المصري أميناً عاماً والشيخ عمار نائباً له
التصنيف: سياسة
2009-12-24 05:30 ص 876
أحمد الزعبي
تختتم "الجماعة الإسلامية" في لبنان بعد نحو ثلاثة أسابيع مؤتمرها التنظيمي العام، بعدما أنجزت حتى الآن إجراء انتخابات داخلية شملت المناصب القيادية الرئيسية، أي: الأمين العام، ونائب الأمين العام، ورئيس وأعضاء مجلس الشورى، والمكتب العام، إضافة إلى تشكيل المكاتب الإدارية بالمحافظات، على أن تعلن نتائجها مع انتهاء الفترة التنظيمية الحالية.
وفيما لم تعلن "الجماعة" رسمياً، عن تشكيلاتها التنظيمية الجديدة، كشف مصدر قيادي فيها أن مجلس شورى "الجماعة" اختار نائب الأمين العام الحالي إبراهيم المصري أميناً عاماً بدلاً من الشيخ فيصل المولوي الذي يعاني من ظروف صحية دقيقة منذ أكثر من سنة أقعدته عن القيام بمهماته. مع العلم أن المصري كان يمارس عملياً مهمات الأمانة العامة طيلة الفترة المذكورة. فيما عُلم أنه جرى اختيار رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد الشيخ عمار نائباً للأمين العام.
وأوضح المصدر أن الإعلان عن الهيكلية القيادية الجديدة سيتم بعد إيجاد الصيغة الجديدة لموقع الشيخ المولوي بما يتناسب مع وضعه الصحي، وبعدما تنجز الترتيبات التنظيمية الداخلية مع انتهاء المؤتمر العام بما يشمل استكمال انتخاب بقية المسؤولين في مكاتب الجماعة المركزية (أهمها: السياسي، التنظيمي، الدعوي، والعام والتخطيط، ويرجح استحداث مكتب جديد للشباب)، وكذلك المكاتب الإدارية في المحافظات كافة.
وكشف المصدر أن المؤتمر العام توصل إلى إصلاحات تنظيمية عدة، كتحديد فترة ولاية الأمين العام بـ 3 سنوات بدلاً من 4، بالاضافة إلى عدم شغل هذا المنصب أكثر من مرتين، بالرغم من أن مدة ولاية مناصب قيادية أخرى كانت عامين وسوف تمدد إلى ثلاثة أعوام، كما أن انتخابات الدورة التنظيمية للجماعة صارت تعقد كل ثلاث سنوات بدلاً من أربع.
ونفى المصدر ما تردد عن اعتزام الجماعة إصدار وثيقة سياسية جديدة لعملها، لكنه أشار إلى مسعى لتفعيل "الميثاق الإسلامي" الذي سبق أن أصدرته الجماعة بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات والشخصيات الإسلامية في 14 كانون الأول 2003، ويتضمن رؤيتهم للواقع اللبناني، والموقف من النظام السياسي والعملية السياسية، بما يشمل تحديد أطر التعاطي مع المرحلة الجديدة داخلياً وخارجياً، وبما يتوازى أيضاً مع، ولا يخرج عن، جوهر المشروع السياسي للجماعة الذي سبق أن طرحته في 9 نيسان 2001.
وبانتخابه هذا، يكون المصري الامين العام الثالث للجماعة الإسلامية، بعد فتحي يكن (1964-1992)، والشيخ المولوي (1992-2009). ويعتبر المصري، الشخصية الأبرز داخلها وهو المشرف المباشر على كل العلاقات السياسية والإسلامية، كما يُشرف أيضاً على مؤسساتها الإعلامية. ويعرف عنه عدم حبّه للظهور الإعلامي وتفضيله العمل في الظل، وقد أتاحت له تجربته الطويلة في صفوف الجماعة، كأحد مؤسسيها التاريخيين، ومعايشته لكل مراحلها ومحطاتها بما في ذلك مرحلة العمل المقاوم ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، الجمع بين المسؤوليات القيادية بما يشمل النشاط السياسي وإدارة التنسيق مع الحركات الإسلامية في العالم وتنظيم "الأخوان المسلمين"، وبين الحضور القوي في أوساط كوادر الجماعة في مختلف المناطق.
وبرأي المتابعين لحركة "الجماعة" في لبنان، سيكون على الأمين العام الجديد مواجهة تحديات عدة، على المستويات التنظيمية والسياسية الداخلية والعلاقة بالحركات الإسلامية في لبنان والعالم.
فعلى المستوى التنظيمي، هل تستكمل الجماعة خطوة إطلاق حزب سياسي يكون بمثابة الذراع الرديف الذي يتولى إدارة ومتابعة الشؤون الوطنية والسياسية والانتخابية بكل مندرجاتها، فيما تبقى "الجماعة" برمزيتها وحضورها إطاراً للعمل الإسلامي والدعوي والإرشادي؟
وفي حال تحقق خطوة كهذه، ما هي حدود التلاقي والتكامل مع "تيار المستقبل" بوصفه الممثل السياسي الأكبر لسُنة لبنان، ومع قيادته التي تمثل مرجعية سياسية ووطنية؟ خصوصاً وأن العلاقة التي حكمت الطرفين منذ العام 2005 وحتى الآن، وأساسها الاعتدال والوسطية، كانت شديدة الانسجام والتعاون والتلاقي في معظم المحطات والمواقف والاستحقاقات، وتوّجت بالتحالف في الانتخابات النيابية الأخيرة في مدينة بيروت مع المرشح عماد الحوت الذي يمثل الجماعة في المجلس النيابي.
هل تعيد "الجماعة" وصل ما انقطع مع "حزب الله"، بعد توتر العلاقة معه على خلفية عدد من المواقف والممارسات التي كان أبرزها أحداث 7 أيار 2008 واجتياح بيروت، التي ولّدت احتقاناً وجفاء واستنفاراً سنياً عاماً ضد الحزب، وعزلته حتى في الأوساط الحركية الإسلامية ومن بينها "الجماعة".
وعلى مستوى آخر، هل ستتمكن "الجماعة" من بلورة خطاب يوازن بين "الإسلامية"، بما تعنيه من أيديولوجيا دينية وهوية ثقافية وفكرية، وبما يشمل أيضاً العلاقة المفترضة مع "التنظيم الدولي للأخوان" من جهة، وبين مقتضيات الواقع اللبناني الوطني القائم على التعددية والتنوع والهواجس المتبادلة من جهة ثانية، وقبل كل ذلك وبعده هل ستتمكن قيادة الجماعة الجديدة من العبور بالتنظيم إلى مرحلة أكثر فاعلية وحضوراً ومشاركة؟
يذكر أن الأمين العام الجديد من مواليد مدينة طرابلس شمال لبنان في العام 1937، ويعتبر من الرعيل الأول المؤسس لـ "الجماعة الإسلامية"، حيث كان أحد خمس شخصيات وقّعت على طلب الحصول على ترخيص رسمي للجماعة (فتحي يكن، فايز إيعالي، محمد كريمة، ومحمد دريعي) في العام 1964، وهو تولى مسؤوليات قيادية عدة، منها رئاسة المكتب السياسي، ونيابة الأمين العام، إلى كونه يرأس تحرير مجلة "الأمان" الأسبوعية الناطقة باسم الجماعة منذ العام 1979. وسبق أن شارك في تحرير مجلة "المجتمع" الأسبوعية اللبنانية عامي 1964 و1965، وتولى رئاسة تحرير مجلة "الشهاب" عام 1966 حتى عام 1975.
وفيما لم تعلن "الجماعة" رسمياً، عن تشكيلاتها التنظيمية الجديدة، كشف مصدر قيادي فيها أن مجلس شورى "الجماعة" اختار نائب الأمين العام الحالي إبراهيم المصري أميناً عاماً بدلاً من الشيخ فيصل المولوي الذي يعاني من ظروف صحية دقيقة منذ أكثر من سنة أقعدته عن القيام بمهماته. مع العلم أن المصري كان يمارس عملياً مهمات الأمانة العامة طيلة الفترة المذكورة. فيما عُلم أنه جرى اختيار رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد الشيخ عمار نائباً للأمين العام.
وأوضح المصدر أن الإعلان عن الهيكلية القيادية الجديدة سيتم بعد إيجاد الصيغة الجديدة لموقع الشيخ المولوي بما يتناسب مع وضعه الصحي، وبعدما تنجز الترتيبات التنظيمية الداخلية مع انتهاء المؤتمر العام بما يشمل استكمال انتخاب بقية المسؤولين في مكاتب الجماعة المركزية (أهمها: السياسي، التنظيمي، الدعوي، والعام والتخطيط، ويرجح استحداث مكتب جديد للشباب)، وكذلك المكاتب الإدارية في المحافظات كافة.
وكشف المصدر أن المؤتمر العام توصل إلى إصلاحات تنظيمية عدة، كتحديد فترة ولاية الأمين العام بـ 3 سنوات بدلاً من 4، بالاضافة إلى عدم شغل هذا المنصب أكثر من مرتين، بالرغم من أن مدة ولاية مناصب قيادية أخرى كانت عامين وسوف تمدد إلى ثلاثة أعوام، كما أن انتخابات الدورة التنظيمية للجماعة صارت تعقد كل ثلاث سنوات بدلاً من أربع.
ونفى المصدر ما تردد عن اعتزام الجماعة إصدار وثيقة سياسية جديدة لعملها، لكنه أشار إلى مسعى لتفعيل "الميثاق الإسلامي" الذي سبق أن أصدرته الجماعة بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات والشخصيات الإسلامية في 14 كانون الأول 2003، ويتضمن رؤيتهم للواقع اللبناني، والموقف من النظام السياسي والعملية السياسية، بما يشمل تحديد أطر التعاطي مع المرحلة الجديدة داخلياً وخارجياً، وبما يتوازى أيضاً مع، ولا يخرج عن، جوهر المشروع السياسي للجماعة الذي سبق أن طرحته في 9 نيسان 2001.
وبانتخابه هذا، يكون المصري الامين العام الثالث للجماعة الإسلامية، بعد فتحي يكن (1964-1992)، والشيخ المولوي (1992-2009). ويعتبر المصري، الشخصية الأبرز داخلها وهو المشرف المباشر على كل العلاقات السياسية والإسلامية، كما يُشرف أيضاً على مؤسساتها الإعلامية. ويعرف عنه عدم حبّه للظهور الإعلامي وتفضيله العمل في الظل، وقد أتاحت له تجربته الطويلة في صفوف الجماعة، كأحد مؤسسيها التاريخيين، ومعايشته لكل مراحلها ومحطاتها بما في ذلك مرحلة العمل المقاوم ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، الجمع بين المسؤوليات القيادية بما يشمل النشاط السياسي وإدارة التنسيق مع الحركات الإسلامية في العالم وتنظيم "الأخوان المسلمين"، وبين الحضور القوي في أوساط كوادر الجماعة في مختلف المناطق.
وبرأي المتابعين لحركة "الجماعة" في لبنان، سيكون على الأمين العام الجديد مواجهة تحديات عدة، على المستويات التنظيمية والسياسية الداخلية والعلاقة بالحركات الإسلامية في لبنان والعالم.
فعلى المستوى التنظيمي، هل تستكمل الجماعة خطوة إطلاق حزب سياسي يكون بمثابة الذراع الرديف الذي يتولى إدارة ومتابعة الشؤون الوطنية والسياسية والانتخابية بكل مندرجاتها، فيما تبقى "الجماعة" برمزيتها وحضورها إطاراً للعمل الإسلامي والدعوي والإرشادي؟
وفي حال تحقق خطوة كهذه، ما هي حدود التلاقي والتكامل مع "تيار المستقبل" بوصفه الممثل السياسي الأكبر لسُنة لبنان، ومع قيادته التي تمثل مرجعية سياسية ووطنية؟ خصوصاً وأن العلاقة التي حكمت الطرفين منذ العام 2005 وحتى الآن، وأساسها الاعتدال والوسطية، كانت شديدة الانسجام والتعاون والتلاقي في معظم المحطات والمواقف والاستحقاقات، وتوّجت بالتحالف في الانتخابات النيابية الأخيرة في مدينة بيروت مع المرشح عماد الحوت الذي يمثل الجماعة في المجلس النيابي.
هل تعيد "الجماعة" وصل ما انقطع مع "حزب الله"، بعد توتر العلاقة معه على خلفية عدد من المواقف والممارسات التي كان أبرزها أحداث 7 أيار 2008 واجتياح بيروت، التي ولّدت احتقاناً وجفاء واستنفاراً سنياً عاماً ضد الحزب، وعزلته حتى في الأوساط الحركية الإسلامية ومن بينها "الجماعة".
وعلى مستوى آخر، هل ستتمكن "الجماعة" من بلورة خطاب يوازن بين "الإسلامية"، بما تعنيه من أيديولوجيا دينية وهوية ثقافية وفكرية، وبما يشمل أيضاً العلاقة المفترضة مع "التنظيم الدولي للأخوان" من جهة، وبين مقتضيات الواقع اللبناني الوطني القائم على التعددية والتنوع والهواجس المتبادلة من جهة ثانية، وقبل كل ذلك وبعده هل ستتمكن قيادة الجماعة الجديدة من العبور بالتنظيم إلى مرحلة أكثر فاعلية وحضوراً ومشاركة؟
يذكر أن الأمين العام الجديد من مواليد مدينة طرابلس شمال لبنان في العام 1937، ويعتبر من الرعيل الأول المؤسس لـ "الجماعة الإسلامية"، حيث كان أحد خمس شخصيات وقّعت على طلب الحصول على ترخيص رسمي للجماعة (فتحي يكن، فايز إيعالي، محمد كريمة، ومحمد دريعي) في العام 1964، وهو تولى مسؤوليات قيادية عدة، منها رئاسة المكتب السياسي، ونيابة الأمين العام، إلى كونه يرأس تحرير مجلة "الأمان" الأسبوعية الناطقة باسم الجماعة منذ العام 1979. وسبق أن شارك في تحرير مجلة "المجتمع" الأسبوعية اللبنانية عامي 1964 و1965، وتولى رئاسة تحرير مجلة "الشهاب" عام 1966 حتى عام 1975.
أخبار ذات صلة
لقاء تكريمي للمناضل الراحل محمود طرحة ( أبو عباس ) في الذكرى الأولى لرحيله
2025-01-24 04:08 م 23
بن فرحان: ثقتنا كبيرة بالرئيس عون بالشروع بالإصلاحات وتطبيق القرا
2025-01-23 08:18 م 38
ولي العهد السعودي يجري اتصالا هاتفيا بترامب
2025-01-23 06:03 ص 34
أول خلاف بين ماسك وترامب.. لماذا شكك في مشروع الـ500 مليار؟
2025-01-23 06:00 ص 51
وزير الخارجية السعودي في لبنان لأول مرة منذ 15 عاما
2025-01-22 07:58 م 49
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
زواج بلا جنس.. قرار قضائي فرنسي يغضب المحكمة الأوروبية
2025-01-24 09:54 ص
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة