×

«صباحـات الخيـر

التصنيف: أمن

2012-10-04  10:03 ص  1889

 

 غسان ريفي

انطفأت أمس، شمعة الأمومة بكل ما تحمله من معاني الحب والعطف والحنان. 
رحلت صباحات الصالح الصابونجي، تلك السيدة المعجونة بالإيمان والخير والعطاء. الحاملة لإرث شقيقها الشهيد صبحي الصالح، والمتربية في كنف صاحبي السماحة ناصر الصالح وطه الصابونجي، المؤمنة التي تعرف ربها بالفطرة وتجسّد الدين الحنيف معاملة بالعدل والإحسان والفضيلة. 
رحلت «الأم» التي كانت نبع حنان يفيض على ما حولها، فيغمر أيتام المدينة، وأطفالها، وأمهاتها، ويمنحهم بعضا من فرح وطمأنينة، بأن هناك من يسعى لإسعادهم ويحمل همومهم، ويهتم لشؤونهم. 
رحلت تلك «العطوفة» ذات الاهتمامات الانسانية المختلفة التي كانت كلما ازادادت عطاء، ازدادت تألقا وإشراقا. 
بالأمس طوت صباحات الصالح الصابونجي صفحة نضالاتها النسائية، في جمعيتها التي غدت مؤسسة تمسح مآسي الحرب عن خطوط التماس التقليدية، وفي الهيئات النسائية الشمالية الموحدة التي عاشت عصرها الذهبي في كنفها، وفي دور الأيتام ساعية لرفع مستواها الاجتماعي، وفي حماية الأمهات والأرامل والطفولة، وفي تقديم المساعدات العينية والمادية بشكل لا تعرف فيه يسراها ما أنفقت يمناها. 
بالأمس، شعر كل هؤلاء بأن ركنا من أركان الخير قد هوى، فغدا صباح طرابلــس حزينا على رحيل من أسرت الناس ببساطتها، ودماثة أخلاقها، وطيب معشرها، وسخاء يديها. 
صباحات الصالح الصابونجي، قد تغسل أمطار تشرين أوراق النعي على جدران المدينة، لكن ذكرى الخير تبقى محفورة في قلوب لن تنساك.. رحمك الله. 
شيعت حرم مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ الدكتور طه الصابونجي السيدة صباحات الصالح الصابونجي في الميناء أمس، في مأتم مهيب بمشاركة شخصيات سياسية واجتماعية وحشد من أبناء المدينة
مركز هلال للانتاج و التوثيق ينشر نص الحوار 
 

تعمل السيدة صباحات الصالح صابونجي بلا ملل أو كلل...  وبصماتها واضحة في العديد من الجمعيات التي عملت على تأسيسها وشاركت في أنشطتها،  إن في طرابلس في الشمال أو على مستوى لبنان ككل.

همّها العمل الاجتماعي وكيفية تنمية الجيل الجديد وتربيته وتوعيته ليصبح عماد مستقبل هذا الوطن بعيداً عن روح التعصب الطائفي..

هي مؤمنة وتنطلق في عملها من هذا الإيمان...

السيدة صباحات الصالح صابونجي عقيلة مفتي طرابلس الشيخ طه الصابونجي،  وشقيقة الشيخ الشهيد صبحي الصالح وسماحة الشيخ ناصر الصالح (رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا - سابقاً).  تربت وترعرعت في بيئة محافظة متمسكة بأهداب الدين الحنيف،  كرّست وتكرّس حياتها لخدمة مجتمعها وتنميته وتوعيته...

ترى السيدة صابونجي أن مكانة المرأة في المجتمع اللبناني مرموقة ومتلازمة مع كفايات وأنشطة كل عاملة على الساحة الوطنية والسياسية وكذلك الاقتصادية،  وأن دور المرأة في لبنان يتزايد تبعاً لنمو الوعي الثقافي والاجتماعي..

وهي تعتبر أن المرأة مساوية،  في إنسانيتها،  للرجل،  وأن لا عوائق تحول دون قيامها بأي نشاط معتبر،  كما لا توجد أية اعتبارات تنال من قيمة المرأة ومن شخصيتها كأنثى...  وهي،  إلى جانب الرجل،  تسهم وبتنوع تكاملي في استقرار الحياة وتقدمها ضمن الحكمة العليا من موضوع الوجود البشري والغايات الكبرى التي تتجه إليها آمال البشر.

 

وتدافع السيدة صابونجي عن حقوق المرأة،  وترى أن عليها أن تصون حقوقها من عدوان مزدوج؛  يتمثل الأول في حرمانها من حقوقها أو الانتقاص من هذه الحقوق.  أما الثاني فيتمثل في الشطط الذي تُدفع إليه المرأة بتحريضها على تصورات خاطئة،  وحضها على اتخاذ مواقف ومطالب تسيء إليها باسم حقوقها وهي في الواقع لا تخرج عن كونها تزويراً عليها،  وخداعاً لها واستجراراً لها إلى مواقع تعود عليها بالضرر والمهانة وتخرجها من مقامها المنيع إلى متاهات ومزالق تزري بأنوثتها وتسلبها خصائصها التي هي محل تكريمها وامتيازها.

 

وتدعو السيدة صابونجي لإنقاذ المرأة من الشباك التي تنصب حولها -باسم الحقوق- والتي ليست في الحقيقة إلا مصائد للمرأة للعدوان على أنوثتها،  وترى في استخدام المرأة في سوق الإعلان محاولات رخيصة لإلحاقها بأسواق النخاسة المزدانة بخيوط الحرير وأصباغ التجميل الخادع..

 

وتقول السيدة صابونجي في هذا المجال:  إن المرأة هي كالزهرة الفواحة...  والزهرة أكثر تعرضاً للأذى إذا لم تحفظ من كل ما يسوؤها،  ومن كل من يسيء إليها،  ولسنا بحاجة إلى استعراض ما تتعرض له المرأة حديثاً في الثقافات والممارسات من أخطار تهدد مكانتها،  وحصانتها،  وسموها...  فتحت مزاعم الحرية والمساواة والتقدمية تجري محاولات شريرة لاستخدامها في أسواق الرواج التجاري،  والإعلاني وفي استذلالها لموجات التعري والتبذل الفني لتصبح المرأة أداة ملهاة ووسيلة إغراء،  وحصر مهمتها الأنوثية في إغواء الرجل وفي خدمة متعته واستثارة غرائزه وإغفال الجانب الأسمى في المرأة،  وهو عقلها،  وعفافها وكرامتها وإنسانيتها التي لا يختلف فيها موضوع الذكورة عن موضوع الأنوثة.

 

أما أداء المرأة اللبنانية واقتحامها المجال السياسي فتعتبره السيدة صابونجي أنه كان "موضع اعتزاز الجميع بقدرة المرأة على العطاء السياسي حيث يتوفر لها المناخ المناسب والأهلية المطلوبة".

 

وترى أن المرأة فرضت احترامها في هذا المجال على الجميع وذلك باهتمامها الجاد والموضوعي بكل ما يتفق ومصلحة الشعب...  ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن رفض المجتمع اللبناني موقفاً أو تصرفاً قامت به المرأة السياسية...  بل على العكس من ذلك كانت المرأة في مجلس النواب أكثر أعضائه حرصاً على الخطاب السياسي المتّزن،  والأسلوب السياسي المترفع والدعوة الوفاقية الجامعة.

 

ولا يخفى على السيدة صابونجي أن تشير إلى نجاح المرأة في مجال التعليم والطب والهندسة والمحاماة وغير ذلك من مجالات التقدّم الاجتماعي.

وتلفت إلى أن العقل النسوي لا يقل مهارة وإدارة في تصريف الأعمال التجارية والاقتصادية عن الرجل،  وأن الإدارة النسوية لا تقل عزيمة وقدرة عن الرجل طالما توفرت لها المؤهلات الخاصة والخبرة المطلوبة في أي عمل تجاري أو اقتصادي أو إداري.

 

وتعزو السيدة صابونجي ترؤُّس العديد من السيدات لمعظم الجمعيات إلى ظروف المرأة الخاصة وطبيعة عمل هذه الجمعيات،  وتعتبر أن ذلك ليس حكماً عاماً أو ملزماً "فكثير من الجمعيات الخيرية يرأسها رجال،  أو تتشكل مجالسها من الرجال والنساء،  وإن كانت المرأة أكثر تعاطفاً مع الجانب الذي يستدعي الرأفة والحنان وأكثر تفرغاً من الرجل للاهتمام بهذه الشؤون،  وهو ما يشرفها ويزيد من تقديرها".

 

وتعتبر السيدة صابونجي أن المرأة تتطلع إلى العصر القادم كما يتطلع الرجل إلى مصلحة الإنسان وإلى تطور المجتمع وتقدم المرأة،  آملة أن يُحفظ أمنه ويُدفع عنها كل أسباب الشقاء والحرمان.

 

وتختم السيدة صابونجي داعية الشباب وجيل لبنان الصاعد لأن يتحلى بالإيمان ويعتبر ذلك من القضايا الأولى التي ينبغي أن يوليها اهتمامه،  ثم يولي الأخلاق الاهتمام ذاته لأنه لا يجوز الاستهانة بها والخروج عليها...

 

وتضيف:  كما على الشباب أن يكافحوا ويعملوا جاهدين في تحصيل العلم وبلوغ أعلى مراتبه فهو أساس التقدم والحضور العالمي للشعوب...  ثم عليهم الإحساس العميق بالأخوة الوطنية والإنسانية التي تصون الوطن وتسدد مسيرته والتي تجعل من البشر كافة أسرة واحدة تسكن كوكباً واحداً وتشترك في مصير واحد...  والطلاب والطالبات هم صورة المستقبل وصنّاعه،  وبهم يتحدد المصي

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا