×

مشاكل سائقي الفانات والباصات في صيدا غير طائفية

التصنيف: إقتصاد

2012-05-31  02:13 م  1453

 

 سامر زعيتر

إذا ما ذُكر السائقون، ذكرت مشاكلهم وتنافسهم، مشاكل عديدة لمن يجوبون الشوارع والطرقات سعياً وراء الرزق، تنافس على لقمة العيش ومعها الكثير من المشاكل، لكن لم تكن هذه المشاكل في أي يوم من الأيام على خلفيات طائفية أو مذهبية..
واقع يؤكده سائقو "الفانات" في موقف النجمة داخل "عاصمة الجنوب"، صيدا، رغم التجاذبات السياسية في البلاد، لكن الإصرار على التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والابتعاد عن كل ما يؤدي الى الفتنة، شعار رفعه السائقون ومعهم إدارة الموقف..
أما المشاكل الأخرى، فتأتي على رأسها ارتفاع سعر البنزين وغياب التنظيم لقطاع "الفانات" الذي يشتكي منها السائقون ومعهم المواطنون، فيما الخطورة تزداد في المساء..
واقع ينقله "لـواء صيدا والجنوب" كنموذج يتكرر في أكثر من منطقة طالما لقمة العيش تجمع وإن اختلف الزملاء حول سبل تحصيلها..


تآلف رغم المشاكل
بالحديث عن مشاكل السائقين ومعها ضرورة تنظيم قطاع النقل، يحتار المرء من أين يبدأ، فالروايات المتعددة للمواطنين الذين تعرّضوا لمشاكل جمّة من قبل سائقي "الفانات"، خصوصاً في الليل لا تعد ولا تحصى، فيما المشاكل التي يتعرض لها السائقون أنفسهم بدورها كثيرة أيضاً، إضافة إلى المشاكل ما بين السائقين حيث الشجار على الركاب وفي أكثر من منطقة، كل ذلك يتطلب وقفة خاصة ومعها المطالبة بتنظيم قطاع النقل..
لذلك كانت الزيارة إلى موقف النجمة في صيدا الذي يضم مزيجاً من التنوّع ما بين السائقين، فيما مدينة صيدا لا تزال تلعب دورها الرائد كنقطة وصل ما بين خطي صيدا – صور وصيدا – النبطية، وما يربطهما بالعاصمة بيروت، حيث يتقابل صبح مساء ما يزيد عن ألف سائق يتوزعون مناصفة ما بين السنة والشيعة ومن كل المناطق وفق ما أكد منسق العلاقات في نقابة سائقي "الفانات" و"الباصات" في الجنوب محمد عجمي.
وقال: موقف النجمة يضم كل الاتجاهات من السائقين الذين يزيد عددهم عن 1000 سائق، ونقولها بصراحة أن السائقين نصفهم من السنة ونصفهم الآخر من الشيعة، الذين تسلط عليهم الأضواء وتدور الفتنة حول الطائفتين، والحمد لله حتى الآن لم تحدث أي مشكلة لأسباب طائفية بين أي سائق، سواء داخل الموقف أم خارجه لأسباب مذهبية، نعم هناك خلافات على الدور أو على نقلة بين السائقين وهذا أمر طبيعي، لكن في عز الأزمات لم يتأثر السائقون بواقع البلد، لا على العكس، ففي أحدى المرات حاول البعض الدخول الى الموقف لإستفزاز السائقين الشيعة لكن السائقين السنة هم من تصدوا لهذه الفئة.


تنظيم القطاع أفضل
وأضاف: إن موقف النجمة يقام على أرض لآل الحريري، وكان لمدير الموقف محمود الحريري دور إيجابي في تحقيق هذا التوافق الإيجابي وكنا معه يداً واحدة، ورغم إنني شخصياً عند بداية تنظيم مرور "الفانات" بمنعها من المرور في شارع رياض الصلح، كنت أول الذين تظاهروا ضد هذه الخطوة، لكن التجارب أثبتت أن لتنظيم قطاع النقل نتائج أفضل، ولكن للأسف هناك في الخارج سلبيات عديدة بسبب غياب تنظيم النقل، فهنا الراكب لا يهان، لأننا لا نسمح بذلك، لأن هناك مرجعية لكل سائق هي إدارة الموقف، ويتم رفض السائقين سيئي التصرف، كما أن العديد من الهواتف أو المحافظ المالية التي تم العثور عليها أعيدت إلى أصحابها، فالسائق في الموقف معروف من قبلنا.
وأشار الى "إننا نحاول الاتصال بالمسؤولين والوزراء لتحديد مواعيد لتنظيم قطاع النقل، ولكن هذه الاتصالات التي نقوم بها سواء مع وزير النقل أم وزير العمل لم يتم التجاوب معها لتشكيل نقابة في الجنوب أو تنظيم هذا القطاع بشكل رسمي، ونحن نؤكد أن التنظيم يريح السائق أيضاً، فهو في الموقف يأخذ دوره وحقه بدلاً من البقاء في الشارع، ولأجل ذلك طالبنا رئيس بلدية صيدا بتأمين موقف في منطقة الراهبات لـ "باصات" صور لمعالجة المشاكل ما بين السائقين".


عتب محق
وعن الخلافات ما بين السائقين أوضح "أنها على الدور إذا ما حدث تسابق ما بين السائقين، إضافة إلى الخلاف في الخارج على الركاب إذا تجاوز سائق آخر، ولكن والحمد لله الخلاف المذهبي ممنوع، ومعروف أن السائق يتنافس مع زميله على لقمة العيش، لكن المصيبة تجمعهم، أما في العمل فكل واحد يهمّه نفسه، لكن السائقين قاموا بنقل الركاب إلى جميع المهرجانات السياسية وعلى اختلاف انتماءات هذه المهرجانات، فهمّنا السعي وراء الرزق، وهذا النموذج يجب تعميمه، ولنا عتب على وسائل الإعلام وخصوصاً المرئي، حيث يبحث عن المشاكل والنعرات، ونحن نقولها بصراحة الفتنة التي يُسلط عليها الضوء هي ما بين السنة والشيعة، فليأتِ الناس إلى هنا ويروا هذا النموذج".
وختم عجمي: رغم اختلاف الانتماءات لكننا جميعاً نسعى إلى هدف مشترك، ونحن نفتح المجال للجميع بغض النظر عن طائفته ومنطقته وانتمائه، ولو أن كل لبنان يقتدي بذلك، لن يكون هناك مشاكل، ونحن نرى كسائقين أنه ليس هناك خلاف مذهبي، لكن السياسيين هم الذين يشجعون هذه الخلافات، التي نخشى انتقالها الى الشارع والسائقين، لأنه ليس هناك قوي، فالجميع قوي في منطقته ويمكنه أن يطال الآخر على الطريق، فالطرقات تتقاطع مع بعضها البعض، لذلك نؤكد أننا في أحلك الظروف لم نتعرض لبعضنا البعض، كما أن القاتل والمقتول في النار، فلماذا هذه النعرات سؤال نضعه برسم السياسيين!!


مخاطر الطريق
* وبالإنتقال الى السائقين، فقد أكد أحمد الجردلي وشقيقه محمد أن الواقع السياسي لا ينعكس على السائقين بالقول: المشاكل الرئيسية هي على الركاب أو النقلات نتيجة أخطاء من قبل من يسجل الدور، ونحن مع تنظيم قطاع النقل، لأن عدم التنظيم يثير المشاكل، ونحن نعلم أنه خلال الليل تختلف الأجرة، لأن السائق يخرج بنقلته ويعود دون ركاب، إضافة إلى مخاطر إقفال الطرقات فضلاً عن بعض الركاب الذين يتجاوزون الحدود ومنها تناول الكحول وغيرها من المشاكل التي يجب وضع حد لها، والسائق بالتالي يخشى على حياته في ظل هذه الظروف، والمطلوب من الدولة أن تنظر الى السائقين، أما النعرات المذهبية فهي غير موجودة، والفضل في ذلك لإدارة الموقف وعلى رأسها محمود الحريري، فأي خلاف سياسي مرفوض".


مستحقات ومطالب
* بدوره قاسم ياسين قال: أعمل على خط صيدا – النبطية، والوضع الأمني والحمد لله مستقر في مناطقنا، فالكل أحباب وأخوة ونأمل أن يبقى هذا الواقع مستمراً، لكن كما يعلم الجميع أن أسعار البنزين مرتفعة الأمر الذي يؤثر على وضعنا المعيشي، والمازوت ممنوع، لذلك نحن ندعم مواقف النقابات لتثبيت سعر البنزين وهذا مطلب حق، وإلا فإننا سنضطر الى العودة للمازوت أو الغاز.
* أما علي طالب، فقال: أعمل على خط صيدا - صور والمشاكل كثيرة، وللأسف لا يوجد لدينا نقابة ما بين صيدا وصور، وإذا كان السائق مهذباً لا يستطيع أن يعمل على الخط، بل إذا كان "أزعر" يستطيع العمل، إضافة إلى وجود السائقين الذين لا يملكون رخص قيادة، لذلك على الدولة معالجة هذه المشاكل، وطبعاً هذه المشاكل ليس لديها علاقة بالمذهب والمعتقد، بل بقانون السير، فهناك مخالفات كثيرة، ولا يتم متابعتها من قبل الدولة، الأمر الذي يؤدي الى وقوع حوادث سير، فنحن نطالب بقمع المخالفين ومعاقبة كل من لا يحمل رخصة قيادة، والذي يلتزم بالقانون هو الذي يعاني، ونحن منذ العام 2002 تم توقيفنا عن المازوت ولم نأخذ حقوقنا في هذا المجال، فنطالب الدولة بحقوقنا.
مطلب مشترك لجميع السائقين ولكن متى يتحقق في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة الهموم التي تطال جميع المواطنين يبقى السؤال، ومعه الأمل ببقاء المشاكل بين السائقين بعيدة عن الطائفية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا