الجمال هذه السنة له طابع خاص. لعلها المرة الأولى تتنافس فيها أختان توأمان توأم على اللقب. رينا ورومي شيباني. الأولى ملكة جمال لبنان والثانية وصيفتها. حققت الـLBCI مبتغاها هذه المرة، فكان الحدث على قدر التوقعات. وها هي أنفاس الجميع قد قُبضت فيما الأختان تنتظران اعلان النتيجة. بعد مناورة ضرورية في هكذا مناسبات، أعلنت مقدمة الحفل رلى بهنام اسم الملكة على وقع أغنية منصور الرحباني "للصبية الملكة تاج وصولجان".
ابنة "عروس البقاع" زحلة (وهي أصلا من بلدة بر الياس البقاعية) تفوز باللقب ضاربة عرض الحائط كل الشائعات والتسريبات الاعلامية عشية الحفل التي كادت تجزم بأن ماريان بشارة، احدى المتباريات، هي التي ستفوز في اللقب (وفق ما ذكرت الـ MTV في تقرير اخباري وغيرها من المصادر). والمفارقة ان بشارة لم تحضر عند اختيار الـ Final 10 اللواتي خضعن للاختبار الأصعب أي الأسئلة، بعدما تردد في الأروقة ان والدها ارتأى سحبها من المنافسة بسبب تدني علامات تقويم المرحلة الأولى (وقد عمد الى سحبها وقال للجنة التحكيم لدى خروجه "أنتم تزعبرون وسأرفع ضدكم دعوى قضائية"). 
رومي شيباني الوصيفة الأولى للملكة، كريستال لطفي وصيفتها الثانية، ألسا ماريا ستيفان الثالثة، فيما جوان سمعان نالت لقب الوصيفة الرابعة. الملكة التي حملت الجمال على رأسها تاجاً ليلة أمس، والتي ستمثل لبنان في مسابقات الجمال العالمية، هي طالبة سنة خامسة هندسة داخلية في جامعة الروح القدس الكسليك. كان لها السؤال الأسهل من بين أسئلة لجنة التحكيم. هذا النوع من الأسئلة يُسمى أسئلة الحظ، طرحته عليها ملكة جمال لبنان والكون لعام 1971 جورجينا رزق: "لو كنتِ مكاني في اللجنة، من من المتباريات كنتِ اخترت للقب الملكة؟"، فكان الجواب كما توقع الجميع "أختي"! كلمة واحدة خولتها الحصول على العلامة الأعلى وخففت عنها عناء التوتر والتلعثم الذي بدا واضحاً على غير متبارية من المتباريات العشر.
لنعد الى بداية الحفل. ضخامته تستحق بعض التفاصيل. الحفل أعاد رلى سعد الى الواجهة. كسبت الرهان بعدما لاحت احتمالات التعثر في الأفق وفي الكواليس القريبة والبعيدة. "فانيليا برودكشنز" التي تملكها سعد، الى الـLBCI أنتجتا الحفل، قالبتين مسرح "بلاتيا" في ساحل علما الى مساحة تزداد كبراً بالجمال.
"لترجع أيام العزّ" شعار رفعته الـ LBCI هذه السنة بعدما أمسى الحدث باهتاً غير جاذب أخيراً. الملكة جورجينا رزق، الوجه الاعلاني للحدث هذه السنة آمنت بعودة البريق الى الحدث السنوي الأهم سياحياً واعلانياً. بدا حضورها على رأس لجنة التحكيم مليئاً بالهيبة. اليها، شارك كل من أناشار بصبوص، مكسيم شعيا، زياد بارود، منى فارس، نانسي عجرم، ميشال حبيس، ريا الداعوق، وجيهان علامة في تقويم مرور الجميلات واجابتهن عن الأسئلة.  تدخل المتباريات في ثياب البحر الموحد. لجنة التحكيم تراقب لتضع علامة المرحلة الأولى. 16 جميلة أدّين المطلوب منهن جيداً. فيما المشاهدون في بيوتهم عرفوا نتيجة هذه المرحلة التي لم تتفاوت أرقامها كثيراً بين المتباريات، فمعايير اختيار الجمال الخارجي تكاد تكون واحدة. انتهى المرور الأول وها هن الجميلات يتمايلن مع الموسيقى الصاخبة التي تشبه أغنيات الصيف. يتراقصن على ايقاعها بلوحة دُرّبن عليها بعناية فائقة، على "الميلي" كما يُقال. وها إن الفنان وائل كفوري، ضيف الحفل، يضفي على المسرح مزيداً من الجمال، ويتمنى للملكة كل التوفيق مقتطفاً لها من إحدى أغنياته عبارة "باخد من عمري وبعطيها".
بفساتين سهرة محبوكة بالأناقة والرقي، دخلت المتباريات. الحلم باللقب يرافق الخطوات الى المسرح، خطوة خطوة. لا شك في ان الأضواء تبهر، والكاميرا فيها من الرهبة والوقار ما يضرب الهدوء بالتوتر. مرورهن الثاني كان كفيلاً بتقليص العدد من 16 الى 10. اللحظات هناك تشبه السنوات بطولها وبثقلها. تتكاثر مع دقات القلوب. مع الحلم بلقب "ملكة جمال لبنان". 
الى الجمال الخارجي، تحضر الثقافة شرطاً ضرورياً لا بد من توافره في الملكة. فكيف كانت اجابات الملكة ووصيفاتها عن الأسئلة الاختيارية أولاً ثم عن السؤال الموحد؟ طرح الوزير السابق زياد بارود على كريستال لطفي السؤال الآتي: "ما هو السؤال الذي قد تسألين لو كنت أحد أعضاء اللجنة؟". فأجابت: "لو استطاع أحدنا ان يُحسِّن شيئاً في لبنان، فما هو وكيف؟". سُرّ بارود من اجابتها فرفع علامتها. في السؤال الموحد (الجمال أو الثقافة، أيهما يتقدم على الآخر؟)، تلعثمت ثم قدمت اجابتها: "الجمال من الله، أما الثقافة فننميها لنتجمّل". السا ماري ستيفان أجابت عن سؤال السيدة جيهان علامة عن مسؤوليتها تجاه التاج بالقول انه محرضها على المواظبة في نشر السلام والاهتمام بقضايا البيئة، فيما اجابتها عن السؤال الموحد كانت أقل من مقبولة، على عكس الوصيفة الرابعة جوان ستيفان التي أنمت عن ثقة بالنفس وهي تقول ان الجمال لا يدوم، فيما بالثقافة نتحدى الصعاب. اختارت الأديبة مي زيادة رداً على سؤال مكسيم شعيا عن الشخصية التي تختار لترافقها في رحلة الجمال العالمي لو طُلب منها ذلك. أما التوأمان رينا ورومي فكانتا نجمتا السهرة من البداية، أولاً لأن المسابقة تشهد تنافساً بين توأم للمرة الأولى، وثانياً لأنهما بقيتا معاً حتى اللحظة الأخيرة. فكيف أجابت رومي؟
مستشار وزير السياحة والثقافة ميشال حبيس سأل رومي شيباني عن رأيها في قانون منع التدخين، فعرضت لايجابياته وسلبياته بطريقة أعجبت أعضاء اللجنة فنالت علامة عالية. في السؤال الموحد، قالت ان الجمال والثقافة يكملان بعضهما البعض، والأفضل ألا يفترقا، كذلك توأمها التي لم تبتعد كثيراً عن هذا المضمون، مؤكدة ضرورة تلاحمهما معاً بما فيه تميّز الانسان.
سهرة هي الأضخم اعلامياً واعلانياً لهذه الآونة، زينها وائل كفوري بأغنيتين من ألبومه الجديد "يا ضلي يا روحي"، الى اللوحات الراقصة المقدَّمة باحتراف نقلها الينا المخرج طوني قهوجي. ولما دنت اللحظة، حضرت الملكة السلف يارا الخوري مخايل لتسلّم الأمانة الى الملكة الخلف. لعل رينا شيباني وتوأمها رومي لم تناما ليلة أمس وهما تحتفلان بلقب الملكة والوصيفة الأولى من جهة، وبالجوائز التي فاقت قيمتها نصف مليون دولار من جهة ثانية.