إحياءً لذكرى شهداء جناحها المقاوم قوات الفجر صيدا

التصنيف: سياسة

2009-12-27 01:03 م 1485

إحياءً لذكرى شهداء جناحها المقاوم "قوات الفجر" وفي الذكرى السنوية الأولى لبدء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، أقامت الجماعة الاسلامية مهرجاناً جماهيرياً حاشداً في بلدية صيدا حيث غصت القاعات الرئيسية والفرعية والممرات وحتى باحة البلدية بالحشود التي لبت الدعوة تأكيداً على التزامها بفكر ونهج وسياسة الجماعة الاسلامية التي تدعو إلى الحوار والتوافق الداخلي والى مقاومة العدوان الخارجي.

تقدم الحضور سماحة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان والنائب الدكتور عماد الحوت وممثل دولة الرئيس نائب صيدا فؤاد السنيورة الدكتور عارف العبد، ممثل النائب بهية الحريري علي الشريف، فضيلة الشيخ الداعية خليل الصيفي، المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان علي بركة، النائب السابق جورج نجم، وممثلي الأحزاب اللبنانية والفلسطينية، (حزب التحرير، تيار المستقبل، حزب طليعة لبنان العربي، تيار المردة، حركة حماس، منظمة الصاعقة، حركة الجهاد، جبهة التحرير الفلسطينية، حزب فدا، الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبية، جبهة النضال)، ولفيف من العلماء والشخصيات الصيداوية وممثلي الجمعيات الأهلية والكشفية ورابطة مخاتير صيدا.

بعد آيات من الذكر الحكيم وتقديم لعريف المهرجان فضيلة الشيخ محمد زهرة، تحدث المسؤول السياسي لحركة حماس فقال:

ونحن نحتفل اليوم بذكرى شهداء الجماعة الاسلامية في صيدا والجنوب وفي مقدمتهم الشهيد القائد جمال الحبال والشهيد محمد علي الشريف والشهيد محمود زهرة والشهيد سليم حجازي والقافلة طويلة، لا يسعنا إلا وأن نحيي مربي الشهداء ومعلمهم الشيخ المجاهد محرم عارفي رحمه الله.

فتحية إلى شهداء صيدا لبنانيين وفلسطينيين الذين أجبروا قوات الاحتلال الصهيوني على الاندحار عام 1985، هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله من أجل الدفاع عن شعبهم وأرضهم وكرامتهم، وأبوا العيش بذل تحت الاحتلال، فهم كالشموع التي تضيء لنا الطريق وحقهم علينا أن نواصل المسيرة، مسيرة الجهاد والمقاومة حتى النصر أو الشهادة.

إننا في حركة المقاومة الاسلامية حماس وفي ذكرى الشهداء وفي ذكرى معركة الفرقان في غزة يهمنا أن نؤكد على التالي:

أولاً: ان المقاومة في فلسطين ولبنان هي خيارنا الاستراتيجي من أجل تحرير أرضنا ومقدساتنا وعودة شعبنا إلى دياره وممتلكاته.

ونوجه التحية إلى أهلنا الصامدين في قطاع غزة، الذين قاتلوا وصمدوا في وجه العدوان الصهيوني الغاشم وأجبروه على التراجع دون أن يحقق أهدافه.

ثانياً: نطالب الدول العربية وخاصة مصر برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم، ووقف بناء الجدار الفولاذي الذي لا يخدم إلا العدو الصهيوني.

ثالثاً: نجدد حرصنا على تحقيق المصالحة الفلسطينية وانهاء حالة الانقسام على قاعدة التمسك بخيار المقاومة وبالحقوق والثوابت الوطنية، وبالمناسبة نطالب قيادة حركة فتح باتخاذ موقف واضح من التنسيق الأمني الذي تقوم به أجهزة السلطة في الضفة الغربية مع أجهزة الاحتلال الصهيوني، خاصة في ظل تجدد عمليات الاغتيال التي تستهدف كوادر المقاومة وآخرها اليوم في نابلس وبيت حانون.

رابعاً: ندعو الفصائل الفلسطينية في لبنان الى تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة، تتولى الحوار مع الحكومة اللبنانية لمعالجة ملف الوجود الفلسطيني في لبنان بكل أبعاده السياسية والاجتماعية والانسانية والأمنية والقانونية على قاعدة احترام سيادة لبنان والتمسك بحق العودة ورفض التوطين.

ونؤكد حرصنا على السلم الأهلي في لبنان وعلى المحافظة على الاستقرار في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

ونطالب الحكومة اللبنانية باقرار الحقوق المدنية والانسانية لشعبنا الفلسطيني عبر تشريعات وقوانين برلمانية، كما نطالبها بالاسراع في اعادة اعمار مخيم نهر البارد المنكوب وعودة سكانه إليه.

كلمة الجماعة الاسلامية ألقاها النائب الدكتور عماد الحوت فقال:

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.

لا تبكِهِ فاليوم بدء حياته إن الشهيد يحيا يوم مماته

ومن قال أننا نتذكر شهداءنا لنبكيهم، بل نتذكر الشهداء لنبكي من لم يتنبه لواقع الأمة والخطر المحدق فيها من العدو الصهيوني الغاصب

نتذكر الشهداء لنتعلّم من تضحياتهم معنى الفداء الحقيقي ومعنى الانتماء للقضية وللوطن

نتذكّر شيخ الشهداء ومربيهم الشيخ محرم العارفي، ونتذكّر أبناء قوات الفجر الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية، الشهيد جمال الحبال ورفاقه محمود زهرة ومحمد علي الشريف وكل الشهداء، نذكرهم جميعاً ويغمرنا الحنان الى أيامٍ انطلقت فيها المقاومة من صيدا الأبية لتعم سائر أرجاء الجنوب والوطن، يوم لقنت لواء غولاني دروساً في الرجولة والتضحية أجبرت وزير دفاع العدو للمجيء الى أرض المعركة ليطمئن بنفسه من استشهادكم.

