×

شبكة الرميلة كانت تخطط لإسقاط طائرة لليونيفيل

التصنيف: إصدارات مركز هلال

2012-07-31  10:19 ص  791

 

 ناصر شرارة

استغرقت عملية الرصد وقتاً غير قصير. وفي توقيت ناجح، استطاعت مديرية استخبارات الجيش اللبناني ضبط ما بات يعرف بشكبة الرميلة المؤلفة من ثلاثة عناصر في نسختها الأولى المكتشفة، ليصبح العدد بعد 48 ساعة أربعة أشخاص، عقب إلقاء القبض في صيدا على عنصر ينتمي إلى المجموعة يدعى (ع . أ . ج.)، وهو فلسطيني من غزة. وهناك معلومات عن عنصر خامس أيضاً تم توقيفه. ولا تستبعد التقديرات الامنية أن يكون لهذه الشبكة تتمة من الأعضاء أيضاً.
اللافت في هذه الشبكة أنها تضم لبنانيين مسيحيين ومسلمين، وأنها تضم أيضاً فلسطينياً. وهذا التنوع الطائفي داخلها يقود إلى واحد من استنتاجين: إما أنها ليست على علاقة بأي مشروع أصولي إسلامي، وبالتالي هي غير مشغلة من «القاعدة» أو أي أطر تحاكيها، أو أنها فعلاً هي حالة أمنية مركبة وخطرة للغاية، بحيث يجري استقدام عناصر من خارج المشروع العقائدي بغية استعماله كأداة تنفيذية مباشرة في عمليات إرهابية، وذلك بهدف تضليل التحقيقات الأمنية.
وفيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة كامل خلفيات شبكة الرميلة، توافرت لـ«الأخبار» معلومات أولية تكشف معطيات جديدة عنها، أبرزها:
أولاً ـــ أخطر هدف لهذه المجموعة كان يتمثل في تخطيطها لإسقاط طوافة تابعة لليونيفيل خلال إقلاعها أو هبوطها في مهبط الرميلة الذي تستعمله قوات القبعات الزرق في جنوب لبنان لغايات لوجستية.
وتشير معلومات إلى أن التفكير داخل المجموعة كان يتجه لإسقاط الطوافة بواسطة صاروخ ليس معروفاً نوعه.
ثانياً ـــ يظل احتمال أن يكون هناك اختراق للموساد داخل المجموعة أمراً وارداً، نظراً إلى أن كميات من الأسلحة المضبوطة في حوزتها هي ذات مصدر إسرائيلي.
ثالثاً ـــ إن تنوع الأسلحة المضبوطة لدى المجموعة، وورود معلومات عن انتقال الخلايا الإرهابية للتفكير في استهداف طائرات، يسلطان الأضواء على قضية تعاظم نشاط جماعات موجودة في لبنان، تتواصل مع جماعات أصولية في ليبيا ما بعد حكم معمّر القذافي، حيث تستقدم من هناك، عبر سفن وبواخر إلى الشواطئ الشمالية في لبنان، أسلحة، ولكن بطرق غير تقليدية، تعتمد على تفكيكها وتقطيع أجزائها إلى قطع صغيرة، وبخاصة منها المدافع التي تطلق الصواريخ، ولا سيما صاروخ سام 7 ( ستريللا) الذي يطلق عن الكتف. وفي النهاية، تصل هذه الأسلحة إلى لبنان على نحو يشبه الخردة من الحديد المفكك، ويقوم خبراء ومهندسون يعملون لدى جماعات أصولية في لبنان بإعادة تجميع هذه القطع وجعلها صالحة للاستعمال. وبهذه الطريقة، امتلكت هذه المجموعات خلال الفترة الأخيرة صواريخ مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات، وأيضاً أسلحة قناصة مضادة للأفراد. وهذا الأسلوب الذي يقوم على إيصال السلاح إلى لبنان على شكل «خردة» من ليبيا، ومن ثم تجميعه وإعادة تصنيعه في لبنان، أصبح معتمداً لدى شبكات تهريب الأسلحة، خاصة بعد توقيف الباخرة لطف الله 2.
رابعاً ـــ وجود هذه المجموعة في منطقة الرميلة المتاخمة لوادي الزينة وجزء من إقليم الخروب والمتداخل فلسطينياً، قد يؤشر إلى أن الجماعات الإسلامية في صيدا بدأت تطبّق نظريتها التي أبلغتها أخيراً جهات سياسية عديدة، بخصوص أنها لم تعد تعترف بأن نطاقها الحيوي اللوجستي محصور في صيدا، وداخل عين الحلوة، بل يقع فوق الشريط الساحلي الممتد من مجمع داوود العلي والرميلة وصولاً إلى بلدات إقليم الخروب، لا سيما برجا. وبناءً عليه، فهي تعمل لانتزاع اعتراف بنطاقها الحيوي هذا، من قبل القوى الأخرى، وفرضه كأمر واقع جغرافي جديد داخل تقسيمات مساحات النفوذ الأمنية والعسكرية غير المرئية في تلك المنطقة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا