عاماً بعد عام، تقدم عاصمة الجنوب صيدا نفسها بإبداع أبنائها، مدينة للعلم والتفوق في العديد من المجالات، وآخرها تميز صيداوي في المجال الطبي جسده ابن المدينة معاذ حسين الملاح ، نجل أمين سر دار افتاء صيدا الشيخ حسين الملاح، والذي يشغل حاليا منصب رئيس قسم تصوير القلب في مستشفى هنري فورد التابعة لجامعة واين ستايت في ديترويت ميتشيغان في الولايات المتحدة الأميركية وهو أستاذ مشارك في كلية الطب في الجامعة نفسها وزميل جمعية أطباء القلب الأميركية. وحائز جائزة أفضل بحث في تصوير القلب وجائزة أفضل أستاذ في تعليم الطب في العام 2007 وجائزة أفضل طبيب متخصص في جمعية أمراض القلب الأميركية، علما أن معاذ خريج مؤسسة الحريري بين العامين 1991-1998.
خلال زيارته الأخيرة للبنان في طريقه الى المملكة العربية السعودية حيث انتدب أستاذا زائراً في جامعة الملك عبد العزيز في الرياض، حرص البروفسور معاذ الملاح على لقاء رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري في دارة العائلة في مجدليون، بحضور مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان. وقد أثنت الحريري على الانجاز الذي حققه معاذ ولا يزال من خلال تميزه في مجال اختصاصه، معتبرة أنه بأمثال معاذ وغيره من المبدعين اللبنانيين يفتخر لبنان وتعتز صيدا ويكبر قلبنا وأملنا بأن لهذا الوطن مستقبلاً واعداً بفضل عقول أبنائه وارادتهم وعزيمتهم القوية وايمانهم الكبير بالله، وتعلقهم بأرضهم وتمسكهم بانتمائهم اليها.
وتحدث البروفسور الملاح لـ"المستقبل" عن مسيرته العلمية فقال انه تلقى علومه في مدرسة عائشة أم المؤمنين التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا، وحاز منحة جمعية المقاصد للمرحلتين المتوسطة والثانوية. خريج مؤسسة الحريري، درس في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرج فيها في العام 1998 في اختصاص طب داخلي، ثم انتقل الى الولايات المتحدة الأميركية العام 2000 للتخصص في الطب الداخلي وأمراض القلب من جامعة ولاية واين ستايت، وتخصص في جامعة هارفرد في ولاية ماستشوستش المصنفة أول جامعة في العالم في اختصاص تصوير القلب بالطبق المحوري والرنين المغناطيسي والنووي مع أشهر أطباء تصوير القلب في العالم. وكان أول تخصص يفتح في العالم. وعين مديرا للقسم في العام 2007، ثم شغل منصب نائب رئيس قسم تدريب الأطباء في المستشفى لتدريب الأطباء الذين يتخصصون في مجال تصوير القلب. ويخرج المركز 25 طبيبا كل سنة.
وعن أبحاثه ونشاطه العلمي، قال: تابعت أبحاثي العلمية وتخصصي من خلال زيارات إلى ألمانيا مع الدكتور كيفين اكيمبرغ الذي يعتبر أباً للتصوير الطبقي المحوري للقلب، ولدي نشاط دائم في مجال جمعيات الطب الأميركية ولا سيما جمعية القلب الأميركية وجمعية أطباء القلب وجمعية تصوير القلب النووي وجمعية تصوير القلب الطبقي المحوري، واشغل حاليا عضوية ما يزيد على ثماني لجان علمية على مستوى الولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بالاختصاص الذي اختاره ومميزاته قال: تصوير القلب بدأ عام 2004 وهو يغني عن عمليات قسطرة القلب والتمييل عند بعض المرضى. هذا النوع من التصوير من شأنه تشخيص حالة القلب والشرايين في فترة وجيزة وقد يغني عن أية حاجة لمزيد من التصوير للقلب وتعريضه للأشعة بدون مبرر. وهذا النوع من التصوير موجود في مراكز متخصصة في بيروت وعدة دول عربية، والإجراء الصحيح والمتميز لعملية التصوير يجب أن يتم على أيدي متخصصين، لأنه قد يعرض المريض الى أشعة زائدة .
وعن طموحه بالنسبة لتقنيات وآليات تصوير القلب في لبنان قال: طموحي رفع مستوى طب القلب في لبنان وتحسين نوعية الرعاية للمرضى وتدريب الأطباء اللبنانيين على أفضل تقنية في تصوير القلب. ولكن اكبر طموح عند الانسان ان هذا العلم وهذه الرسالة التي استفاد منها ان يتمكن من نقلها الى المنطقة التي ولد فيها، والى المرضى في بلادنا، وطموحنا دوما السعي للتغيير في بلادنا نحو الأفضل.
أما حكمته المفضلة فهي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم ".
إشارة الى أن الملاح متزوج من ايمان الزعتري ولهما طفلتان، أسماء 8 أعوام ومريم 5 أعوام، وزوجته تحضر ماجستير في القيادة التربوية في جامعة ميتشيغين