انتخابات غرفة صيدا والجنوب على نار حامية

التصنيف: إقتصاد

2009-12-29 05:54 ص 934

ـ رأفت نعيم

أقفل (الاثنين) 28/12/2009 باب تقديم طلبات الترشيح للراغبين في خوض غمار انتخابات مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، والتي من المقرر أن تجري يوم غد الأربعاء لإنتخاب 12 عضواً من اصل 18 يشكلون مجلس الإدارة (6 أعضاء يعينون تعييناً)، وأقفل عدد المرشحين لهذه الانتخابات على 27 مرشحاً. وكان عدد منتسبي الغرفة المسددين لاشتراكاتهم قد أقفل السبت الماضي على 7238 مسدداً يحق لهم الاقتراع في الانتخابات.
والمرشحون الذين يتنافسون على المقاعد الـ12 هم "ماهر السايس، منير البساط، سمير القطب، حبيب بيطار، علي طباجة، عماد الدين قصير، العبد مرتضى عزالدين، قاسم خليفة، يوسف فردون، علي عيد محمد الشريف، محمد سميح غدار، محمد صالح، طلال الزعتري، نبيل احمد فؤاد زنتوت، حسن احمد ناصر، محمد طه القطب، عمر حسن الحلبي، هيثم حبيب الجويدي، عمر محمود الدندشلي، احمد اسماعيل عز الدين، جمال محمد جوني، اديب ابراهيم الصباغ، كامل شريتح، خليل شري وابراهيم طيراني، عبد الرحمن الزعتري وخالد قبلاوي ".
وتتميز انتخابات غرفة صيدا والجنوب في هذه الدورة بأنها تجرى للمرة الأولى منذ سنوات في أجواء تنافسية حامية عبر عنها الإقبال الكثيف على الترشيح وعلى سداد الاشتراكات.
وترى أوساط صيداوية متابعة أن غرفة صيدا والجنوب مقبلة على معركة حامية اختار من قررها الدخول الى صيدا هذه المرة من الباب الآخر المناقض لباب التوافق، من دون أن يبقي الأخير ولو موارباً.. وتورد هذه الأوساط عدة معطيات أوصلت الى حتمية المعركة ابرزها:
تغير المعادلة التوافقية التي كانت تجري على اساسها انتخابات الغرفة في السابق، والتي كانت ترتكز الى توافق ضمني بين القطبين الرئيسيين المؤثرين في هذا الاستحقاق: الرئيس نبيه بري والرئيس الشهيد رفيق الحريري ممثلاً في صيدا بالنائب بهية الحريري. أما التطور الذي قلب هذه المعادلة راساً على عقب فهو بروز أصوات من اقتصاديين جنوبيين مقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري تطالب بأن تتولى شخصية جنوبية (شيعية) رئاسة الغرفة، وذلك على اساس ان هناك ثلاث غرف تجارة في لبنان يرأسها اقتصاديون من الطائفة السنية في الجنوب وبيروت والشمال، وأنه من حق الطائفة الشيعية أن تتولى شخصية منها رئاسة احدى الغرف التجارية. وترجم هذا الأمر فعلاً بترشيح نائب رئيس الغرفة الحالي ورئيس تجمع صناعيي الجنوب محمد حسن صالح (مقرب من الرئيس بري) لمنصب الرئيس.
وقابل هذه الأصوات من جهة ثانية أصوات موازية، تطالب بإبقاء الصيغة الحالية لتوزيع المهام بين اعضاء مجلس الادارة على حالها لأنه لا فرق بين صيدا والجنوب كونها هي عاصمة الجنوب، ولأن الشراكة بين صيدا وجنوبها هي اسمى من أي عملية محاصصة، وكون أداء مجلس الإدارة الحالي برئاسة الزعتري طيلة سنوات طويلة أثبت عن جدارة وعن كفاءة، وعن تمكن الغرفة من تحقيق الكثير من الانجازات في كل ما يتعلق بطبيعة مهامها ودورها الاقتصادي الوطني، ولا سيما في مواجهة آثار وتداعيات الاجتياحات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والجنوب وآخرها عدوان تموز 2006 . وعلم أن بعض الشخصيات الصيداوية ومن بينها عالم دين نقل هذا التمني الى الرئيس بري.
نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة على صعيد صيدا والتي اختارت فيها المدينة ممثليها في الندوة البرلمانية الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري بثقة غير مسبوقة، وانتزعت فيها هذه الثقة ممن كانت محضته اياها "بالتزكية" في الدورتين السابقتين أي النائب السابق اسامة سعد، ما دفع بالأخير لمحاولة تعويض خسارته المدوية في الانتخابات النيابية بنصر ولو جزئي في انتخابات غرفة صيدا.
دخول السياسة على خط خلق مناخ معركة في انتخابات الغرفة، وذلك من باب معاكس للباب الذي كانت تدخل فيه على خط خلق أجواء التوافق. فمن المعروف أن باب التوافق في انتخابات الغرفة كان تيار المستقبل ممثلاً بالنائب بهية الحريري التي تحرص دائماً على أمتن العلاقات مع الرئيس بري. فكان الدخول هذه المرة من خلال النائب السابق اسامة سعد الذي وجد الفرصة مؤاتية لـ"الثأر" من موقعة السابع من حزيران..
قرار رئيس الغرفة الحالي محمد الزعتري (الذي يتولى رئاستها منذ 30 عاماً) العزوف عن الترشح اذا لم تتوافر الأجواء التوافقية.
ورغم هذه المعطيات التي تعكس حماوة معركة غرفة صيدا والجنوب، فإن مصادر مطلعة توقعت أن لا يكتمل النصاب القانوني في جلسة الانتخاب المقررة غداً الأربعاء، بحيث تجد الجهات المؤثرة في العملية الانتخابية في ذلك فرصة لكسب الوقت، من أجل المزيد من الاتصالات والمساعي للتوصل، ربما، إلى صيغة توافقية، وإلا فإن المعركة قادمة بما تحمل في طياتها من تكتيك تقتضيه عدة هذه المعركة، والذي يتوقع أن يتخذ بعد الثلاثين من الجاري، منحى جديداً لتحديد الخيار الذي سيسلكه كل طرف في هذا الاستحقاق.
إشارة الى أنه توالى على إدارة الغرفة ثلاثة رؤساء وتسعة مجالس إدارة منذ عام 1933 وحتى اليوم. والرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على رئاسة الغرفة هم: يوسف أبو ظهر من سنة 1933 1944، وجيه أبو ظهر من سنة 1945 1969 ومحمد الزعتري من سنة 1970 حتى تاريخه.