×

..إذا عضّت امرأة عنصراً أمنياً

التصنيف: أمن

2012-06-28  04:26 ص  915

 

بين جرائم القتل والإرهاب والتعامل وغيرها من الدعاوى التي تنظر فيها المحكمة العسكرية الدائمة بحسب اختصاصها، تبرز من بين تلك الدعاوى، قضايا تحمل في طياتها قصصاً مؤثرة وكثيراً من الخوف، الخوف من رهبة الوقوف أمام هيئة المحكمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم الذي يملك عيناً ثاقبة واهتماماً بالتفاصيل الصغيرة ما يشكل عاملاً هاماً في التمييز بين صدق المدعى عليه الماثل أمامه وكذبه.
من إحدى تلك الدعاوى، برزت قصة م.ت.أ.ش سيدة تخطّت حدود الخمسين من عمرها، مثلت أمام المحكمة بعد أن نهضت بتكاسل من مقعدها تجرجر رجليها بصعوبة حتى وصلت أمام "الهيئة الحاكمة" بوهن...
وبدا على الحاضرين في تلك القاعة علامات الاستغراب حول ما ارتكبته تلك السيدة من جرم أوصلها الى هنا أمام هيئة المحكمة العسكرية... لكن هذا الاستغراب لم يدم طويلاً، حين بادرها رئيس المحكمة بالسؤال عما تقوله حول ما أسند إليها من اتهام "بأنها في منطقة عوكر أقدمت على معاملة عناصر دورية بالشدة أثناء قيامهم بالوظيفة"، فردت بصوت خافت غلب عليه الحزن: أنا أعمل في دير وأهتم بخوري عمره 90 عاماً وذلك منذ قرابة 17 عاماً.
وتتابع "المدعى عليها" بالوتيرة نفسها رداً على سؤال عن سبب حضور الدورية الى المكان فتقول: عندما حضرت الدورية لم أعرف هويتهم. ولماذا قامت بـ"عضّ" أحد العناصر بكتفه أجابت: لقد "كمشني" أحدهم بقوة وراح آخرون يدفعون "الأبونا" الذي راح يناديني مستنجداً، ولما لم يفلتني العسكري عضضته إنما ليس بقوة، فضلاً عن أني تعرّضت لضربة على كتفي.
وعندما استوضحها رئيس المحكمة عما إذا كان العناصر قد عرّفوا عن صفتهم قالت: أنا لم أفهم شيئاً منهم، فخفت منهم، مضيفة بأنها تعاني من مرض السكري.
عند هذا الحد توقف استجواب "المدعى عليها"، وبدا رئيس المحكمة متفهماً لحالتها وموقفها الى أبعد الحدود، وقد ترجم ذلك في الحكم الذي أصدره بحقها وقضى بتغريمها مبلغ 50 ألف ليرة لبنانية.
طلبت "المدعى عليها" البراءة في نهاية الجلسة، فنالت الرحمة لأن من يمتلك الرحمة يمتلك الفضائل والقيم الأخرى، خصوصاً العدل.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا