×

خطة شاملة لتحسين صورة المسلمين في الغرب

التصنيف: Old Archive

2009-12-26  11:47 م  1070

 

 

الرياض - محمد عطيف
تبنّت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي خطة عمل مشتركة وشاملة لتحسين صورة المسلمين، وبالذات العرب أمام الغرب، على أن تبدأ الخطة بالمجتمع الأمريكي وتتجاوز مرحلة التشخيص والتوصيف للظاهر إلى مرحلة معالجة شاملة للموضوع من خلال التنسيق لآليات العمل بين المنظمتين، حيث دعا الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لإعداد خطة عمل حول تصحيح صورة العرب والمسلمين وإلى تدعيم العمل المشترك بين المنظمتين وأجهزتهما المعنية لوضع خطة تحرك شاملة بشكلها الوصفي والتحليلي لمواجهة هذه الظاهرة، على أن تبدأ الخطة بالمجتمع الأمريكي.

وأوضح الاجتماع الذي عقد الجمعة 25-12-2009، أن خطة التحرك تشمل مقدمة تتناول الخلفية التاريخية للظاهرة وأهداف الخطة وآليات تنفيذها على أن تتجاوز الخطة مرحلة التشخيص والتوصيف للظاهرة إلى مرحلة معالجة مختلف جوانبها وفق مجموعة من الآليات من ضمنها التنسيق بين بعثتي الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في كل من واشنطن ونيويورك ومشاركة مجلس السفراء العرب والدول الإسلامية في واشنطن في تنفيذ هذه الخطة والمستوى الرسمي (الإدارة الأمريكية) والكونغرس، إلى جانب مراكز الفكر والأبحاث الجامعات والمجتمع المدني وأجهزة الإعلام الأمريكية، والمؤسسات الاقتصادية وبعض الشخصيات الأمريكية المؤثرة في المجتمع الأمريكي، فضلاً عن الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة والمؤسسات الدينية الأمريكية والمنظمات العربية والإسلامية الأمريكية والمواقع الإلكترونية.

وطلب الاجتماع، الذي شاركت فيه مؤسسات عربية وإسلامية أخرى في ختام أعماله أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، من الأطراف المعنية، موافاة نقطتي الاتصال في المنظمتين بآرائها ومقترحاتها في هذا الشأن في موعد أقصاه آخر شهر يناير المقبل، على أن تقوم نقطتا الاتصال بإعداد ورقة موحدة تتضمن عناصر خطة التحرك وفقاً لما يرد إليهما من مقترحات وآراء في هذا الخصوص، وذلك لدراستها والتباحث حولها في الاجتماع الثاني لهذه اللجنة والمقرر عقده في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة في موعد سيتم الاتفاق عليه لاحقاً. وداعياً إلى الاستفادة من مرصد المؤتمر الإسلامي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" وربطه بموقع إلكتروني تساهم في فعالياته المنظمات المتخصصة في كل من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

كما طالبت اللجنة مؤسسات عربية وإسلامية أخرى لإعداد خطة عمل حول تصحيح صورة العرب والمسلمين بعرض خطة التحرك بعد إعدادها على الجهات المعنية في المنظمتين وأجهزتهما المختصة لاعتمادها ولاتخاذ اللازم نحو تنفيذها.

كما عبر المجتمعون عن تقديرهم للأمانة العامة للجامعة العربية لدعوتها لهذا الاجتماع، وأكدوا عزمهم على مواصلة الجهود المشتركة للتوصل إلى الهدف المنشود.

يأتي ذلك في إطار اتفاق التعاون المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، حيث دعت الأمانة العامة للجامعة إلى عقد هذا الاجتماع التشاوري المشترك حول ظاهرة العداء للإسلام وكيفية ووسائل تصحيح صورة العرب والمسلمين. وشارك فيه كل من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والمنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

واطلع المجتمعون على الوثائق المقدمة من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والإيسيسكو، حيث استعرض الدكتور حسين حسونة رئيس بعثة الجامعة العربية في واشنطن الوضع على الساحة الأمريكية في ضوء ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه في القاهرة يوم 4 يونيو 2009 وكذلك تصوره للتحرك المشترك الذي يمكن من خلاله مخاطبة الرأي العام الأمريكي ومؤسسات صنع واتخاذ القرار في الولايات المتحدة بشأن تصحيح الصورة النمطية للعرب والمسلمين داخل المجتمع الأمريكي.

واستعرض الاجتماع التقرير السنوي الثاني لمرصد منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن ظاهرة "الاسلاموفوبيا" الصادر عن الدورة 36 لمجلس وزراء الخارجية الذي عقد في دمشق بسوريا 2009. كما عرض ممثل اليونسكو وثيقة "الإطار العام لبرنامج الرد على التشويه الإعلامي للإسلام وللحضارة الإسلامية" التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقد في الجزائر عام 2004 وكلف الايسيسكو بتنفيذه.

  يُذكر أن الجهود المستمرة للعمل على آلية التحسين تحاول جاهدة أن تكون بنفس حضور الإعلام الغربي الذي ينظر له على أنه مشوّه جداً للصورة العربية والإسلامية خصوصاً في استخدامه للفن السينمائي، ففي غرة العام الحالي اجتمع وزراء الإعلام بمنظمة المؤتمر الإسلامي في الرباط لمناقشة تحسين صورة الإسلام في الإعلام. ودعا إعلان الرباط وسائل الإعلام في البلدان الأعضاء بالمنظمة للتعبير عن المشاكل الحقيقية للمواطنين في البلدان الإسلامية.

وشددت الدورة الثامنة لاجتماع وزراء الإعلام بمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بين 25 و28 يناير في الرباط، على ضرورة تحرير العالم الإسلامي لإعلامه وتشجيع الحوار بين الثقافات.

فيما تبرز جهود واضحة لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بين فترة وأخرى للعمل من الداخل، كما يقال، عبر تحسين صورة المسلمين الأمريكيين، وذلك بلسان المسلمين الأمريكيين أنفسهم، عبر حملات دورية ومنسق لها. هذا في الوقت الذي ظلت فيه هوليوود سنوات طويلة تطرح أفلاماً تظهر من خلالها العربي المسلم مجرد شخص إرهابي متخلف، وهي الصورة السلبية التي انطبعت في ذهن ووجدان المواطن الغربي، وترسخت عقب أحداث 11 من سبتمبر 2001.

وسبق أن أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطابه الشهير في القاهرة بعد توليه بفترة وجيزة تقديره للدور الكبير والإسهام الحضاري الذي قدمه الإسلام والمسلمون في تاريخ البشرية، وميّز بوضوح بين الجرائم التي يمكن أن يرتكبها بعض من ينسبون أنفسهم للإسلام استناداً إلى أفكار خاطئة وتفسيرات مغلوطة لنصوصه المقدسة.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا