×

يحلم بالمشي مجددا.. بعدما بترت عنقودية قدمه

التصنيف: Old Archive

2009-12-20  01:31 م  865

 

 

/محمد دهشة
 
تخطف القنابل العنقودية التي خلفها العدو الاسرائيلي في الجنوب كل يوم ارواح الاطفال او أجزاء من أجسادهم، تختلف حكاياتهم بين بلدة وأخرى والآمهم بين ضحية وأخرى، فتتبدل احلامهم وتطلعاتهم لمستقبلهم وسط اجماع على انها ما زالت "ام المشاكل" وتحتاج الى الكثير من الجهود والاموال لازالتها واستعادة دورة الحياة الطبيعية.
لم يعد حلم الفتى الجنوبي محمد جمال عبد العال (10 سنوات) من كفرشوبا ان يكمل تعليمه، بل بات جل همه ان يتمكن ذات يوم من تركيب طرف اصطناعي بدلا من قدمه اليسرى التي بترت في إنفجار قنبلة عنقودية في 27 اذار الماضي، كادت تودي بحياته، نجا من الموت بأعجوبة ولكنه اصيب باصابات بليغة، بترت قدمه اليسرى من تحت الساق واصيبت اليمنى بكسور اضافة الى الورك، فيما قطع الوتر في احدى يديه.
داخل غرفة العلاج الفيزيائي في "مجمع نبيه بري لرعاية المعوقين" في الصرفند والذي يعتبر ملاذا للمصابين والجرحى، يتلقى عبد العال ما يحتاج من علاج فيزيائي، يخضع كل اسبوع الى جلسة او جلستين بإشراف اخصائيين، على امل ان يتمكن من تركيب طرف اصطناعي بعدما خضع الى ثلاثة عمليات جراحية منذ الاصابة ذاق خلالها مر العذاب والوجع.
ويروي عبد العال بلغة الطفولة العفوية حكايته مع الموت والنجاة، فيقول "أصبت في وادي "الحرام" وهي منطقة تقع بين كفرشوبا وبركة بعثائيل، عندما كنت الهو مع شقيقي وشقيقتي وابن عمي وارعى الغنم، لم اكن اتوقع ان الموت يتربص بي، اذ انها ليست المرة الاولى الذي اكون فيه"، قبل ان يصب جام غضبه ويردف "اكره اسرائيل، كادت قنابلها العنقودية تقتلني، لقد نجوت من الموت، لكنني إصبت وحدي وفقدت قدمي وقطع الوتر من يدي، صحيح انني حزين وقد تبدلت احلامي وامالي، الا انني رضيت بما كتب الله لي وانني مسلم بمشيئته وقضاءه وقدره.
ولم افقد عبد العال الامل في المشي مجددا على قدميه معا، يؤكد "اتمنى ذات يوم ان اتمكن من تركيب طرف اصطناعي لاعاود ممارسة حياتي كالمعتاد، اريد ان العب كرة مع اشقائي واولاد عمي، لا أريد ان ابقى على كرسي متحرك طوال عمري".
والى جانب استعادة الحركة والمشي، يحلم عبد العال الذي لا تفارقه البسمة أن يدخل القفص الذهبي سريعا، يتزوج ابنة الحلال"ـ وأن يؤسس عائلة ويصبح فاعلا في المجتمع، يقول "اريد مساعدة الناس الذين شربوا من ذات الكاس المر وهم كثر والذين ذاقوا نفس اللوعة من الاحتلال الاسرائيلي وقنابله، سننتصر على الموت الاسرائيلي ولن تسرق القنبلة العنقودية حلم الطفولة، سأبقى اقول لاسرائيل الله ينتقم منك لانك قتلت الكثير من الاطفال والابرياء دون ذنب، يجب ان تعاقب على جرائمها"، موجها نداء الى اترابه الاطفال ان لا تذهبوا الى الحقول المليئة بالالغام كي لا تفقدوا حياتتك او اجزاء من أجسادكم، فالاعاقة صعبة جدا".
أم المشاكل
وما زالت القنابل العنقودية تعتبر "أم المشاكل" في الجنوب، فرغم مرور ثلاث سنوات على وقف عدوان تموز عام 2006، الا ان التخلص منها وازالتها ما زال يتطلب الكثير من الجهود والاموال كي تتوقف اراقة الدماء اليومية، علما ان ثمة جهودا مبذولة من الجيش اللبناني والمقاومة وفريق ماغ وغيرهم من المؤسسات العربية والغربية.
يوضح الوالد جمال عبد العال ان وادي "الحرام" منطقة مليئة بالالغام والقنابل العنقودية وتحتاج الى جهود كثيرة لازالتها، لقد وقعنا ضحية هذه القنابل لانها الطريق الوحيد الى المزرعة التي تشكل مصدر رزقنا، قبل ان يضيف "بعد اصابة محمد حلفت عليها بالثلاث بان لا تدوس قدمي ترابها حتى تنظف من القنابل لا اريد ان يموت احد منا"، مناشدا الدولة اللبنانية الاسراع في ازالة الالغام حتى لا يقع كل يوم شهيد او جريح من جراء اصابته من القنابل العنقودية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا