دخلت انتخابات غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب التي من المقرر أن تجرى غداً الأربعاء في 30 الجاري، في دورتها الأولى لانتخاب مجلس إدارة جديد مؤلف من 12 عضواً، في مرحلة بالغة الدقة والتعقيد، لاسيما بعد عزوف الرئيس الحالي محمد الزعتري عن الترشيح، والذي لم يتقدم بطلب ترشيح إلى عضوية مجلس الإدارة وذلك انسجاما مع قناعاته ومع المواقف التي كان قد أعلن عنها بأنه لن يدخل في أي بازار انتخابي وانه قد يقبل أن يترشح إذا كان هناك توافق وإجماع على اسمه من كافة القوى والفعاليات الاقتصادية والتجارية والسياسية في صيدا والجنوب، لأنه خدم غرفة صيدا طيلة 40 سنة.. وهذا ظهر جليا بعد إقفال باب الترشيح لعضوية مجلس إدارة الغرفة أمس الاثنين، على 27 مرشحا من صيدا والجنوب، حيث تبين أن اسم محمد الزعتري ليس من بين أسماء المرشحين. كما أن باب التسديد وتجديد عضوية المنتسبين إلى الغرفة قد اقفل على 7238 عضواً سددوا اشتراكاتهم وبالتالي يحق لهم الانتخاب من أصل نحو 16 ألف منتسب إلى الغرفة.
إلا أن إقفال باب الترشيح لعضوية مجلس الإدارة حمل مفاجأة من النوع الثقيل تمثلت بتقديم شقيق الزعتري رئيس نقابة مصدري الفواكة في لبنان رجل الأعمال والاقتصادي المعروف عبد الرحمن الزعتري بطلب ترشحه إلى عضوية مجلس الإدارة وهو بنفس الوقت مرشح أكيد وحتمي لرئاسة الغرفة في حال فوزه في المرحلة الأولى في انتخابات مجلس الإدارة.. إذا جرت في موعدها.
وتؤكد مصادر غرفة صيدا بان الانتخابات المقررة غداً الأربعاء لن تحصل لان النصاب القانوني لن يتأمن من الدورة الأولى، وهذا يعني أن الانتخابات ستؤجل إلى الدورة الثانية المقررة في 24 المقبل.
ووفقا لما يتردد في أروقة الغرفة وعلى ألسنة الاقتصاديين والتجار ورجال الأعمال والسياسيين في صيدا والجنوب، فان الرئيس نبيه بري ومعه الكتلة السياسية والاقتصادية التي تدور في فلكه إن في صيدا أو في الجنوب، قد أعلن هو مباشرة أو عبر أكثر من مصدر مقرب منه بأنه يطالب برئيس جنوبي أو محسوب عليه لرئاسة غرفة صيدا والجنوب، مبررا ذلك عبر وسطائه والمقربين منه، بأنه يطالب بهذا الأمر بناء لضغوطات كبيرة ومريرة من الكتل الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال والاقتصاديين والذين يطالبون برئاسة غرفة صيدا كونهم وفق إحصاءات أجروها يشكلون أكثرية بالنسبة للأعضاء المنتسبين إلى غرفة صيدا والجنوب. والسبب الثاني يعود لعدم وجود أي رئيس لأي غرفة تجارة وصناعة وزراعة على مستوى لبنان من الغرف الخمس الموزعة على الجمهورية اللبنانية شيعي، لذا فان اختيار اسم رجل الأعمال محمد صالح من قبل الرئيس بري وفق ما يتردد لرئاسة مجلس إدارة الغرفة كونه صيداوي المولد والهوية وبنفس الوقت مقربا من الرئيس بري ومحسوبا عليه.
في المقابل، فان مصادر اقتصادية صيداوية تؤكد لـ«السفير» بان ترشيح الزعتري يعني فيما يعنيه أنه إذا كان الطرف الجنوبي المؤثر في انتخابات الغرفة قدم مرشحاً لرئاسة مجلس إدارة الغرفة الجديد وربما يكون محمد صالح أو غيره... فان الطرف السياسي الصيداوي المعارض لترشيح صالح أو الذي يرفض سياسة الأمر الواقع الجديدة، رشح عبد الرحمن الزعتري الذي يتمتع من بين المرشحين الصيداويين بكاريزما تؤهله الترشح لمنصب الرئيس وهذا بحد ذاته يعني انه إذا كان هناك مرشح مدعوم من الكتلة الناخبة الجنوبية لرئاسة الغرفة فيقابله مرشح صيداوي أيضاً للرئاسة، مدعوما من الكتلة الناخبة الصيداوية أو من بعضها لرئاسة الغرفة وهذا بحد ذاته سيخضع لبازار التسوية التي من المقرر أن تعلن تفاصيلها قبل 24 المقبل.
لذا تؤكد المصادر بان اسم الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة سيحسمه اللقاء أو اللقاءات المرتقبة بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، حيث هناك تأكيد من أكثر من مصدر سياسي واقتصادي صيداوي وجنوبي بان كل هذا الحراك الدائر حالياً لن يصرف ولن يسيّل ولن يكون له أي تأثير في مجريات العملية الانتخابية لان الوقت الجدي لم يحن بعد وعندما يحصل اللقاء بين الرئيسين بري والحريري تحل كل الأمور العالقة والمتعلقة بالغرفة. وان التسوية سوف تتأخر حتى دورة الانتخاب الثانية المقررة في 24 كانون الثاني المقبل. ولكن مصادر عليمة أشارت إلى أن الأمر الذي وصلت إليه مسألة الترشيحات المتقابلة تعني أن الرهان سيبقى قائماً على التعيين، حيث من المقرر أن يعين وزير الاقتصاد وبموافقة مجلس الوزراء وبناء على توافق وإجماع محلي ستة أعضاء (ليصبح عدد أعضاء مجلس الإدارة 18 عضواً) قد يكون من بينهم الاسم المحتمل لرئاسة الغرفة وسيكون من خارج المرشحين وقد يعود القديم الى سدة الرئاسة.. وهو احتمال قد تفرضه التسوية المرتقبة.
الأسماء المرشحة لعضوية مجلس الإدارة هي إضافة إلى الزعتري وصالح كل من حسن رامز ناصر نائب محمد حسن صالح، ماهر السايس، منير البساط، سمير القطب، حبيب بيطار، علي طباجة، عماد الدين قصير، العبد مرتضى عز الدين، قاسم خليفة، يوسف فردون، علي الشريف، محمد سميح غدار، طلال الزعتري، نبيل زنتوت، محمد طه القطب، عمر حسن الحلبي، هيثم الجويدي، عمر الدندشلي، أحمد عز الدين، جمال محمد جوني، إبراهيم الطيراني، خليل شري، أديب إبراهيم الصباغ وخالد قبلاوي