استقبلت العاصمة السعودية الرياض 4/12/2009 أمطاراً غزيرة وصفت بأنها غير مسبوقة، حيث استحضر الكثير من الأهالي في أشد أوقاتها قوة مآسي كارثة جدة ولزم الكثير منهم منازلهم واستعدوا بالشموع ووسائل أخرى لمواجهة التحذير السابق بأنه قد يتم قطع التيار الكهربائي كإجراء وقائي، بحسب تقرير لـ"العربية.نت" اليوم السبت 5-12-2009. فيما نتج فعلياً عن الأمطار العديد من الأضرار المادية في الأحياء المجاورة للدائري الشرقي، حيث تشكلت تجمّعات مائية في بعض الطرقات.

وذكرت إدارة المرور عن طريق الرائد علي بن مهذل القحطاني، قائد الطرق الدائرية والمرور السري في مرور الرياض، أن العاصمة شهدت يوم أمس ما يقارب 80 حادثاً مرورياً تمثل في سقوط شاحنة من أعلى جسر على الطريق الدائري الشرقي على شاحنة نتج عنه وفاة قائدها إثر سقوطها عليه، إضافة إلى إصابة قائد القلاب التابع لإحدى الجهات الحكومية.

ووقعت بعض الحوادث الأخرى نتيجة انحراف العديد من السيارات، وكذلك أعاقت التجمعات المائية أو حدّت من حركة السير على الدائري في عدة نواحٍ خاصة في مخرج 14 ومخرج 13 وحي الربوة، ودخلت المياه بحسب شهود عيان إلى العديد من المحال في بعض الشوارع بنسب بسيطة.

ويأتي ذلك بعد تحذيرات سابقة أطلقتها إدارة التحليلات والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لغرفة القيادة والسيطرة في الدفاع المدني وحرس الحدود في المنطقة، بهطول أمطار غزيرة على منطقة مكة المكرمة وضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في مواجهة السيول والأمطار التي ستحدث.

هذا وقد أوضح لصحيفة "الاقتصادية" شاهر أبوحميدي، مدير التحليلات والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن هطول الأمطار في هذين اليومين جاء نتيجة تصادم كتلة هوائية باردة من الشمال، وكتلة هوائية رطبة من الجنوب، ما أسهم في تكوّن السحب المحملة بالمياه على منطقة البحر الأحمر واتجاهها نحو شرق البحر.

أما في جدة حيث بدأ اليوم السبت أول دوام رسمي بحركة انتعاشة حزينة، فمن المنتظر أن تشرع لجنة تقصي الحقائق في أول اجتماعاتها اليوم للتحقيق في أسباب حادثة سيول جدة والتي أودت بحياة 113شخصاً ومئات الأضرار في الممتلكات.

وبحسب معلومات أوردتها صحيفة "عكاظ" فإن اللجنة تبحث إمكانية الاستعانة بخبراء فنيين لدراسة مشروعات السيول وفحصها طبقاً للمواصفات والمقاييس التي أقرت في بنود المناقصة، ومدى التزام الشركات المنفذة بكراسة المناقصة، ومن المقرر أن يسند للجنة التي سيتم اختيارها بعناية وفقاً لمعايير محددة تتبع خطوط سير مشروعات تصريف مياه السيول ومدى ملاءمتها لحاجة المنطقة. فيما ستقدم "أمانة جدة" للجنة خارطة مشروعات تصريف السيول لـ16 عاماً الماضية والتي نفذت في مدينة جدة، وبدورها ستطلب اللجنة من وزارة المالية المستخلصات وحجم الاعتمادات والمبالغ التي صرفت لمشاريع تصريف مياه الأمطار في الأحياء المنكوبة وفي مدينة جدة بالكامل خلال الفترة، وذلك لمقارنتها بحجم المشروعات المنفذة ومطابقتها على أرض الواقع. وكذلك مراجعة المصورات الجوية لمدينة جدة وتحديداً للأحياء المتضررة. هذا فيما تواصل لجان الحصر و13 جهة خيرية أعمال مساعدة المتضررين.

ومن المتوقع أن تستدعي اللجنة أكثر من 70 مسؤولاً سابقاً في الأمانة بعضهم من خارج البلاد للتحقيق وسؤالهم حول ملابسات الكارثة، إضافة لرجال أعمال وسماسرة عقاريين كبار حتى انتهاء التحقيقات، حيث ستطولهم اتهامات تتعلق باستغلال النفوذ الوظيفي، إساءة استخدام السلطة، التربح من الوظيفة العامة، والاستيلاء على المال العام.

هذا فيما يواصل الدفاع المدني أعماله الميدانية والإجرائية في أعمال البحث والتعاطي مع البلاغات الواردة، حيث ذكرت آخر إحصائية 113 شهيداً وشهيدة ووصلت حالات البلاغات عن المفقودين 48 بلاغاً، وعن الممتلكات قرابة 6488 عقاراً و5812 مركبة. فيما أعيد التيار الكهربائي إلى جميع الأحياء المتضررة تقريباً فيما تم إيواء أكثر من 5104 أسر، و19950 شخصاً وصرف الإعاشة لـ5341 أسرة و20729 شخصاً. يُذكر أن هناك تحذيرات حالياً من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة المكرمة خلال 48 ساعة المقبلة.