×

دخن سيجارتين

التصنيف: سياسة

2009-12-10  08:48 ص  1305

 

 

دنيز عطا الله حداد
كان البند السادس من البيان الوزاري نجم اليوم الثاني من المناقشات النيابية لحكومة الرئيس سعد الحريري. والبند السادس، لمن لم يحفظه بعد، هو الذي يؤكد على «حق لبنان، بشعبه وجيشه ومقاومته،(..) في الدفاع عن لبنان ...».
الانقسام واضح، والكلام مباشر وبسقف عال، إلا ان اللهجة بقيت مضبوطة الإيقاع. غرد كل نائب على ليلاه. لم يقاطع نائب زميلا له. وحده علي عمار اعترض بعد كلمة إيلي كيروز على انتقاد حزب الله مباشرة. استند الى المادة 76 من النظام الداخلي ليطلب شطب كل الكلام الذي يذكر فيه «حزب الله». كان هادئ النبرة ساخر اللهجة وكان الرئيس نبيه بري يرد عليه مؤكداً انه سيعطيه حق الكلام. لكن «الحاج علي» استرسل وأسهب وطلب من الرئيس بري «فتوى حول كلام البعض في تفسير المادة «ي» من الدستور. «قال بأداء مسرحي» نريد ان نعرف نحن المسلمون الشيعة الإثني عشرية الجعفرية ما اذا كنا من هؤلاء المسلمين المذكورين في الفقرة «ي» ام لا وما اذا كان الارثوذكسي والارمني من المسيحيين»... بدا الكلام خارج السياق ويبدو ان عمار شعر بذلك فأكمل قائلاً «بتسمحلي دخن سيجارة»؟. تمسك بري بالسؤال قائلاً«دخن سيجارتين».
نزل عمار متوجهاً الى الخارج وبوصوله امام المنصة حيث يجلس بري كرر «بدي منك فتوى» فقال بري مبتسماً «بده فتوى وبعدين بيعطيني اسم مفتي الديار الاسلامية».
خرج عمار. وتوالى المتكلمون. لاحقاً خرج إيلي كيروز وسامي الجميّل. التقوا بعمار في الغرفة المواجهة للقاعة. وكانت أحاديث ودردشة طويلة وابتسامات وضحكات جعلت هاني قبيسي يطلب من احد المصورين إعارته كاميرته. أخذها والتقط صورة لـ«الثلاثي المنسجم».
انتبهت «السفير» الى هذه «اللقطة» فسعى الزميل عباس سلمان لالتقاطها «بشفاعة» علي بزي الذي اضفى من عندياته على اللحظة ـ الصورة. اطلق عليها اسم «ديوان الحاج عمار»، وقد جمعت الى عمار والجميل وكيروز نهاد المشنوق وبزي وقبيسي.
ابتسامات الحرس وموظفي المجلس الحاضرين كانت اوسع من ابتسامات من جمعتهم الصورة.
في داخل القاعة لم تكن أجواء الود اقل شيوعاً. الابتسامات والدردشات بين بري وأنطوان زهرا الجالس عن يساره لم تتوقف. باسم الشاب ينهض ليجلس الى جانب عاصم قانصوه وقد سبقه معين المرعبي الذي نزع عنه سترته وشمّر كميه وغاص مع «ابي جاسم» بدردشات ووشوشات يكشفها صوت قانصوه المرتفع. سامي الجميّل ذهب من اقصى القاعة الى اقصاها ليجلس الى جانب نواف الموسوي. زهرا نزل ليتحدث مع كنعان ثم مع آلان عون. تدخل سيمون ابي رميا وكان لوليد خوري أيضاً ما يدلي به.
اضافة الى الود المنتشر في القاعة، انتشرت قصاصات الاوراق ذهابا وإيابا. حملت اكثر من قصاصة المعلومة نفسها: ميشال عون في سوريا. قصاصات اخرى بقيت ملك اصحابها. واحدة قرأها الحريري. اطلع عليها اولاً بطرس حرب ثم مررها الى زياد بارود. هز الاول رأسه وابتسم الثاني. كتب حرب ملاحظات على ورقة وضعها امام الحريري. قرأها وطواها. حرب ارسل ورقة اخرى الى محمد جواد خليفة. دخل نديم الجميّل وتوجه مباشرة الى ابراهيم نجار. أعطاه مغلفاً صغيراً، ومن دون ان ينظر اليه وضعه في جيبه.
اوراق تتطاير. واحدة الى بري. اخرى لكيروز. ثالثة الى اكرم شهيب. حتى امين عام مجلس النواب وصلته قصاصة من الخارج مع الحاجب. كتب عليها وردها الى حاملها الذي خرج بدوره للحظات قبل ان يعود ليقف منتصباً في مكانه.
من المرات النادرة التي ينزل فيها زياد بارود للجلوس في امكنة النواب. جلس الى جانب فؤاد السنيورة لفترة. وكان السنيورة قد وصل متأخراً فيما ابراهيم كنعان شارف على نهاية كلمته. تضمنت بعض النقاط المالية والاقتصادية التي تلتقطها اذنا السنيورة بحساسية عالية. طلب من الحاجب إحضار كلمة كنعان له وهذا ما حصل.
استمع السنيورة بانتباه أيضا الى كلمة فريد الخازن فيما كان الحريري يقف الى جانب بري يضحكان ويتحدثان. اشار الخازن مرتين الى غياب وزير التربية فما كان من روبير غانم في المرة الثانية الا ان اوضح ان الوزير يشارك في مؤتمر».
استطرد بري «ملائكته حاضرة».
وعلى عادته، شاغب سيرج طورسركيسيان على كثيرين من المتحدثين. وبري الذي يغض الطرف احيانا كثيرة عن طورسركيسيان وجه اليه بالامس «إنذاراً اول». لاحقا خرج سيبوه قالباكيان ووقف مع سيرج لبعض الوقت ويبدو انه تمنى عليه التخفيف قليلا لعدم احراج فريقهم السياسي.
وتجنباً للإحراج وحرصاً على الوقت تمنى الحريري على بعض اعضاء تكتل «لبنان اولا» عدم تقديم مداخلاتهم، وهو ما سيلتزمون به.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا