×

ادمون شديد رجل المهمات الصعبة / احمد منتش

التصنيف: Old Archive

2009-12-08  05:48 ص  3243

 

عندما تعرفت الى الزميل ادمون شديد في اواخر السبعينات كانت بيننا علاقة زمالة، هو كان رجل "النهار" والمهمات الصعبة في الجنوب وانا كنت مراسلاً لجريدة "النداء". ومع الوقت توطدت بيننا العلاقات واصبحنا نشعر اننا لسنا فقط مجرد زملاء نعمل في مجال مهنة المتاعب بل رفيقا درب واحدة ولا اخجل ان قلت ترسخت لدي بفضل اخي ادمون في بدايات عملي صفات ملازمة للصحافي منها الجرأة والصدق والاخلاص والمحبة والوقار والتفاني في العمل بشكل مهني والتركيز دائماً على الحقيقة والخبر الموضوعي والصورة كشاهد على كل ما يجري ويحدث والانفتاح على الآخر. وان تكون صاحب مبدأ او موقف لا يعني ان تعادي او تخاصم من يخالفك الرأي. وحدهم الصهاينة كان "ابو فادي" يكرههم ولا يستسيغ اي شيء فيهم، كيف لا وهو صاحب فكر قومي توحيدي وعلماني كان يؤمن ان الصهيونية التي احتلت فلسطين وهجّرت اهلها عام 1948 هي سبب بلاء الامة جمعاء وكيف لا وهي التي جعلته مع عائلته الكريمة يعيش الغربة في البلد الاحب الى قلبه وهو من اجل ذلك كان صارماً في كل اعماله ومواقفه الرافضة لكل اشكال الاحتلال الاسرائيلي تماماً كما رفض بعناد طلباً لمسؤول اسرائيلي بعد فترة على اجتياح القوات الاسرائيلية للبنان عام 1982 يدعوه فيه وآخرين لزيارة اسرائيل وقال "ابو فادي" للمسؤول الاسرائيلي اذا اصبح هناك سلام حقيقي وفي حال ذهب كل المسؤولين اللبنانيين ونصف الشعب اللبناني الى اسرائيل عندها افكر بالامر".
وانا شخصياً عندما اعتقلنا الاسرائيليون في بلدتي جبشيت عام 1984 وسجنت في سجن مبنى الريجي في النبطية استغل الزميل ادمون مع زملاء آخرين وجودهم لتغطية مناسبة تنصيب اللواء انطوان لحد لقيادة ما عرف بجيش لبنان الحر خلفاً لسعد حداد بعد وفاته وقاطع شديد لحد قبل بدء حديثه قائلاً له: حلفاؤك الاسرائيليون يعتقلون زميلاً لنا واذا وعدتنا باطلاقه فوراً سنغطي الخبر واذا لم تستطع فسنعتذر عن عدم تغطيته وفعلاً استطاع زميلي الكبير بفضل جرأته وحنكته من فرض مطلبه.
زميلي وحبيبي ورفيقي ادمون اعرف جيداً كما قاسيت وعانيت وتعذبت وتحملت عن الآخرين قبل نفسك في مسيرتك الطويلة والشاقة والمثمرة ولذلك لم يقعدك المرض العضال الذي استطعت ان تقاومه كما كنت تقاوم في قلمك وصورك دفاعاً عن الحق والعدل والمساواة ودفاعاً عن لبنان وارضه وشعبه وبخاصة المظلومين والمهجرين والمنسيين.
لن انساك يا زميلي العزيز كما لن ينساك مكتب "النهار" في صيدا الذي كان لي شرف تسلمه بعد انتقالك الى مكتب النبطية الاحب الى قلبك والى اللقاء معك حيث رحلت مرتاح الضمير والواجب

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا