل من الله عز وجل أن يعيد هذا العيد والشهر الفضيل على الأمة الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات، وأن يكون الوضع التجاري أفضل والإستحقاقات تكون تم انجازها كاملة··

سامر زعيتر

sz@janobiyat.com