×

الشخ ماهر حمود انه يوم سعيد في الحياة

التصنيف: سياسة

2009-12-11  10:45 م  828

 

 

لا شك انه يوم سعيد في الحياة السياسية اللبنانية ، حيث حصلت حكومة (الإنماء والتطوير) ، حكومة الوفاق والوحدة الوطنية على ثقة عالية تبشر بتعاون بين كل مكونات المجتمع اللبناني ، ولا نجد على الإطلاق ان مقارنة ما حصلت عليه الحكومة من ثقة مع نتائج الانتخابات في بعض الدول العربية ، (99%) هي مقارنة مقبولة على الإطلاق ... فهذه النسبة التي حصلت عليها الحكومة جاءت نتيجة اتصالات مكثفة ومطولة ونتيجة مخاض سياسي متعب نستطيع أن نقول انه استمر سنوات ، ولم تأت هذه الثقة نتيجة انقلاب عسكري أو ديكتاتورية الحزب الواحد وما إلى ذلك ... فليعتبر اللبنانيون انهم انجزوا من خلال تشكيل هذه الحكومة شيئا مهما وايجابيا ، وليكفوا عن جلد الذات والسخرية من كل شيء .
لعل أسوأ التعليقات التي سمعناها من النواب هي تلك التي نالت من فكرة التوافق التي أنتجت هذه الحكومة ، حكومة الانماء والتطوير ، والأسوأ أن انتقاد فكرة التوافق تأتي من خلال الحديث عن ضرورة احترام الدستور وضرورة أن يكون هنالك موالاة ومعارضة ، حتى يحاسب المعارضون الموالين وما إلى ذلك ، والحق يقال أن هذه الأفكار إنما تأتي بمحاولة نسخ تجارب دول ومجتمعات أخرى .. والواقع يقول ان الدساتير وضعت لخدمة المجتمع وليس العكس ، والواقع يقول أيضا أن لبنان مميز في كل شيء ولا يشابهه مجتمع آخر ولا دولة أخرى ولا ظروف أخرى .
والتجربة اللبنانية تقول بشكل صارخ أن التوافق الداخلي ضروري وان التعاون بين الجميع ضروري والظروف ليست ناضجة بالتأكيد لوجود الموالاة ومعارضة بشكل كامل لأسباب كثيرة ومتعددة .. واللافت أن هؤلاء يدينون الانقسام العامودي الذي حصل في لبنان ويعتبرونه شراً مستطيراً ينذر بأسوأ العواقب ، ثم هم أيضا يدينون التوافق ويعتبرونه خطرا على الحياة السياسية في لبنان ، فأي الخطرين اكبر يا ترى ؟ . وكذلك الحديث مرة أخرى عن انه ليس هنالك دولة في العالم فيها جيشان ، جيش رسمي وآخر مقاومة ... الخ. وهل هنالك بلد آخر غير لبنان فيه 18 طائفة وفيه توزيع مناصب على أساس الانتماء الطائفي، وهل هنالك شعب آخر عاش منقسما دون دولة حوالي 15 عاما آو يزيد ؟ وهل هنالك بلد آخر فيه مثل ظروف لبنان ؟ .
فلماذا دائما محاولة تشبيه لبنان بدول أخرى فيما لا يوجد أي بلد يعيش مثل ظروف لبنان وواقعه وتجاربه الغنية والمتعددة والمؤلمة في آن واحد.
كما أن هنالك مشكلة متكررة : يطالبون مثلا بالمساواة بين المواطنين في كل شيء بما في ذلك موضوع السلاح... جيد وضروري هذا الشعار ، ولكن أليس المطلوب شيء من التواضع؟ هل تجربة الجميع واحدة حتى تكون وقائعهم اليوم واحدة ؟ هل الذي تعاون مع الإسرائيلي بحجة التحرير من الفلسطيني والسوري هو مثل الذي قدم الدماء الغالية والتضحيات لتحرير لبنان ، ثم أهدى هذا التحرير إلى الشعب اللبناني كافة ؟ وهل الذي كان طول عمره القصير في السياسة يدعو إلى الفيدرالية آو إلى التقسيم المقنع أو ما إلى ذلك هو مثل الذي قدم كل التضحيات لتوحيد لبنان وتحريره ؟ .
ومن جهة أخرى ، لقد كنا نعترض على كلمة "انعزاليين" عندما كانت تطلق على فئة من اللبنانيين في بداية الحرب الأهلية اللبنانية باعتبارها لا تعبر عن واقع ، كما أنها إهانة لفريق كبير من اللبنانيين ... واليوم بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على إطلاق هذه الكلمة نجد أنها تقفز من الذاكرة من جديد لأنها اقرب الكلمات التي تعبر عن مواقف متشنجة لا تستطيع أن ترى ما قدمته المقاومة إلى لبنان ولا تستطيع أن ترى الايجابيات الكثيرة التي يمارسها ممثلو المقاومة في الحياة السياسية اللبنانية ويعمدون دائما إلى تصوير سلاح المقاومة وكأنه المشكلة الرئيسية في لبنان متناسين الأكثرية السياسية الساحقة التي تريد لهذه المقاومة أن تبقى حتى تتوفر الظروف المناسبة ويصرون في الوقت نفسه على أن يختزلوا المقاومة بيوم 7 أيار متناسين عمدا الايجابيات الكثيرة للمقاومة وسلبيات الآخرين التي أوصلت إلى 7 أيار .
لا نريد أن نستعمل هذه الكلمة مرة أخرى ، ولكن للأسف أنها تحاول أن تقفز من الذاكرة إلى الواقع آزاء هذه المواقف المتشجنة وغير المبررة والتي لا ترى لها أي مبرر سوى التعصب والتشنج الفئوي .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا