قالت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري ان مدينة صيدا هي مدينة التّكافل والانفتاح وحسن الجوار وان مؤسساتها وجمعياتها الأهلية العريقة تعكس ارادة ابنائها الذين حملوا الراية على مدى عقودٍ من الزمان ليجسّدوا حقيقة صيدا والصيداويين وكيف يريدون مدينتهم..

كلام الوزيرة الحريري جاء خلال رعايتها حفل السحور الرمضاني الذي اقامته جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا في واحة السلام التابعة للجمعية في منطقة الصحابي شرحبيل بن حسنة في المدينة . بحضور حشد من الشخصيات ورؤساء جمعيات وهيئات روحية واهلية وتربوية واقتصادية واجتماعية صيداوية وعدد من اعضاء الهيئتين الادارية والعامة للجمعية .

استهل الحفل بكلمة لنائب رئيس جمعية جامع البحر الحاج أحمد البابا الذي عرض لتاريخ الجمعية ومسيرتها في مجال العمل التكافلي والإجتماعي والإنساني والمشاريع والبرامج التكافلية التي قامت وتقوم بها بدعم الخيرين من مشروع مكافحة التسول الى الاهتمام بالطبقة المعوزة وتقديم المساعدات في المواسم والحالات الطارئة وتوزيع كنزة الشتاء في المدارس الرسمية سنويا ، الى مشروع بناء دار السلام وتشغيله والذي اصبح يضم اليوم أكثر من 60 مسناً ومعوقاً جسديا والذين يتلقون العناية اللائقة طبيا واجتماعيا وترفيهيا ، ثم الى مشروع رعاية المسن في بيته بالتعاون مع رابطة شباب المساجد في صيدا. واشار الى أن الجمعية تقع في عجز سنوي قدره 170 ألف دولار يسده عطاء المحسنين من ابناء صيدا وفي مقدمهم مؤسسة الحريري جريا على ما دأب عليه مؤسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله .

ثم تحدثت الوزيرة الحريري فقالت: شهر رمضان شهر الخير والبركة  شهر المحبة والإيمان  شهر الرّحمة والتّوبة والعودة إلى الله شهر التقوى والعبادة هذا الشهر الذي أنزل الله .. عزّ وجلّ .. فيه القرآن الكريم على نبيّه الكريم وسيدنا محمّد  صلى الله عليه وسلم  خاتم الأنبياء والمرسلين  قال الله تعالى :"وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين"..صدق الله العظيم.. فالإيمان بالله ورسله ليس تعصّباً ولا تقوقعاً  إنّ الاعتقاد بالله  عزّ وجلّ هو المساحة الأرحب للتّلاحم والتّقارب والتّواصل بين أبناء البشر  وهو الذي أوصانا برفض الظلم واحتضان السائلوعدم القهر لليتامى والثكالى  وأوصانا بأهلنا وإخواننا وجيراننا وبالإنسان أينما كان  فكيف يكون الإيمان تعصباً وتمذهباً وانكفاءً وتقوقعاً .. وفي رسالتنا السّمحاء كلّ ما يعزّز بصيرتنا  ويقوي إرادتنا على الخير والعطاء .. ويوسّع مداركنا ويعلّمنا أن نميّز بين الحقّ والباطل  وبين الخير والشر وحرّم علينا قتل النفس  ودعانا إلى الرّحمة فيما بيننا  والتشدّد مع العصاة والمجرمين  وأوصانا بأهل الكتاب  والإيمان بعيسى وبموسى وباليوم الآخر وبأنبيائه أجمعين وحمّلنا أمانة أن نحمل راية الحق.. ونأمر بالمعروف .. وننهى عن المنكر  وأن نقيم الصلاة  ونصوم الشهر  ونؤدّي الزكاة.. وأن نحجّ إلى بيت الله الحرام  جاعلاً منا أمّة وسطى  تؤّكد على اعتدالها  وتنبذ التّطرّف والغلوّ والإساءة والتجريح  وتحترم الرأي والرأي الآخر.. جاعلين من الأمر شورى فيما بيننا  نحترم أهل الرأي والجماعة  هذه صيدا  وهذا ماضيها وحاضرها ومستقبلها  مدينة القلوب المفعمة بالإيمان  والرحمة  والأخوّة والتّكافل  والانفتاح  وحسن الجوار مدينة الخير والبركة  وما جمعية جامع البحر الخيرية إلاّ معلماً من معالم صيدا العريقة ومؤسساتها الخيرية.. هذه الجمعية التي عكست إرادة أبناء المؤسسين  وكذلك الذين حملوا الراية على مدى عقودٍ من الزمان ليجسّدوا حقيقة صيدا والصيداويين  وكيف يريدون مدينتهم.. دار السلام كانت الانعكاس الحقيقي لطبيعة الصيداويين  المؤمنة  الطيبة  الحاضنة  والتي تجيد السير على الصراط المستقيم وعلى سنّة نبيّنا الكريم وآله وأصحابه أجمعين. إنّ لجمعية جامع البحر الخيرية في نفس كلّ صيداوي وصيداوية حبّ واعتزاز وسكينة لما لدار السلام من دورٍ مشرّف نريده أعظم وأكبر لكي يتحوّل كلّ بيت في صيدا إلى دار سلام ..

وتخلل الأمسية موشحات دينية من أجواء الشهر الكريم قدمها الفنان وهيب السبكي وفرقته.