الرجال ينتحرون شنقاً والنساء يبحثن عن صورة جميلة لهنّ بعد الموت
التصنيف: سياسة
2009-12-03 09:27 ص 1262
الانتحار هو «الموت المرغوب فيه» وهو سلوك رافق الإنسان منذ الأزل، لكنه بات من الظواهر الاجتماعية في عصرنا الراهن وتحديدا منذ منتصف القرن الماضي، إثر التغيّرالسريع لنسق الحياة في مختلف المجتمعات وخاصة الغربية منها.
ويمثل الانتحار حسب الارقام والمعطيات المتوفرة لدينا ثاني سببب للوفاة في صفوف فئة الشباب اليوم.
ويقدر علماء الاجتماع أن إقدام الشاب على الانتحار لا يرتبط باللحظات الآنية التي يعيشها ، لكنه مرتبط بعدة عوامل مشتركة لها علاقة وطيدة بالماضي الذي كان يعيشه، وله علاقة بكل الرواسب النفسية العميقة والمشاكل المتراكمة التي واجهها في مرحلة ما قبل الانتحار، التي تتطور مع الأيام لتصبح أزمة نفسية تدفع على الاقدام على الانتحار.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه ليس كل الأزمات النفسية تكون نتيجتها الانتحار، بل قد تكون حافزا للخروج بعبر تفيد في الحياة مستقبلا.
ويعتبر المختصون أن مرحلة المراهقة، من أكثر المراحل التي يقدم فيها الأفراد على الانتحار نظراً لحالة عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي فضلاً عما يعانيه الشاب من تغييرات سيكولوجية وجسمانية وأسرية.
ولا يمكن الجزم أن التغييرات الجسمية لأي مراهق قد تتسبب له في أزمات كبيرة تقود بالضرورة الى الانتحار، بل تراكمها يولد لدى العديدين حالات من القلق نتيجة التعرف عن النفس والتمهيد لإقامة علاقات مع الآخرين.
وعلى المستوى الاجتماعي يعاني المراهق من التردد بين مرحلتي الطفولة والشباب.
هذا التردد الذي يعاني منه المراهق في هذه المرحلة يعطي دفعةً قويةً باتجاه تجاوزها للوصول إلى مرحلة الشباب، فيواجه فيها انتقادات واحتكام وتقييمات عديدة من الوسط المحيط به، وهو بدوره يحاول إعطاء فلسفة خاصة لحياته من خلال طرح الأسئلة حول الوسط المحيط به والموقع الذي يشغله في هذا الوسط، الذي قد يؤدي به إلى حالات من اليأس وفقدان معنى الوجود بحد ذاته فيقدم بذلك على الانتحار.
وتختلف أسباب الانتحار من فئة اجتماعية إلى أخرى، وقد ربطت دراسة قام بها المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا أن 33 في المئة ممن حاولوا الانتحار كانوا يفرون من المنزل، و53 في المئة مدمنون على الحبوب المهدئة، و72 في المئة مازوشيون و36 في المئة هم ضحايا للعنف الجسدي و23 في المائة تعرضوا لعنف جنسي.كما تعود أسباب اقدام المراهقين والشباب على الانتحار الى الشعور بالعزلة، والدفء العائلي والعاطفي، والتأزم وغياب الثقة في المستقبل والنضرة التشاؤمية للحاضر والشعور بالفراغ والملل، بالاضافة الى معايشة العنف الأسري اليومي وإدمان الكحول الخ..
أثر الاضطرابات النفسية
وحسب آخر الدراسات التي تطرقت الى الأسباب الرئيسية لمشكلة الانتحار، وتحديدا في صفوف المراهقين والشباب، فإن تزايد الاضطرابات النفسية قد تحوّل مؤخراً الى حالة مفزعة تستدعي التدخل السريع، واللافت أن هذه الحالات لم تعد تقتصر على مجتمع معيّن، بل انتشرت بفعل عدوى حضارة العولمة في مختلف المجتمعات.أما بالنسبة لمن هم في خريف العمر أو المسنين فإنهم يقدمون على الانتحار بدافع العزلة المقيتة وفقدان الأهمية في الحياة وعدم الشعور بأهمية الحياة في حد ذاتها، خاصة اذا ما فقد أحدهم الشريك والمساندة العائلية.
لكن تبقى العزلة هي أكبر دافع على الانتحار في صفوف هذه الفئة، ووفق تقرير آخر
للمعهد الفرنسي للإحصاء «انسي» فإن عدد الفرنسيين الذين يعيشون بمفردهم قد تضاعف بين عامي 1968 و 1990، في حين يعيش 40 في المئة من السويديين، كما يعيش سبعة ملايين بريطاني بمفردهم ، وهو عدد يبلغ ثلاثة أضعاف ما كانوا عليه قبل أربعين سنة، وحسب تقرير « بريطانيا 2010 » لريتشاردسايكس أستاذ علم السلوك التنظيمي في جامعة كنت، فإن المساكن التي يعيش فيها شخص واحد فقط ستفوق في عددها تلك المساكن التي تقطنها العائلات والأقران خلال عقد من الزمان، وفي أحياء لندن الراقية فإن نصف البيوت تقريبا يسكنها أفراد لا شريك لهم.
و نزعة تدمير الذات حسب تفسير نظرية الفيلسوف الألماني إمانويل كانْت"Immanuel Ka"، لا يشترك فيها سوى الانسان مع جنسه من دون سائر الكائنات.
فالانسان ينتحر بصورة إرادية بينما الحيوانات لا تُقبل على هذا الفعل بإرادتها، بل نتيجة أخطاء عفوية تتسبب بموتها.
وهذا يعني أن الإنسان المتشبّث بالبقاء وحب الحياة والاستمرار بالفطرة، يندفع بالوتيرة نفسها باتجاه تدمير الذات عندما تختل علاقته بنفسه وبالمجتمع من حوله.
وبغض النظر عن دور المؤثرات الوراثية المتجذّرة في الجينات، والتي تؤمن الاستعداد الوراثي للإصابة بالأمراض النفسية وبالتالي التفاعل السلبي مع مؤثرات البيئة.
أرقام واحصائيات
حسب آخر الاحصائيات المتوفرة لدينا تسجل فرنسا في كل سنة اثنتا عشرة ألف حالة انتحار متعمد، وهو عدد يفوق بمرة ونصف عدد ضحايا حوادث السير في هذا البلد، والجدير بالذكر أن فرنسا هي المصنفة الأولى من بين بلدان أوروبا في عدد المنتحرين بعد الدنمارك والنمسا وفنلندا، اذ يقدم يوميا ما يقدر بـ 400 فرنسي على الانتحار الطوعي ، وهذه النسب لم تتغير في السنوات بين 1980 و 1999، بل ومنذ العام 1990 تضاعف عدد المنتحرين في صفوف المراهقين البالغ أعمارهم ما بين 15 و 19 سنة، وازداد بثلاثة أضعاف ونصف في صفوف الشباب بين سن 25 و 34 سنة، وقد دفع استفحال هذه الظاهرة بوزارة الصحة الفرنسية إلى وضع الانتحار ضمن أولوية برامجها .
في حين يتوفى سنويا في ألمانيا أكثر من أربع مئة مراهق لم يتجاوز العشرين من عمره بسبب الانتحا، ويصنف الانتحار ثاني سبب من أسباب الوفيات بعد حوادث السير في ألمانيا، أما عدد المراهقين الناجون منه فيتجاوز عددهم الرقم المذكور بثلاثين مرة، وحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة الألمانية فقد أقدم 12888 شخصا على الانتحار في عام 1995 وحده، أي أكثر بكثير من ضحايا حوادث السير في تلك السنة، بينهم 286 تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، و520 بين 20 و25 سنة، وكانت الوسيلة الأكثر استعمالا للانتحار هي الشنق أو القفز من علوًّ شاهقٍ، أو بواسطة التسمم، وهو الوسيلة الأكثر شيوعا لديهم.
أثبتت منظمة الصحة العالمية في تقرير السنة الماضية الذي تم تجميعه من مئة وخمس دول، أن النسبة السنوية المتوسطة للانتحارات ما بين 1950 و 1995 قد انتقلت من 1 .
10 إلى 16 في كل ألف شخص، بزيادة بنسبة 60 في المئة ، وهو رقم غير صغير .
وحسب تقرير المنظمة فإن الانتحار مسؤول عن الموت أكثر من النزاعات المسلحة وحوادث الطرقات، وقد تم تسجيل في السنة الماضية الأخيرة أرقاما مفزعة لأعداد المنتحرين منها 87 ألف منتحر في الهند،52500 في روسيا ، 31 ألفًا في الولايات المتحدة الأمريكية ، 12500 في ألمانيا ، 11600 في فرنسا و 11 ألفًا في أوكرانيا .
كما أظهرت إحصائية حكومية حديثة نقلتها ارتفاع حالات الانتحار بين مراهقي أميركا، بعد عقود من التراجع، عزاه بعض المختصين إلى تدني استخدام الأدوية المعالجة للاكتئاب.وارتفعت معدلات الانتحار، خلال الفترة من العام 2003 إلى 2004، بواقع 18 في المائة، من 1737 حالة انتحار إلى 1985 حالة، بين الشباب دون سن العشرين، وفق إحصائية مراكز السيطرة على الدواء والوقاية الفيدرالي «CDC».وشهدت الأعوام التي سبقت تلك الفترة تراجعاً ملحوظاً في معدلات الانتحار بين الشباب من سن 15 عاماً إلى 19، من نحو 11 حالة بين كل 100 ألف في 1999 إلى 7.3 حالة بين كل 100 ألف في العام 2003.
وبلغت حالات الانتحار بين الشبان في بريطانيا درجة الأزمة إذ ارتفعت نسبة المنتحرين من الشبان إلى اثنين وسبعين في المئة.
وبينما كان المنتحرون في السابق يفضلون تسميم أنفسهم، أصبح الشنق الوسيلة المفضلة للقضاء على الحياة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة، هذا ما جاءت به دراسة نشرت في مجلة علم النفس البريطانية.
فقد ارتفع عدد المنتحرين بين الذكور الشباب من خمسة وخمسين في المليون عام سبعين إلى مئة في المليون عام تسعين.
كذلك فإن هناك حاجة لتدريب الشباب على متطلبات الحياة الحديثة، وما الانتحار إلا دليل واضح على وجود مشكلة في حل المشاكل.
وأن الشباب في سن الخامسة عشرة إلى التاسعة عشرة هم في وضع قلق وإن مسؤولية الجميع في المجتمع هي مساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي تواجههم، إن الانتحار هو علامة المجتمع المريض.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الانتحار بين الفتيات في نفس الفئة العمرية المذكورة قد تضاءلت قليلا عن السابق.
وارتفعت نسبة الانتحار بين الشباب فوق 50% خلال الأعوام العشرة الأخيرة، ورد ذلك في تقرير جديد نشر في جريدة « غارديان » وأصدرته جمعية معنية بالتخفيف من أسباب الانتحار، ومساعدة الذين يتعرضون لضغوط نفسية قد تدفعهم إلى الانتحار.
وعللت ارتفاع نسبة الانتحار بين الشباب لأنهم أكثر قابلية لأسبابه التي منها :
تزايد الضغوط الاجتماعية، والإخفاق في الحصول على إنجازات أكبر في المدرسة، والصعوبات الاقتصادية خلال العقد المنصرم.
أما عن أسباب الانتحار عند الكبار فقد ذكر التقرير من ذلك : الوحدة، والحرمان، وانهيار الصحة، وتناقص الفرص المتاحة، والعيش في ظروف غير مناسبة، والخوف من وقوعهم عبءا على الآخرين
أخبار ذات صلة
بن فرحان: ثقتنا كبيرة بالرئيس عون بالشروع بالإصلاحات وتطبيق القرا
2025-01-23 08:18 م 34
ولي العهد السعودي يجري اتصالا هاتفيا بترامب
2025-01-23 06:03 ص 32
أول خلاف بين ماسك وترامب.. لماذا شكك في مشروع الـ500 مليار؟
2025-01-23 06:00 ص 48
وزير الخارجية السعودي في لبنان لأول مرة منذ 15 عاما
2025-01-22 07:58 م 47
بهية الحريري تنقل باسم الرئيس الحريري التهاني الى رئيس الجمهورية
2025-01-21 07:36 م 49
لم أعد أي جهة"... سلام: وزارة المال ليست حكراً لأحد
2025-01-21 07:34 م 49
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة
2024-12-19 01:42 م
حبلي زار السعودي وتم التباحث في شؤون المدينة