نتذكّر كل هؤلاء الشهداء ومن تبعهم من شهداء المقاومة لنؤكد أهمية أن تبقى المقاومة كما بدأت على صفائها ونقائها، صفيّة لله ونقيّة للدفاع عن الوطن.

الى هؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه أتوجه بالخطاب لأؤكد لهم أن الجماعة الإسلامية لا تزال على العهد لم تتغير ولم تتبدل، فهي لا تزال مرابطة في مواجهة العدو من خلال قوات الفجر، ولا تزال عاملة في سبيل المجتمع من خلال مؤسساتها التربوية والاجتماعية والسياسية، وهكذا دائماً أبناء الجماعة تسهر أعينهم على الوطن، عينٌ وساعدٌ للبناء والازدهار وعينٌ وساعدٌ ترقب العدو الصهيوني المخادع.

لقد تمكن لبنان بفضل تضحيات أبنائه ووحدتهم من منع العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه في تموز عام 2006، وبالتالي لا بد من الاستفادة من هذه التجربة الرائعة من تناغم المقاومة العسكرية على الأرض، والمقاومة الشعبية التي ساهمت في تأمين الصمود، والأداء السياسي المرافق، لهذا، وما دام العدو الصهيوني يصرّح بأطماعه في أراضينا العربية، ويشكل تهديداً مستمراً للشعب اللبناني، فإن المقاومة ستبقى حاجة للبنان، وسيبقى من واجب الدولة وكل لبناني التفكير بكيفية جعل المقاومة مصدر قوة للبنان وسيادته لا مصدر هواجس وتخوفات وهذا ما سيدور حوله النقاش في طاولة الحوار.

أيها الحضور الكريم

لبنان لا يمكن ان يقوى ويصبح محصناً إلا من خلال أمورٍ محددة:

الأمر الأول: وحدة ابنائه وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية، واليوم نعيش حالة من الهدوء السياسي الداخلي، كما نسمع دعواتٍ من هنا وهناك للمصالحات ولهدنةٍ بين اللبنانيين، وهنا أقول أن لا مجال للهدنة بين اللبنانيين، فالهدنة لا تكون إلا بين أعداء متحاربين، والخلاف السياسي بين اللبنانيين مهما اشتد يبقى في إطار الانتماء للوطن والحرص على مصلحته، لذا فإنني أدعو الى توسيع هذه الدعوات لتصبح ترسيخاً لمفهوم قبول الاختلاف بالرأي بين أبناء الوطن الواحد وأن نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.

الأمر الثاني: أن يعود لبنان للعب دوره الطبيعي نقطة التقاء بين الأشقاء العرب لا ساحة اختلافٍ بينهم، فلبنان قادر بموقعه والتنوع فيه على لعب دور فعال في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب فننتقل بذلك من الدور السلبي المتلقي لتأثيرات السياسات العربية الى الدور الإيجابي المشارك في صناعة القرار العربي الموحد.

الأمر الثالث: تأمين مقومات العيش الكريم للمواطن اللبناني، وحسناً فعلت الحكومة برفعها عنوان أولويات المواطن أولويات الحكومة الأمر الذي يستدعي خروج جميع الوزراء من انتماءاتهم الحزبية ليتحولوا الى فريق عمل متجانس في خدمة المواطن الذي لم يعد يثق في الوعود والشعارات وإنما ينتظر انجازات على المستوى المعيشي والاقتصادي من محروقات وكهرباء وغيره.

أيها الحفل الكريم،

أمام ما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من محاولات لتهويد القدس واقتحام المسجد الأقصى، الى الاقتحامات التي يقوم بها العدو الصهيوني في الضفة الغربية، الى محاولات تشديد الحصار على غزة وبناء الجدر المانعة لوصول المساعدات الى أهلنا المحاصرين وهذا الجو العربي المتخاذل أمام أعدل قضية معاصرة، لا يسعني إلا أن أؤكد أن الشعب اللبناني مجمعٌ على الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في معركته المقدسة للحرية والتحرير، وأننا نتطلّع بشوقٍ الى اليوم الذي يعود فيه أبناء فلسطين الى أرضهم منتصرين غانمين، كما أطالب الحكومة بتسريع اقرار الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والانسانية للاخوة الفلسطينيين المقيمين فوق الأراضي اللبنانية.

والى اخواني في مختلف القوى والفصائل الفلسطينية في فلسطين ولبنان، أتوجه إليكم بالنداء الحار للتوحد في مواجهة العدو الصهيوني، فجميع الاتفاقات لم تصل الى نتيجة، وخارطة الطريق ساهمت في تضييع الحقوق، والجنرال دايتون لا يزال يسعى لتمزيق الصف الفلسطيني، وليس عيباً أن يتنازل بعضنا لبعضٍ في سبيل وحدة الصف، فبهذه الوحدة فقط نستطيع أن نقوى على المشروع الصهيوني، وبهذه الوحدة فقط نستطيع أن نحرر فلسطين كل فلسطين، لتعود القدس كما كانت لؤلؤة عقد الأمة العربية ونقطة اجتماعها بعد أن مزّقها المستعمر من خلال زرع هذا الكيان الغاصب.

لا أريد أن اطيل أكثر من ذلك، فعبق الشهادة يملأ المكان، ولا أملك إلا أن أنحني أمام مدرسة الشهادة.

وقد تخلل المهرجان مسرحية معبرة عن الأوضاع داخل القدس الشريف، وأناشيد إسلامية لفرقة أمجاد.

صيدا في 27/12/2009