إلى فريق "ما في متلو": "لقد تخطيتم جميع الحدود الأخلاقية وعزرائيل ملاك الموت آت لا محال للإقتصاص منكم..". رسالة من مجهول طالت شخصيات لطالما أحببناها، لا بل عشقها اللبنانيون والجمهور العربي، وكل من أراد أن ترتسم الابتسامة على وجهه. الممثلون عادل كرم، عباس شاهين، نعيم حلاوي، رولا شامية، في دائرة الخطر، فمن هو ذاك الذي أزعجته ضحكات الناس وأراد اسكاتها ويتعرض إلى الممثلين بالتهديد والوعيد؟.

نعم، لقد تعرّض فريق "ما في متلو" إلى تهديد عبر رسالة نصية وصلت إلى هاتف أحد أعضاء الفريق، خلال تأديتهم عملهم أمام جمهورهم الكبير، لكن عادل كرم وعباس شاهين لم يتعاملا هذه المرة مع التهديد بشخصية "مجدي ووجدي: ياي شو قوي.. بدو يخطفني الفزكجي المهددجي"، كما أن نعيم حلاوي لم ير بشخصية "غابي" أن هذا التهديد "رح يعملّي مشكل مع بيّي يا عادل"، ورولا شامية لم تحرّك غنجها المعهود وتتكلم بصفة "سوسو دخيلو"، فيما لم يطال التهديد أنجو ريحاني التي قد تعتبر بشخصيتها "جميلة": "الدنيي وسايط يا رولا".

استقبلنا خبر التهديد بكثير من الخوف على هؤلاء المبدعين، خصوصاً بعدما علم موقعنا أنّ أبطال "ما في متلو"، شاهين وكرم وشامية وحلاوي تحديداً، تقدّموا بشكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية في بيروت متخذين صفة الإدعاء الشخصي في حق مجهول، وكل ما يظهره التحقيق بجرم التهديد بالقتل. وقد أحيلت الشكوى، إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية للتحقيق ومعرفة هذا المجهول.

كرم: وقاحة المهدد ستكبل يديه في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل

طارق كرم، منتج برنامج "ما في متلو" وصاحب شركة "روف برودكشن"، أخصّ موقع 14 آذار، بمعلومات عن حقيقة ما جرى مع هؤلاء الأبطال. "منذ عشرة أيام وأثناء تأدية الفريق عمله المسرحي، وصلت رسالة إلى أحد الشباب (قاصداً شاهين أو كرم أو حلاوي) تتضمن تهديداً بالقتل"، ليعود ويكشف اسم متلقي الرسالة في تصريح مقتضب لـ"ام تي في"، بانه "شاهين"، واوضح لموقعنا أن الرسالة جاءت كالاتي: "لقد تخطيتم جميع الحدود الأخلاقية.. عزرائيل ملاك الموت آت لا محال للإقتصاص منكم"، وان المجهول كتب بعد هذه الجملة أسماء الفريق المسرحي فقط، من دون انجو ريحاني، واعداً بقتل احدهم برصاصة في الرأس، والثاني ذبحاً، والثالث شنقاً، والرابع دهساً".

وأكّد كرم أنه يعلم هوية صاحب الرسالة وعنوان سكنه ورقمه، مستغرباً "وقاحة هذا المذكور لإقدامه على إرسال التهديد برقم معروف". وذكّر "بأننا في لبنان نعلم أنه إذا حصل أي لبناني على رقم هاتف أي شخص يستطيع من خلاله الوصول بسهولة إلى التعرّف على هويته وعنوانه"، إلا أنّ كرم فضّل ترك الموضوع في عهدة القضاء.

أما عن سبب غياب إسم أنجو ريحاني عن نصّ التهديد، فأعاد السبب إلى اعتقاده بان أنجو لا تشارك مع باقي الفريق في الأداء المسرحي، كما أنها تعتبر وجهاً جديداً في البرنامج بالنسبة لباقي الفريق"، متوقّعاً أن يكون صاحب التهديد قد تواجد في المسرح خلال وقت العرض".

حاولنا قدر المستطاع مع طارق كرم الوصول إلى إسم هذا الشخص أو حتّى التلميح إليه، لكنّه رفض ملبّياً رغبة المحامي بالتكتّم على اسمه. وقال: "تحرّكنا عبر القضاء وقد أحيلت قضيتنا الأربعاء الماضي إلى شركتي "الفا" و "أم تي سي" لمراقبة هاتف هذا الشخص، وذلك بطلب من النيابة العامة"، مرجّحاً الحصول على إجابة من القضاء خلال يومي الإثنين أو الثلاثاء المقبلين. وشدد على أنه "حتى لو كان صاحب الرقم يمزح أو "مش قاصد" أو يشعر بالندم على فعلته سيعاقب حتماً".

وأعرب عن استغرابه لتعرّض الفريق لمثل هذا الحادث، خصوصاً أن عملهم الكوميدي غاب عنه الطابع السياسي واكتسى طابعاً اجتماعياً فكاهياً، لكنّه توقع أن يكون السبب هو نجاح البرنامج والمسرحية الذين حققا نتائج وأرقام عالية في إحصاءات المتابعة والمشاهدة ان كان عبر شاشات التلفزة أو مواقع التواصل الإجتماعي والـ"يو تيوب".

وأكّد كرم أن ما جرى لم يؤثر على روحية الفريق بل زادهم روحية واندفاعاً نحو العمل، لافتاً إلى أن "ما في متلو" خارج أي منافسة مع باقي البرامج المشابهة بشهاداة الناس والمعلنين والسوق والأرقام. وذكّر بقضية سابقة طالت البرنامج حينما انتقل إلى شاشة الـ"أم تي في"، إذ انطلقت حملة كبيرة ضد الفريق، تتهمهم ببث البرنامج عمداً بالتزامن مع بث برنامج آخر على إحدى المحطات، لكنّ كرم أكّد أن "قرار تحديد وقت عرض البرنامج عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الخميس أتى بعد قرار مشترك بين إدارة الـ"أم تي في" وإدارتنا من جهة، وإنشغال بثّ المحطة خلال باقي الأيام في هذا الوقت، ببرامج أخرى من جهة ثانية".

وختم كرم حديثه معنا مؤكداً أن ما يهمّه في هذا الأمر هو أن يرى صاحب التهديد مكبّل اليدين في وقت أقصاه الإثنين أو الثلاثاء". وشكر موقع 14 آذار لإيلائه اهتماماً واسعاً لما تعرّض له فريق "ما في متلو".

فقيه: برامج "اوفريرا" و"بس مات وطن" و"اربت تنحل" سياسية وتستفز المشاهد

من جهته، وفي حديث خاص الى موقع 14 آذار، استنكر مخرج برنامج "ما في متلو" ناصر فقيه،التهديد وقال: "حسبنا الرسالة في بادئ الأمر مجرد مزحة وكالعادة يظهر صاحبها ليقدم اعتذاره، إلا أن الإعتذار لم يصلنا من احد، فشعرنا بجدّية التهديد"، معتبراً أن "السبب يعود إلى انزعاج مجهول من نجاحنا في الوقت الذي نعتبر فيه الرقم واحد في هذا الحقل الكوميدي، وما يميّزنا هو ابتعادنا عن السياسة وتمسكنا بالقضايا الإجتماعية لأن الجمهور ملّ من السياسة وتبعاتها".

ورأى فقيه أن "باقي البرامج المشابهة أصبحت منبراً سياسياً للأحزاب"، ضارباً المثل ببرنامج أوفريرا (أو تي في) وبس مات وطن (أل بي سي) واربت تنحل (الجديد)"، معتبراً أن "تلك البرامج تستفز المشاهدين وتدعم طرفاً ضد طرف آخر"، كاشفاً عن أن برنامج "بسمات وطن" حاول تقليد "Mr لغات"، أما "إربت تنحل" فحاول تقليد شخصية "مجدي ووجدي"، إلا أنه لفت إلى أن "لا حقوق حصرية للشخصيات".

تهديد فريق "ما في متلو" حصل، والملف أصبح في عهدة القضاء اللبناني، فهل سنرى في الأيام المقبلة المجهول مكبّلاً وراء القضبان، أم سيبقى الجمهور يتابع أشخاصاً مهددين، خصوصاً وأن التهديد بالقتل ولو على الطريقة الكوميدية لا يندرج ضمن "المزح الثقيل"، بل يعتبر تهديداً مباشراً بالقتل وليس غير ذلك.