برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري ولمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية وعيد الميلاد المجيد، أقام مركز المفتي جلال الدين الثقافي بالتعاون مع جامعة الجنان- صيدا وأزهر جبل لبنان وكلية اللاهوت المعمدانية العربية ومعهد دراسات الشرق الأوسط في الكنيسة الإنجيلية المعمدانية ندوة أكاديمية إسلامية مسيحية بعنوان " مع السيد المسيح عليه السلام في سيرته وتعاليمه" وذلك في خان الإفرنج في صيدا، حضرها حشد من الشخصيات الروحية تقدمهم رئيس الرابطة الاسلامية السنية الشيخ أحمد نصار والشيخ حسام العيلاني ومدير جامعة الجنان–فرع صيدا الدكتور أحمد اشراقية وجمع من الأكاديميين ومن طلاب الدراسات الدينية .

افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من الاعلامي محمد العرب ، حيث اشار الى أن هذه الندوة هي حوارية ثقافية اسلامية –مسيحية حول السيد المسيح عليه السلام في سيرته وتعاليمه ، الذي قد نختلف في قراءة بعض من سيرته لكننا دونما ادنى شك يجب أن لا نختلف في تعاليمه. وكيف نختلف في تعاليمه والأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ..

وتحدث منسق الندوة القاضي الشيخ محمد ابو زيد فقال: نجتمع في هذه الصبيحة المباركة في هذا المكان التاريخي العريق الذي كان يوم انشائه محطة التقاء الشرق بالغرب في باب المعاملات التجارية، واليوم لا نزال محطة التقاء وتفاعل ولكن على صعيد اسمى من تجارة الدنيا وبضائع الدنيا ومالها، على صعيد الفكر والثقافة والحضارة التي فيها من المعاني السامية ما يوحد كل بني الناس. نرحب بكم وندعو الله ان يجعل هذا النشاط فاتحة سلسلة انشطة تؤكد معاني الحوار المنفتح ومعاني العيش المشترك في هذا البلد الذي ليس لنا الا ان نتحابب فيما بيننا.

بعد ذلك ألقت راعية الندوة النائب بهية الحريري فرأت أن تزامن عيد ميلاد السيد المسيح عليه السّلام هذا العام مع ذكرى هجرة الرّسول عليه الصلاة والسلام..هو مناسبة جامعة للبنانيين للإحتفال بأساس عيشهم المشترك وبإرادة تقديم النموذج للمسيرة الطّويلة للمسيحية والإسلام والتي تجسّدت في لبنان شراكة وطنية عريقة جعلت من لبنان رسالةً وأكثر من وطن .. وقالت : أن يكون العالم الكبير قد أصبح قريةً صغيرةً وأصبح في متناول الإنسان .. في كلّ مكان .. كلّ أسباب المعرفة والتّواصل واكتشاف الآخر وثقافاته وعاداته ومعتقداته.. وكان قبل ذلك العالم قد دخل في تجاربٍ إنصهاريةٍ حديثةٍ متعدّدة الأعراق والأصول .. وأنتجوا دولاً كبرى وحديثة وقوية .. وأيضاً عمل الإنسان في كلّ مكان على تراكم المعرفة والعلوم.. آخذاً من الشّعوب الأخرى علومها واكتشافاتها لتعرف البشرية نهضة علمية كبيرة..هي ملكٌ للجميع.. لما فيها خير الإنسان وسلامته وتقدمه بمعزلٍ عن مصدرها وأساسها وتطوّرها .. فالإنسان الذي يحتاج إلى الدّواء للعلاج والشّفاء لا يهمّه قصة ذلك الدّواء ومن أين بدأ وكيف تطوّر .. طالما الغاية هي سلامة الإنسان .. هذه هي مسيرة الأنبياء عبر القرون الطّويلة .. تجتاز الحدود والأعراق واللّغات والثّقافات.. لتعيد صقل النّفوس على الخير والسلام .. وتحرّكَ في الإنسان إرادة العمل والبناء ومقاومة الظلم والطّغيان .. ومحاربة الشّر بكلّ أشكاله والفساد .. تلك هي مسيرة السيد المسيح عليه السلام ..

واضافت الحريري: وأن يصادف هذا العام ميلاد السيد المسيح عليه السّلام مع هجرة الرّسول عليه الصلاة والسلام.. فمَن أولى من لبنان واللبنانيين للإحتفال بأساس عيشهم المشترك .. وبإرادة تقديم النموذج للمسيرة الطّويلة للمسيحية والإسلام.. والتي بدأت منذ اللحظة الأولى للدّعوة الإسلامية .. فكانت الهجرة الأولى إلى كنف المسيحية.. وحيث تجسّدت في لبنان شراكة وطنية عريقة جعلت من لبنان رسالةً وأكثر من وطن .. وإنّني إذ أنوّه بهذه المبادرة الإستثنائية والضرورية من أجل تحصين وحدتنا ومسيرتنا .. وأن ننأى بعقائدنا ومبادئنا الكبيرة عن خلافاتنا الصّغيرة وإسقاطها على رسالاتنا السّماوية السّامية والتي نهتنا عن الإضرار ببعضنا البعض .. وجاءت تعاليمها لترشدنا إلى خلاصنا وسلامنا .. وأن تكون هذه النّدوة مخصصة إلى طلاب الدّراسات الدينية والذين سيُؤتمنون مستقبلاً على حسن التّوجيه الديني والرّوحي لعموم اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين .. فإنّ في ذلك استشرافا عميقا لتحصين المستقبل واستقراره وازدهاره.. وإنّني إذ أتوجّه بهذه المناسبة من الهيئات المنظمة.. من مركز المفتي جلال الدين الثقافي .. وجامعة الجنان .. وأزهر جبل لبنان .. وكلية اللاهوت المعمدانية العربية .. والكنيسة الإنجيلية المعمدانية.. لأهنئهم على هذه الدعوة الوطنية الكبيرة .. وبحلول ميلاد السّيد المسيح عليه السلام ورأس السنة الهجرية .. على أمل أن تنتقل هذه المبادرة لتجوب المناطق اللبنانية كافة .. وليكون لنا في صيدا.. في كلّ عام .. وفي ميلاد السيد المسيح عليه السلام .. مؤتمراً وطنياً كبيراً .. ليكون تتويجاً لعمل دؤوب على امتداد وطننا الحبيب لبنان ..

ثم استؤنفت جلسات الندوة التي تهدف حسب منظميها الى التعرّف على جوانب من الثقافة الدينية الخاصة بالآخر عبر سماعها منه. واكتشاف ما تحمله سيرة وتعاليم السيد المسيح عليه السلام من قيم مشتركة تغني ثقافة العيش المشترك في بلد تعددي مثل لبنان. تعرّف المشاركين على بعضهم البعض ونشوء علاقات طيبة ومودة متبادلة بينهم، ويمكن لهذه المعرفة أن تؤسس لصداقات وأنشطة مستقبلية مشتركة. وحاضر في الجلسة الأولى القس الدكتور غسان خلف والقاضي الشيخ محمد أبو زيد وأدارها القس الدكتور حكمت قشوع، وعرضت  في هذه الجلسة المحطات الأساسية في سيرة السيد المسيح عليه السلام . وحاضر في الجلسة الثانية القس طوني سكاف، والشيخ الدكتور بسام طراس، وأدارها الإعلامي محمد العرب حيث تحدث المحاضرون عن أبرز التعاليم الخلقية والقيم السامية التي نطق بها السيد المسيح عليه السلام والتي تعتبر ذخرا للإنسانية جمعاء، ومدعاة للارتقاء بالمجتمع الإنساني، فضلا عن كونها ركيزة أساسية من ركائز العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية. وأعقب الجلستين أسئلة ومداخلات من قبل الحضور.