لا بد أن تشكّل الفئات الشابة، خاصة الجامعية منها، محور اهتمام الدولة والمجتمع كونها الفئات الحيوية الناشطة التي تشكل عماد المستقبل بما تختزنه من طاقة وعلم تبذله في سبيل مجتمعها ووطنها عندما يحين دورها في الدخول إلى سوق العمل والمسؤولية.
من هنا تكتسب حياة الشبان والشابات الجامعيين في مفاهيمهم وأفكارهم وممارستهم وسيرهم اليومية أهمية المتابعة خاصة في ضوء المغريات الكثيرة التي يتعرضون لها سواء من الرفاق لهم أو من وسائل الإعلام المتعددة والمتنوعة (الانترنت، التلفزيون، الأفلام، الصحف، المجلات) والتي قد تسبب لهم ولأهلهم المشاكل والمتاعب وتصيبهم بالتراجع والسقوط. فتعاطي المخدرات على اختلافها والتدخين وشرب الكحول والسهر خارج المنزل في الأندية الليلية والحانات كلها وسائل وأسباب كافية لبداية الانحراف، في حال غياب رقابة الأهل أو المؤسسة الجامعية أو حتى المجتمع أو الدولة.
في سبيل الكشف عن بعض جوانب حياة الجامعيين في لبنان عمدت الشركة «الدولية للمعلومات» إلى إجراء استطلاع حول عادات التدخين وشرب الكحول والسهر وتعاطي المخدرات لدى جامعيين توزعوا في سبع جامعات خاصة في لبنان يبلغ عدد طلابها 37,403 طالباً أي ما يشكل نسبة 42,7% من مجموع الطلاب في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في لبنان وذلك تبعاً لإحصاءات العام الجامعي 2006 ـ2007. (وستعمد «الدولية للمعلومات» في استطلاعات لاحقة إلى دراسة حياة الطلاب في الجامعة اللبنانية).
وتنشر نتائج هذا الاستطلاع على حلقتين، حيث تخصص حلقة اليوم لعادات السهر والتدخين وشرب الكحول على أن تخصص الحلقة الثانية التي تنشر غدا لتعاطي المخدرات.
1ـ الشباب والسهر
خارج المنزل:
44% يسهرون يومياً
أفاد 44% من الطلاب المستطلعين أنهم يسهرون خارج المنزل يومياً في حين أن 1% لا يسهرون إطلاقاً، 14% مرة في الأسبوع، 41% مرتين اسبوعياً (رسم 1) وتبعاً للجنس فان 52% من الذكور يسهرون يومياً مقابل 32% من الإناث، اللواتي يتجهن إلى السهر مرتين في الأسبوع (47%)، أو مرة واحدة (20%) في حين أن الذكور الذين يسهرون مرة واحدة يشكلون نسبة 10% والذين يسهرون مرتين يشكلون نسبة 37%. أما أماكن السهر المعتادة فهي بالنسبة لـ27% الحانات والنوادي الليلية، 25% المطاعم، 25% في أماكن مختلفة، 13% في منازل الأصدقاء، 6% في نزهة، 4% في مشاهدة الأفلام (رسم 2).
وهذه النسبة العالية (44%) من الشباب الجامعي الذي يسهرون يومياً قد تكون مؤشراً مرتبطا بتراجع المستويات التعليمية.
2 ـ معدل الإنفاق الأسبوعي على السهر للطالب الواحد 100ـ 200$
أفادت أكثرية 46% من المستطلعين أن معدل إنفاقهم على السهر تتراوح ما بين 100ـ 200 $ اسبوعياً في حين أن 30% ينفقون ما بين 50 ـ 100 $ اسبوعياً، و17% ينفقون ما بين 200 ـ 300 $ أسبوعيا و5% ما بين 300 ـ 350 $ اسبوعياً، و1% 50$ أو اقل، و1% غير محدد (رسم 3). وهذه النسب تعني أن هناك 68% من الطلاب الذين يسهرون، يصل معدل إنفاقهم الشهري إلى ما بين 400 ـ 1400 دولار.
ولدى توزيع المصروف الأسبوعي للطلاب وفقاً لوتيرة السهر، نلاحظ ارتفاع المصروف مع ارتفاع وتيرة السهر، حيث أن غالبية الطلاب الذين يصرفون ما بين 200 ـ 300 دولار أو 300 ـ 350 دولارا يسهرون يومياً (64% و63% تباعاً)، في حين ينخفض المصروف بشكل واضح لدى الطلاب الذين ذكروا أنهم يسهرون مرة في الأسبوع، حيث بينت النتائج أن 24% من الطلاب الذين ينفقون ما بين 50 ـ 100 دولار أميركي أسبوعياً يسهرون مرة واحدة في الأسبوع مقابل 8% من الذين ينفقون 200 ـ 300 دولار أميركي و9% لمعدل الإنفاق ما بين 300 ـ 350 دولارا أميركيا ويسهرون مرة واحدة في الأسبوع (جدول الرقم 1).
3 ـ الشباب والتدخين: 59% مدخنون
ـ أفاد 59% من المستطلعين الجامعيين أنهم من المدخنين مقابل 41% لا يدخنون (رسم 4). وتبعاً للجنس فان 66% من الذكور مدخنون مقابل 34% غير مدخنين في حين تنخفض نسبة المدخنين لدى الإناث إلى 48% مقابل 52% من غير المدخنين (رسم 5).
ـ ومن اللافت الترابط ما بين السهر والتدخين إذ ترتفع نسبته كلما زادت وتيرة السهر فان 75% من الذين يسهرون يومياً على مدار أيام الأسبوع هم من المدخنين مقابل 25% من غير المدخنين، في حين أن الذين لا يسهرون ابداً تنخفض نسبة المدخنين بينهم إلى 33%، مقابل 67% من غير المدخنين وكذلك فان 43% من الذين يسهرون مرة واحدة هم مدخنون مقابل 57% غير مدخنين، والذين يسهرون مرتين اسبوعياً تبلغ نسبة المدخنين بينهم 47% مقابل 53% غير مدخنين.
ـ لا يستعمل المدخنون نوعاً واحداً من السجائر بل أنواع عدة تتوزع بشكل أساسي على سبعة أنواع أحداها تشكل نحو الثلث (لم نورد أنواع السجائر لعدم استخدام الأمر لغايات الإعلان والدعاية).
ـ أما وتيرة التدخين فان الأكثرية (47%) تدخن يومياً بينما تخالفهم أقلية نسبتها 12%، وترتفع نسبة الذكور المدخنين يومياً إلى 54% مقابل 37% لدى الإناث.
ـ وحول بداية التدخين فان أكثرية 36% أفادت أن البداية كانت ضمن مجموعة من الأصدقاء، و19% من تلقاء ذاتهم و1% الأهل و3% في حالات وظروف مختلفة.
ـ أما حول التمسك أو إمكانية التخلي بسهولة عن التدخين فينقسم المستطلعون بشكل متقارب جداً مع ميل إلى التمسك وعدم إمكانية التخلي عن التدخين إذ يتبنى هذا الخيار 29%، مقابل 28% يتخلون بسهولة عن التدخين ولم يحدد 2% خياراتهم.
4 ـ الشباب وشرب الكحول:
62% يشربون الكحول
ـ بعد السؤال عن السهر خارج المنزل والتدخين كان السـؤال الثــالث عن شرب الكحول حيث أفادت نسبة كبيرة جداً بلغت 62% من المستطلعين أنها تشرب الكحــول مقابل 38% لا يشربون الكحول (رسم 6).
ـ وكما هو الوضع في السهر والتدخين فان نسبة الذكور الذين يشربون الكحول هي أعلى من نسبة الإناث، اذ تبلغ نسبة 68% لدى الذكور مقابل 54% لدى الإناث، والنسبة الباقية لدى كل فئة هي للذين لا يشربون (رسم 7).
ـ وتبعاً للفئات العمرية فانه كلما تقدم العمر في الفئة الشبابية كلما ارتفعت نسبة الذين يشربون الكحول فتبلغ 89% في الفئة العمرية 25 ـ 27 سنة مقابل 54% في الفئة العمرية 17ـ 18 سنة و62% في الفئة العمرية 19ـ 21 سنة و70% في الفئة العمرية 22 ـ 24 سنة (رسم 8).
ـ كما في التدخين كذلك في شرب الكحول يوجد رابط بين السهر وبينها فترتفع نسبة شرب الكحول كلما ارتفعت وتيرة السهر إذ أن نسبة 71% من الذين يسهرون يومياً يشربون الكحول، وتنخفض هذه النسبة إلى 33% لدى الذين لا يسهرون ابداً، وتبلغ 38% من الذين يسهرون مرة واحدة اسبوعياً، و61% من الذين يسهرون مرتين.
ـ وكذلك توجد علاقة بين التدخين وشرب الكحول، إذ بينت نتائج الاستطلاع أن 76% من المدخنين الذين يشربون الكحول.
ـ ترتفع وتـيرة شــرب الكحول إلى 28% لدى الذين يشربونها مرة أو مرتين اسبوعياً وتنخفض إلى 5% الذين يشــربونها يومــياً و1% بين وقت وأخر (رسم 9). وترتفع وتيرة الشرب يومياً لدى الذكــور وتبــلغ 8% مقابل 2% للإناث، أما لدى الذين يشـربون مــرة في الأسبوع فتبلغ النسبة 33% إناث و25% ذكـور، ومرتـين اســبوعياً ترتفع النسبة وتبـلغ 35% لدى الذكـور مقابــل 17% لدى الإناث.
ـ أما حـــول ظـروف شــرب الكحول فان الأكثرية (57%) تـشرب مع الأصدقاء مقابل 2% عندما يكونــون لوحدهم، و3% في ظروف مختلفة ومتعددة.
ـ أبدى 53% انه يمكنهم التخلي بسهولة عن شرب الكحول مقابل 9% لا يمكنهم ذلك.
في الخلاصة، شباب جامعيون في جامعات خاصة في لبنان:
ـ 44% يسهرون خارج المنزل يومياً
ـ 59% يدخنون
ـ 62% يشربون الكحول
ـ ارتفاع في نسبة الذكور الذين يسهرون يومياً، يدخنون، يشربون الكحول مقارنة بنسبة الإناث.
ـ ارتفاع في نسبة المدخنين كلما زادت وتيرة السهر خارج المنزل.
ـ ارتفاع في نسبة الذين يشربون الكحول كلما ارتفعت وتيرة السهر خارج المنزل.
ـ ارتفاع نسبة شرب الكحول مع ارتفاع نسبة التدخين.
ـ ارتفاع وتيرة السهر= ارتفاع نسبة التدخين = ارتفاع نسبة شرب الكحول
ـ زيادة وتيرة السهر والتدخين وشرب الكحول كلما تقدم العمر ضمن الفئة الشبابية.
ـ ارتباط نسبة الإنفاق مع معدل السهر في الخارج وارتفاع هذه النسبة مقارنة بالحد الأدنى للأجور (330 دولار شهرياً).
العينة
جرى الاستطلاع في الفترة ما بين 15 تشرين الأول و12 تشرين الثاني 2009 وشمل عينة من 607 طلاب توزعوا في 7 جامعات خاصة في لبنان هي من اكبر الجامعات. وتوزعت الاستمارات تبعاً لعدد الطلاب المسجلين في كل جامعة من هذه الجامعات.
وتبعاً للجنس فهم 60% ذكور مقابل 40% إناث وتبعاً للفئات العمرية توزعوا:
ـ 21% ما بين 17ـ 18 سنة
ـ 61% ما بين 19ـ 21 سنة
ـ 16% ما بين 22 ـ 24 سنة
ـ 2% ما بين 25 ـ 27 سنة
وتوزع الطلاب المستطلعون على مختلف الكليات في الجامعات السبع التي تم اختيارها.