×

الذكرى الأولى للحرب تُثقل احتفالات عيد الميلاد في غزة

التصنيف: سياسة

2009-12-23  10:52 م  1235

 

 

غزة - أ ف ب
"الأجواء غير مهيأة لكننا سنحتفل بالعيد لننسى آلام الحرب"، بهذه الكلمات اختصر إياد الصايغ الصعاب التي تواجه مسيحيي قطاع غزة للاحتفال بأعياد الميلاد. وتصادف أعياد الميلاد هذا العام مع سلسلة من الفعاليات التي تنظمها حركة حماس والفصائل الفلسطينية لمناسبة مرور عام على الحرب الاسرائيلية التي اسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني وتهجير 100 ألف، بعد تدمير اكثر من 6000 منزل في غزة.

ويؤكد الصايغ (38 عاماً) وهو صيدلاني أن "الأجواء بالتأكيد غير مهيأة للاحتفال بالاعياد لأنها تتزامن مع ذكرى الحرب المؤلمة والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة". ويتابع انها "ستقتصر على الطقوس الدينية والصلوات في الكنيسة وتبادل الزيارات بين الاقارب والاصدقاء".

ويعيش في قطاع غزة 3500 مسيحي من اصل مليون ونصف مليون شخص. وغالبية مسيحيي غزة من الأرثوذكس الشرقيين وتشكل طائفة اللاتين 15% منهم. وتوجد في غزة ثلاث كنائس، اصيبت كلها باضرار خلال الحرب الاخيرة جراء القصف الاسرائيلي.

ولم يتسنّ سوى لعدد قليل من العائلات المسيحية الحصول على شجرة للعيد. لكن عائلة الصايغ زينت شجرة صغيرة في المنزل لانها لا تريد حرمان اطفالها تماماً من اجواء الفرحة. ويقول الشاب الطويل القامة "نحاول ادخال القيل من البهجة على الاطفال لكي ينسوا الالم والخوف الذي لايزال يسيطر عليهم".

وتستعد كنيسة العائلة المقدسة التابعة لطائفة اللاتين التي تسير وفق التقويم الغربي في غزة لقداس منتصف الليل مساء الاربعاء وفقاً لمسؤول في الكنيسة.

وتوزع الكنيسة التي حرصت على زينة متواضعة في العيد حلوى على اطفال مدرستها وروضتها وغالبيتهم من المسلمين. ووزعت المدرّسة هناء الهدايا للتلاميذ خلال حفل متواضع في المدرسة التي تشرف عليها الطائفة صباح الاربعاء 23-12-2009. وتقول الشابة "ندخل الفرح والسرور على قلوب الاطفال ونمحو بقدر الامكان اثار الحرب والعدوان".

لكن عائلة سمير مني (ابو الياس) (55 عاماً) قررت عدم الاحتفال هذا العام. ويشرح مني، والذي تتحدر عائلته من يافا وهي من الطوائف التي تسير وفق التقويم الغربي، "الاعياد لم تعد اعياداً في ظل الظروف القاسية. العيد الفعلي يبدأ يوم التلاحم الوطني والعودة وفك الحصار". ويتابع "على المستوى الشخصي والعائلي لا تحضيرات على الإطلاق حتى الحلويات وشجرة عيد الميلاد. وقررت مع العائلة لا استقبالات في العيد. فكيف نحتفل وهناك ناس يعيشون في الخيام" ممن دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم.

ويؤكد مني، وهو مدير مكتب للاستشارات الهندسية "لا نشعر بالعيد كمسلمين ومسيحيين.. موضوع (الجندي) شاليط أخذ حيزاً كبيراً لأن الناس تأمل بتبادل الاسرى لتفرح".

وللعام الثالث على التوالي، لم يتم وضع شجرة عيد الميلاد الكبيرة التي كانت تزين كل سنة بأضوائها الملونة ميدان الجندي المجهول غرب غزة، رغم تأكيد الحكومة المقالة بأنها تمنح كل التسهيلات لاحتفال "الاخوة المسيحيين بأعيادهم". إذ يقول المتحدث باسم حكومة حماس طاهر النونو "نحترم ونبذل كل جهد لتسهيل احتفالات إخواننا المسيحيين بعيدهم على النحو اللائق ولا نسمح بأي امر يمس بمشاعرهم.. ويزور ممثلون عن الحكومة لهم للتهنئة بالعيد".

وخلت محال الهدايا في غزة الا نادراً، من عرض مستلزمات عيد الميلاد والسنة الجديدة. وانشغل طارق ابودية صاحب محل هدايا منظمة التحرير في غزة بإعداد صور لقادة فلسطينيين أسرى من المتوقع ان تشملهم صفقة تبادل مئات الاسرى الفلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ ثلاث سنوات.

وقال ابودية الذي كان يعلق صوراً لثلاثة قادة هم مروان البرغوثي (فتح) وأحمد سعدات (الجبهة الشعبية) ويحيى السنوار (حماس)، "للاسف لم نحضر اي شيء هذا العام لأعياد الميلاد المجيدة لا سانتا كلوز (بابا نويل) ولا سلال هدايا.. الوضع السياسي وموضوع الاسرى يطغى".

ويعرض عماد بركة (20 عاماً) على بسطة صغيرة للهدايا بعض الالعاب ونماذج بابا نويل وهدايا عيد الميلاد بعضها مصنوع من الشوكولاتة.

وذكر بائع الهدايا ان "بعض هذه الهدايا تصل من مصر عبر الانفاق لأن المعابر مغلقة.. الأطفال يشترون منها".

وتمكنت أعداد قليلة من مسيحيي غزة الذين حصلوا على تصاريح من السلطات الاسرائيلية من المغادرة عبر معبر بيت حانون-ايريز شمال القطاع الى بيت لحم للمشاركة في قداس الاربعاء.

وأشار موظفون في الارتباط المدني الى ان "حوالي 750 مسيحياً تقدموا بطلب تصاريح مغادرة، "نتوقع الموافقة على 300 منها لمن هم فوق سن 35 عاماً".

وعبر انطون (52 عاماً) عن أسفه للمضايقات الاسرائيلية، "كان يجب ان تعطى كل التسهيلات لحرية العبادة والاحتفال بأعياد الميلاد". لكن يحالف الحظ زوجة الصايغ للحصول على تصريح بحجة أن عمرها اقل من السن المسموح به وفقاً لزوجها.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا