البزري: مسيء للمدينة إدخالها في أجواء الانتخابات البلدية قبل أن تطلق الدولة آلية الانتخابات

التصنيف: سياسة

2009-12-09 11:42 م 941

خاص / مركزهلالللانتاج و التوثيق

يبدو أن قصة مكب النفايات في صيدا كقصة إبريق الزيت وليس هناك بوادر أو حلول قريبة لحل هذا الملف. هذا ما اشار إليه رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري الذي يعتبر أن الكلام وحده لا يكفي "نريد تنفيذاً على الأرض خصوصاً أن كافة المبادرات التي وجهت لمعالجة هذا المكب أصيبت بالفشل" رغم ما تكلم عنه دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري في بيانه الوزاري حول إزالة مكبات النفايات في لبنان.

كما أكد البزري على ضرورة تحييد المشاكل الإنمائية عن ما يسمى الخلافات في الرؤى السياسية. وحول موضوع الانتخابات البلدية التي أصبحت على نار حامية من قبل بعض الأقطاب السياسية في المدينة يرى الدكتور البزري أنه حتى هذه اللحظة وقبل أن تشد الدولة رحالها وتطلق العنان لموعد الانتخابات البلدية ربما من المسيء للمدينة إدخالها في أجواء الانتخابات البلدية قبل أن تطلق الدولة ما يسمى الطلقة الأخيرة سواء لتحديد آلية الانتخابات أو تحديد تواريخها الحقيقية. جريدة صيدا نت التقت الدكتور عبد الرحمن البزري في مكتبه وأجرت معه هذا اللقاء.

ما هو تعليقك على فقرة البيان الوزاري التي تتكلم عن مشكلة مكبات النفايات في لبنان؟

نحن نرحب بأية خطوة بيئية، ومشكلة مكبات النفايات هي مشكلة معممة على مستوى لبنان ولكن هناك مشكلة خاصة في صيدا لأن حجم مشكلة مكب صيدا يوازي نصف مشكلة مكبات لبنان خصوصاً أن هذا المكب موجود على الشاطئ ولا حماية له. كنا نتمنى أن تخصص الحكومة بنداً لمشكلة مكب صيدا. ومع تقديرنا للحديث عن هذا الموضوع إلا أننا نعتبر أن الكلام وحده لا يكفي نريد تنفيذاً على الأرض خصوصاً أن كافة المبادرات التي وجهت لمعالجة هذا المكب أصيبت بالفشل وتوقفت نتيجة لوجود مشاكل عالقة باتت واضحة للجميع. نحن بحاجة إلى إغلاق هذا المكب بسرعة قصوى وإلى ايجاد مكان بديل وإلى النظر جدياً بمعمل شركة أي بي سي مركز معالجة النفايات لأنني لا زلت أعتقد أن المشكلات التي يطرحها هذا المركز أكبر بكثير من الحلول التي يمكن أن يعطيها. ولدي قناعة كما لدى وزارة البيئة والكثير من العاملين في هذا الحقل بأن هذا المركز متعثر ولن يعمل في الزمن القريب لذلك مع تقديرنا لأية مبادرة بيئية تؤخذ تجاه المكبات عموماً في لبنان نعتقد أننا كنا نتوقع أن يخصص مكب مدينة صيدا.

حول ماذا تمحور اللقاء الذي عقد مؤخراً بينك وبين دولة الرئيس فؤاد السنيورة في السراي ؟

تكلمنا في بعض الأمور الإنمائية تحديداً ووعد الرئيس السنيورة في ذلك الوقت بمتابعة بعض الملفات الإنمائية وكان هذا البحث جزءاً من المتابعة الانمائية ونحن نتابع هذا الموضوع مع كافة القوى المعنية فيه. وأريد أن أؤكد أننا نريد تحييد المشاكل الإنمائية عن ما يسمى الخلافات في الرؤى السياسية فهذا حق الجميع في المدينة ونحن موقفنا واضح في السياسة ولكن في الموضوع الإنمائي إذا تمكنا من إنجاز بعض الأمور التي لم تنجز أو عرقلت نتيجة لظروف معينة نحن نعمل جدياً على إنجازها.

ما هو تعليقك على المؤتمر العالمي للبيئة الذي يعقد في كوبنهاغن وسيترأس الوفد اللبناني الرئيس سعد الحريري؟

للأسف لا أعتقد أن ورقة العمل اللبنانية تضم مشكلة مكب صيدا لأن المؤتمر سيتعاطى بما يسمى المشاكل البيئية الكونية كالاحتباس الحراري وثقب الأوزون وغيرها لذلك أعتقد أن لبنان ومشاكله البيئية والذي يساهم بشكل كبير رغم صغر مساحته، في تعقيد بعض الأمور البيئية على المستوى الإقليمي لا أعتبر أن أحداً سوف يهتم بهذا الأمر. ولكن هذا لا يعني أننا لا يجب أن نوجه رسالة إلى مؤتمر كوبنهاغن وإلى الوفد اللبناني وحتى إلى الدول الأورومتوسطية لأننا نعلم أن مشكلة مكب صيدا مشكلة تعاني منها ليس فقط صيدا ولبنان وإنما حوض البحر المتوسط بشكل عام. بالأمس قام بعض التلامذة في المدارس بإطلاق بالونات تسمى بيئية وكنا نتمنى أن يكون على هذه البالونات صور أو أجزاء من المشكلة البيئية التي تعاني منها مدينة صيدا والتي تصدرها للعالم. نحن في صيدا وإن كنا نقدر المشاكل البيئية الكونية إلا أن بيئتنا قد لا تستمر طويلاً إذا لم نحل المشاكل البيئية الأخرى كمشكلة الصرف الصحي وجبل النفايات.

النائب بهية الحريري تكلمت عن موضوع الانتخابات البلدية والتحضيرات لها. أين أنتم اليوم من هذه التحضيرات؟

الانتخابات البلدية هي مفترق دستوري هام وهي التي تشكل مجالس للإدارة المحلية وهو موضوع هام بالنسبة لكل العاملين في الشأن العام في المدينة ونحن من ضمنهم ونحن لا نفسر الآن أي من التصاريح السياسية كبدء مرحلة انتخابية ولكن نحن ننتظر القانون البلدي وإعلان الحكومة عنه لأن ذلك هو التوقيت السليم للبدء جدياً في الحديث حول الانتخابات البلدية. وعناصر الانتخابات البلدية في صيدا واضحة وضوح الشمس والقوى التي يمكن أن تتنافس فيها كذلك واضحة. نقول حتى هذه اللحظة قبل أن تشد الدولة رحالها وتطلق العنان لموعد الانتخابات البلدية ربما من المسيء للمدينة إدخالها في أجواء الانتخابات البلدية قبل أن تطلق الدولة ما يسمى الطلقة الأخيرة سواء لتحديد آلية الانتخابات أو تحديد تواريخها الحقيقية. المهل الدستورية في لبنان تحترم ولكن للأسف بإمكان البعض التعديل والتجاوز في هذه المهل. لذلك مازلت أصر على قناعتي بأن أي تعديل بالمهل هو تعديل سياسي وليس تقني ومن المعيب أن يكون لبنان عاجزاً عن إجراء انتخابات بلدية في مواعيدها ولكن قناعتي أن البعض لديه حسابات أخرى ربما ستكون نتيجة الديناميكية في التفاعلات التي تحدث على الساحة السياسية في لبنان. فلا يمكن أبداً فصل الانتخابات البلدية عن الواقع السياسي في البلد.