×

بقلم احمد منتش الناتوت قلب صيدا النابض

التصنيف: المرأة

2012-03-11  03:45 م  1042

 

عرفته منذ ثلاثة عقود في بداية مسيرتي المهنية في مكتب جريدة "النهار" في صيدا، مؤسسته للاتصالات والصيرفة تسلمها قبل سنوات نجله مازن بعد اختياره محلاً خاصاً به عند مستديرة ايليا – الاتوستراد الشرقي، حيث قتل غدراً وظلماً وعدواناً، كانت في الطبقة الارضية في بناية رزق الله في شارع رياض الصلح ومكتب "النهار" في الطبقة الثانية، لذلك تربطني به علاقة شبه يومية، كانت منذ اليوم الاول لتعارفنا وحتى مقتله علاقة اخ بأخيه تجمعهما روح المحبة والصدق والتعاون والغيرة على المصلحة الخاصة والعامة، لم اشعر يوماً بأن "ابا مازن" تاجر، انما عرفته انساناً محباً ودوداً، استطاع بعلمه ومعرفته ومواظبته وسهره على اعماله في النهار والليل، وفي احلك الظروف والاوضاع الامنية المتوترة، ان يحقق نجاحاً باهراً في حياته افادت منه عائلته في التعليم والتربية الحسنة، ولم يبخل بهما على معارفه ومدينته التي أحبها بشغف حتى الرمق الاخير. جعل المكان الفارغ قبالة محله عند مستديرة ايليا حديقة مزدهرة بالاشجار والورود اضاءها بالألوان الباهرة، لأنه كان يكره الظلام والفراغ، كان يأسف لقول البعض ان صيدا مدينة تنام باكراً وهو جعل من نفسه قلب صيدا النابض في الليل كما في النهار. ولو عرف قاتله ان قلبه غفور رحيم، وطلب منه اي مساعدة سلماً او تهديداً، لما اقدم على قتله غدراً وعن سابق تصور وتصميم، لأن ابا مازن ما كان بخل عليه بشيء او تردد باعطائه ما يريد، وله تجارب سابقة في هذا المجال في مد يد العون والمساعدة لأي محتاج او عابر سبيل، لأنه كان يحس ويشعر مع الفقراء والمظلومين وهو حوّل واجهة محله الجديد جدارية من الشعارات التي خطها بيده، وعبر فيها عن هواجسه في الحياة وفي كل ما يتعلق بمدينته ووطنه، خاصة في قضايا ومواضيع البيئة والنظافة والامن والظلم وتقصير الجهات المسؤولة عن الشعب.
اهتزت صيدا وكل انسان ينبذ القتل والعنف للجريمة المروعة التي ذهب ضحيتها الناتوت واجمع ابناء صيدا بكل فئاتهم واتجاهاتهم على ادانتها واطلاق صرخة واحدة تطالب باعدام القاتل وهو ايضاً مطلب العائلة الذي عبّر نجل الفقيد مازن الذي قال نطالب الدولة اللبنانية بحماية مواطنيها ونطالب القضاء بالإسراع في المحاكمة وادانة القاتل والحكم عليه بأقصى العقوبات وهي الإعدام... الإعدام... ليكون عبرة لمن يعتبر، ورادعاً لكل مجرم تخالجه نفسه ارتكاب جريمة مماثلة بحق اي انسان آخر. وللمطالبين بالغاء عقوبة الإعدام او عدم تنفيذها ندعوهم لمشاهدة شريط الفيديو ليشاهدوا بأي وحشية ارتكبت هذه الجريمة البشعة. اننا كعائلة لسنا في صدد الانتقام، نحن طلاب عدالة من المجرم القاتل دون سواه.
وصيدا اليوم بعد اسبوع على الجريمة لن يهدأ لها بال ولن ترتاح، الا بعد تنفيذ حكم الاعدام بالقاتل حتى يبقى قلب صيدا نابضاً، كما كان قلب ابي مازن، رحمه الله.
تواصل حملة المطالبة باعدام القاتل جولاتها على الفاعليات الصيداوية واطلقت بلدية صيدا اسم محمد الناتوت على الحديقة التي كان يرعاها بنفسه قبالة محله عند مستديرة ايليا

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا