إضراب السائقين في الجنوب بين المشاركة والامتناع
التصنيف: إقتصاد
2012-04-25 09:08 م 873
سامر زعيتر:
على أعتاب الأربعين، ارتفع سعر «تنكة» البنزين، ومعها أصوات السائقين الداعين إلى الإضراب للمطالبة بالحقوق في مواجهة التأجيل، وتأجيل آخر للإضراب، لكنه حافظ على موعد الخميس..
عودة للشارع ومن خلاله الضغط على أصحاب القرار، لكن المشاركة لن تكون شاملة، خصوصاً من قبل أصحاب «الفانات» والباصات، حيث يرى البعض أن لا جدوى من التحرك، فيما البعض الآخر يخشى من التسييس، لكن لسان حال سائقي السيارات العمومية يقول: «نازلين»..
معاناة السائقين ومعها نبض الشارع لسائر المواطنين، «تنكة» البنزين تجاوزت الخطوط الحمر، وربما حراك الربيع العربي لم يكن له نفس الوطأة في لبنان، لأن التركيبة تختلف من حيث المعطيات والمضامين، ومعها يحمل المعضلة ذاتها:
إضراب الخميس هل سيكون محطة كسائراتها؟ أم سيحمل التغيير وتحقيق مطالب الناس؟ وعلى رأسهم السائقين الذين يخشون مرة أخرى من استمرار المماطلة في إقرار «رديات» البنزين، فيما طروحات النقابة لم يجدها البعض منطقية، لا بل وجدها تشكل ضرراً على مصالح السائقين..
«لـواء صيدا والجنوب» وقف على التحضيرات عشية إضراب السائقين في الجنوب ومعها كل لبنان، وعاد بهذه الانطباعات..
الباصات لن تشارك
{ ممثل سائقي الباصات و«الفانات» في الجنوب محمد عجمي قال: «لن نُشارك في الإضراب، ففي الأسبوع الماضي وزعنا أوراقاً للمشاركة في الإضراب، لكن تم تأجيله دون إعلامنا، ونحن لن نشارك لعدة أسباب: فلا يُمكن «التسلي» بالناس، وأنا برأيي أن «نقابة السائقين» هي أسوأ نقابة في لبنان، والمشروع المقترح بخفض 10 آلاف ليرة على «تنكة» البنزين يومياً هو مشروع تجاري، فإذا قام السائق بتعبئة «تنكتي» بنزين يعني ذلك دخول 600 ألف ليرة شهرياً لنمرة العمومي، التي حتماً سيرتفع سعرها بشكل جنوني، فهو مشروع تجاري وليس مطلب حق، وهذا الأمر يضر بالسائقين، وللأسف النقابة لا تتواصل مع السائقين في الجنوب أو الشمال، فالنقابة تقرر الإضراب، وتعلقه دون استشارتنا».
وأكد عجمي «أن المطلوب ليس ما تُطالب به النقابة، لأن السائقين يحتاجون إلى تفعيل الضمان الاجتماعي وتنظيم قطاع النقل، وهذا الأمر هو الذي يحل معظم مشاكل السائقين، وللأسف عدم تنظيم قطاع النقل هو الذي يضر بالسائقين، ونحن لدينا حلول غير تجارية، فالمشكلة الرئيسية هي في تفعيل قطاع الضمان، فبدل أن يدفع السائق الأجير فروقات الضمان يجب مساواته بالسائق المالك، وبدل أن يتم هدر المال على البنزين التي تجعل البعض يشتري نمراً للاستفادة من فرق البنزين، فإن الحل هو بإعطاء هذا المال للضمان، هذا هو الحل الدائم الذي يفيد الطبقة الفقيرة، حيث يُمكن زيادة معاش العائلة للسائق، إضافة إلى تنظيم قطاع النقل الذي يحل مشكلة كل السائقين، وتنظيم القطاع كلام سمعناه من وزيري الداخلية والنقل، لكن أنا أتحداهما أن يقوما بهذه الخطوة، وحين تقر هذه الخطوة نرتاح جميعاً، لذلك قدمنا بطلب لوزير العمل السابق ونتابعه مع الحالي لإقرار نقابة للسائقين في الجنوب لدعم المطالب المحقة للسائقين».
موقف ممثلي «الفانات» كان واضحاً، الأمر الذي تطلب الوقوف على رأي سائقي سيارات الأجرة العمومية، ففي الوقت الذي أكد فيه أصحاب السيارات المشاركة كانت المخاوف هي ذاتها..
«رديات» البنزين
{ السائق محمد حبيب قال: «إن العمل في هذه الأيام «صفر»، لأن ما نحصله يذهب ثلثه الى البنزين وثلث لنا، ولذلك نحن سنشارك في تحرك الخميس لأن الحالة لم تعد تُطاق، ولقد وعدنا بإعطائنا «رديات» البنزين من وزارة المالية، وحصلنا على دفعة ومن ثم لم نسمع أي خبر منذ ثلاثة أشهر، وهذه «الرديات» التي حصلنا بموجبها على 1.242.000 لم نحصل بعدها على أي مبلغ، على الرغم من أن سيارات العمومي كانت تتقاضى «رديات» البنزين من وزارة المالية، وللأسف الشديد، فإن عدادات المحطات لا تعطي «تنكة» البنزين كاملة، إضافة إلى منافسة سائقي السيارات الخصوصية والعاملة على المازوت».
وأضاف: «المعيشة أصبحت غالية، خصوصاً السائق الذي يستأجر نمرة، كما أن ضريبة الضمان دوبلت 100%، وقطع السيارات ارتفعت، ومعها غيار الزيت وأجرة الميكانيكي، والسيارة هي التي تطعم السائق حسب الرزقة، وهو لا يستطيع أن يأكل كما يشاء، لأن رزقته أصبحت قليلة، والذي لديه عائلة يعاني وتزيد معاناته إذا كان لديه أقساط يتوجب عليه سدادها للبنك، وهي أصبحت مصلحة الذي ليس لديه مصلحة، فكل شاب صغير يشتري سيارة خاصة و«يتكس» عليها، وإذا تحدثت معه يقوم بضربك، ونحن نعتقد أن التحرك إذا كان مسيّساً لن يؤدي إلى أي نتيجة، فإذا كانت المشاركة بضمير ووجدان نصل إلى حقنا».
تضييع للوقت ومشاركة!
{ بدوره سائق الأجرة غالب دمج قال: «ليس لدينا أي حقوق ومهنة السائق لا تطعم صاحبها خبزاً، وذلك لعدة أسباب وعلى رأسها غلاء البنزين الذي قصم ظهرنا، والتحرك لن يجدي نفعاً وهو تضييع للوقت، ولكن مع ذلك نحن سنشارك في التحرك لأننا أصحاب حق سنظل نناضل لأجله، ولن يكون هناك عمل في هذا اليوم، فالجميع سيشارك في الإضراب وللأسف فإن الضرر من ارتفاع أسعار البنزين ينعكس أيضاً على المواطنين وبالتالي علينا».
{ أما السائق محمد حمية فقال: «العمل بعبارة واضحة، هو «زفت»، والسبب الحالة الأمنية والاقتصادية، الأمر الذي يجعلنا كل 4 ساعات نقوم بنقلة ما بين صيدا وكفرحتى، إضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين والغلاء الذي يلقي بثقله على الناس وكل ذلك أصبح يشكل حالة فوضى».
{ والى جوارهما كان يقف السائق نبيل قمح، الذي قال: «نعم الفوضى كبيرة، فالخصوصي عددهم أكثر من العمومي، والغريب والقريب يعمل، فالأجنبي واللبناني يعمل في هذه المهنة، ونحن للأسف كسائقين ليس لنا كلمة، وفي نهاية اليوم لا يتبقى لنا سوى القليل، وبصحيح العبارة أصبح التحرك «ميت»، ولكن نحن ننتظر الإضراب، والراكب لا يكون لديه أيضاً جَلد على الكلام، وإذا طلبت منه 3 آلاف أو ألفين، يقول: إنه لا يَملك. والبعض الآخر يفضّل السير على قدميه ما بين صيدا والغازية أو كفرحتى، أو بين عبرا وصيدا، ويضطر البعض الآخر إلى استخدام سيارة الأجرة، إن كان معه أغراض، وطبعاً أصحاب القرار لا يشعرون معنا، على الرغم أنه عليهم الوقوف مع الشعب، والتحرك لا يُعطي نتيجة، لكن سنشارك، وسنمنع أي سيارة عمومية من السير حتى لو تم تكسيرها».
{ كلام أيّده أيضاً السائق أحمد حمادة، الذي شدد على «أن الإضراب يأتي للمطالبة بحقوق السائقين، ورفض استمرار الأمر على ما هو عليه، لأن ارتفاع الأسعار والبنزين لا يُطاق ولا يحتمل».
أخبار ذات صلة
مدينة صيدا وسطروا محضري ضبط بحق الافران
2024-11-12 01:06 م 83
التعويض على العمال واجب وطني من قبل الدولة وأرباب العمل
2024-11-06 12:14 م 55
ناشدت بلدية صيدا في بيان، "أصحاب المولدات الخاصة في صيدا و جوارها، بسبب الأوضاع الراهنة
2024-11-02 05:37 ص 82
67 مليون دولار… إليكم خسائر “أوجيرو” و”ألفا” و”تاتش” جراء الإستهدافات الإسرائيلية
2024-10-22 10:40 ص 63
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية