أحمد الحريري: تيار المستقبل تيار الرئيس
التصنيف: سياسة
2009-12-30 05:56 ص 1598
عمر حرقوص
في السنوات التي تلت استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، شهد "تيار المستقبل" أو "تيار الرئيس الشهيد"، حركة جماهيرية نشطة لم يشهد أي حزب لبناني مثيلاً لها. فالظروف المحيطة بإعادة بناء لبنان في التسعينات بعد البدء في تطبيق اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية، وكذلك صراع الرئيس الشهيد من أجل بناء دولة عصرية وحديثة، إضافة إلى الضغوط التي مورست على الشهيد من قبل النظام الأمني "المشترك"، والحروب الإسرائيلية التي مرت على لبنان، ونجاح تجربة الرئيس الشهيد في وضع لبنان من ضمن الدول التي ارتفع مستوى النمو لديها بشكل كبير، كل هذه الظروف وغيرها أدت إلى نشوء حالة شعبية كبيرة أحبت الرئيس الشهيد وتجسدت يوم "مقتلة السان جورج" وما تلاها من تحركات شعبية، أظهرت الحجم الوطني الحقيقي الذي مثله الرجل في حياة اللبنانيين من كل المناطق والطوائف بعد انتهاء الحرب الأهلية.
إذاً، جهد الكثيرون في بناء التيار، وساهموا في رفع مستواه التنظيمي مما كان عليه قبل خمس سنوات، إلى تنظيم كبير وضخم مترامي الأطراف، يحتاج إلى وضع دراسة تنظيمية حديثة له أسوة بكل بناء حديث متماسك، ولذلك كان قرار رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري واثر انتهاء الانتخابات النيابية بتشكيل لجنة مهمتها إعادة هيكلة "تيار المستقبل" وإعادة بنائه بشكل يتناسب مع الظروف والتطورات الجديدة في لبنان والمنطقة، وخصوصاً أن نجاح قوى 14 آذار في الانتخابات النيابية فتح الباب لدخول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء، مما استدعى خلق ظروف سياسية وتنظيمية ترافق هذا الدخول، وتؤمن له البنية الشعبية المناسبة لحماية قرارات تحديث الدولة وبنائها، وتساهم في تطوير الأفكار المطروحة وحمايتها وتقريبها للناس. "لجنة إعادة الهيكلة" تألفت من مساعد المنسق العام صالح فروخ والنائب السابق مصطفى علوش ونقيب المهندسين السابق سمير ضومط والمهندس فايز مكوك، إضافة إلى مقرر اللجنة، منسق قطاع الشباب في "التيار" أحمد الحريري.
خلال مرحلة الأشهر الماضية تفادى أعضاء لجنة إعادة هيكلة "تيار المستقبل" الحديث عن عملها، فمشروع إطلاق وثيقة تنظيمية للنقاش، ومتابعة النقاشات في المناطق ومع المنسقيات ومع كافة القطاعات داخل "التيار"، كل ذلك كان يفرض عليهم الصمت، وخصوصاً أن في كل أسبوع ثلاثة أيام من الاجتماعات مع الكل من الشمال إلى الجنوب والبقاع وبيروت والجبل، لكل منطقة رؤيتها التي تختلف قليلاً، ولكل مجموعة خلفية ورؤية طرحتها مما ساهم في إغناء النقاش حول الوثيقة التنظيمية وتطويرها في سبيل بناء مؤسسة ديموقراطية تتمثل بواقع لبنان وحاجاته.
يعتبر مقرر لجنة إعادة هيكلة "تيار المستقبل" أحمد الحريري أن "تيار المستقبل كان موجوداً خلال سنوات طويلة كان فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لبنان صاحب مشروع إيقاف الحرب الأهلية وتطوير النظام وكذلك إعادة البناء، فالمد الشعبي الكبير لم يكن ابن لحظة 14 شباط 2005، بل هو متجذر من اللحظة التي بدأ فيها الشهيد الحريري وضع مداميك عودته إلى لبنان في العام 1979، ولكن هذا المد الشعبي الكبير كان مكتفياً بوجود رئيس لمجلس الوزراء يعبر عن آرائه في كل شي، ولذلك لم يكن يحتاج إلى بنية تنظيمية". بعد الاستشهاد ظهر "تيار" الرئيس الشهيد في كل لبنان، حجماً و انتشاراً على كافة الأراضي اللبنانية، حيث تجسد فيه فعلياً الانتماء اللبناني من كل الطوائف والمناطق". ويلفت إلى أنه "في العام 2005 كان هناك خيار يجب أخذه وهو بناء تنظيم سياسي جدي، يستطيع تلبية طموحات المؤمنين بخط ومشروع الشهيد الحريري، ومن هذا المنطلق شرع الشيخ سعد الحريري بعد عامين على 14 شباط 2005 بإنشاء هذا التنظيم السياسي أي تيار المستقبل".
خمسة أعوام تقريباً بعد اغتيال الرئيس الحريري كان فيها الكثير من الظروف والوقائع المختلفة التي مرت على لبنان، يعتبر أحمد الحريري أن "هذه المرحلة التي عملنا فيها في بداية الأمر كتيار سياسي مرحلة فيها الكثير من التغيرات والمتغيرات السياسية والكثير من الاستحقاقات وبرز فيها عامل الاغتيال السياسي متصدراً كافة العناوين".
ويلفت إلى "الحاجة التي ما زالت موجودة لتحويل هذا التيار إلى تنظيم سياسي يتابع وصول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، والأجواء الجيدة التي يعول عليها لتطوير لبنان، تنظيم تكون فيه الهيئات هي الأساس في تكوين شكلها التنظيمي أيضاً".
يوضح الحريري أن "التيار والحالة الحريرية منذ بدايتها تعرضا لهجمة قوية، ولكن هذه الهجمة أفادتنا كثيرا في فهم الثغرات التنظيمية وبناء شكل تنظيمي يستطيع الاستفادة من كل الظروف المحيطة به، لتأمين التواصل بين هيئات التيار فيما بينها وما تمثله في المناطق من قاعدة شعبية واسعة، فتم درس كل الأشكال والخيارات في ذلك الوقت، ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية قبل أشهر، كان لا بد من توجيه كل قوانا في ذلك الوقت والتركيز على إنشاء ماكينة انتخابية تستطيع تلبية طموحاتنا بالفوز بالانتخابات واستثمار كل الكادرات والطاقات البشرية في التيار للعمل في هذه الماكينة".
ويعتبر أن "نجاحنا في عملنا حيث أنشأنا أكبر ماكينة انتخابية في العام 2009 بفضل أكبر مجموعة من المتطوعين، وبعد انتهاء الانتخابات وفوز التيار وحلفائه فيها، أخذ القرار في إعادة النظر في هيكلية التيار، حيث قرر الشيخ سعد إنشاء لجنة خماسية، وهذه اللجنة كان هدفها الأول الوصول إلى دراسة كافة الثغرات الموجودة التي كنا نعيشها ووضع حلول لها من ضمن نظام داخلي جديد"، ويتابع "كلجنة انكببنا على متابعة عملنا بسرعة، أكثر من 3 اجتماعات أسبوعياً، بشكل دوري، حيث التقينا كافة الأطر التنظيمية الموجودة في التيار، من قطاعات مركزية إلى الشباب والعمال وغيرهم، والمنسقيات والمحافظات، وقمنا بجولة عليهم، استمعنا إلى آرائهم ونقاشاتهم، كان الهدف إشعار الجميع أن ما نقوم به هو مشاركتهم هذا العمل لكي لا يكون عملا مسقطاً بل هو شراكة بحد ذاتها بين كل تيار المستقبل، هم شركاء بصنع نظامهم الداخلي ووضعه، وهم الأولى بتأمين الرؤية التي تتناسب والمرحلة الجديدة لأنهم الأدرى بمشاكل وأمور منسقياتهم ومنظماتهم ومناطقهم".
خلال عملها استطاعت اللجنة خلق علاقة جديدة بين كل أعضاء التيار، فالكل معنيون بما يصنعون ولذلك الجميع بانتظار ما سيتم انجازه، ويؤكد الحريري أن "اللجنة قطعت نصف الطريق، ووضعنا نظاماً داخلياً ولوائح متكاملة، عبر صيغة ستقدم إلى القيادة في الأيام المقبلة لكي نأخذ الموافقة عليها، بعد ذلك سننطلق من هذه الموافقة لمشاورة الهيئات نفسها التي التقيناها في السابق ونرى إن كان لديها تطلعات أخرى، أو أمور يريدون مناقشتها، أو طلب تعديلها حتى يتم تعميم روح النظام داخل التيار بمشاركة الجميع، وبعد ذلك نصبح جاهزين، ويصير القرار عند قيادة التيار التي تحدد موعد المؤتمر التأسيسي".
في شأن الرؤية التنظيمية، يشدد الحريري على أن "لدينا تياراً ديمقراطياً، وأخذنا كل عناصر الليبرالية ولكن لم نحدد أنفسنا بالتسمية، فبعض المعطيات داخل الليبرالية قد لا نتفق معها، فنحن تيار موجود في العالم العربي، كل العناصر الإيجابية في الليبرالية موضوعة أمامنا ولكن لن نلزم أنفسنا بالتسمية"، ويضيف "أحد أهداف التيار الأساسية المحافظة على المصلحة الوطنية العليا ووضع مصلحة الوطن فوق كل القضايا والمصالح، ولذلك فالتيار ليس له حتى نشيد خاص، فنشيدنا هو النشيد الوطني اللبناني".
يتابع حديثه منبهاً إلى فكرة أن "المصلحة الوطنية تقتضي تثبيت وترشيد فكرة السلم الأهلي والعيش المشترك ومن خلال الوثيقة السياسية والبرنامج الاقتصادي، طرحنا رؤيتنا، نحن تيار عابر للطوائف، يقنع الآخرين بوجهة نظره عبر برنامجه، وكيفية الانتشار بين المواطنين هو ما نفكر فيه ونعمل له، فاليوم لدينا مناصرون من كل لبنان بكل طوائفه ونحن نعمل ليكون لهم مكانهم داخل التيار كما غيرهم". ويلفت إلى "وضع خطط عمل لاستيعاب الجميع من دون استثناء، لكل اللبنانيين كيف يمكنهم الاقتناع بالتيار، وهي أفكار يرونها في حياتهم اليومية، الانتقال من العقيدة الجامدة إلى العقيدة التي تتطور مع الزمن، غير المغلقة وغير الأزلية والتي تعنى بمصالح الناس والمواطنين".
يرى أن عملهم في "التيار" هو "للسير على خطى رفيق الحريري بموضوع العيش المشترك وتقبل الآخر، فالاختلاف السياسي مع الآخر نتقبله وهذه فلسفتنا، يقنعنا أو نقنعه؟ يتم ذلك بالحوار وهذا ما طبقناه على مدى عقود منذ مجيء الرئيس رفيق الحريري، فهو السياسي الوحيد الذي لم يشارك في الحرب الأهلية لا بل أتى على أمل إنهائها وتثبيت السلم الأهلي في البلد والعيش المشترك".
"تيار المستقبل"، هل يبقى كما هو ليعبر عن طروحات الناس وآمالهم ومطالبهم في سبيل بناء دولة حديثة وعصرية، همومهم التي حملها رئيسه ووضعها في البيان الوزاري؟.
اليوم يقوم "التيار" بورشة تنظيمية كبيرة، رغم الظروف الصعبة التي مرت منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، يقف أمام مرحلة قادمة فيها الكثير من الأمل، وكذلك فيها الكثير من الخوف على المستقبل، غيمة سوداء يعيشها مشرقنا العربي، تحتاج إلى بُنى ديموقراطية، قد يكون "تيار المستقبل" بشيبه وتاريخهم وتجاربهم الطويلة، وشبابه الحالمين بالحداثة والتطور أكثر الناس الساعين إلى يوم تشرق فيه الشمس تحت السماء الزرقاء كما علم "التيار".
تنويه بجهود قيادة "التيار"
خلال الحديث مع "المستقبل" توقف أحمد الحريري عند الهم المعيشي للبنانيين في المرحلة المقبلة، وهو الموضوع الذي يعمل عليه الرئيس سعد الحريري من كتابة البيان الوزاري وصولاً إلى نقاشه. وكذلك نقطة أساسية اعتبر أنها أولى بأن يبدأ بها اللقاء، وهو دور قيادة "التيار" وكوادره وأعضائه، حيث لفت إلى أنه "انطلاقاً من معطيات البلد الصعبة عمل أعضاء التيار في تلك المرحلة من قيادة ومنسقين وكوادر وأعضاء ومناصرين في ظل ظروف غير عادية على بناء المؤسسات في تلك المرحلة، وهنا لا يمكن إلا توجيه الشكر الكبير لهم على جهودهم الجبارة في بناء التيار وتسيير أعماله، جهد جبار قام به كثر من المركزية في بيروت إلى كافة المناطق اللبنانية، الذي لولاه لما كان التيار جاهزاً للانطلاق بقوة في هذه المرحلة، قيادات وكوادر وعناصر في ظل الظروف الصعبة التي مرت خلال السنوات الماضية، هذا التيار هو الاستمرارية والعمل، لكل كادر فيه عمله الذي يجب القيام به، وكذلك فمن صنعوا هذا العمل خلال السنوات الماضية، أيضاً مستمرون معنا في صناعة مستقبل لبنان".
وعن كيفية متابعة عمل الحكومة وإيصال الاعتراضات والأفكار البناءة، أكد أن "هذا تيار الناس، فعبر كتلة المستقبل والتيار نبحث عن هموم الناس، ومنذ بداية عمل الحكومة قمنا بعرض المشاكل الحياتية، ودعينا إلى حلها، من الكهرباء إلى أزمة السير وتأمين ظروف العمل للشباب في ظل الأزمة الاقتصادية في العالم، طالبنا بالكثير مما يريده الناس في ظل هذه الظروف، فنحن أولى بهم وبإيصال صوتهم".
إذاً، جهد الكثيرون في بناء التيار، وساهموا في رفع مستواه التنظيمي مما كان عليه قبل خمس سنوات، إلى تنظيم كبير وضخم مترامي الأطراف، يحتاج إلى وضع دراسة تنظيمية حديثة له أسوة بكل بناء حديث متماسك، ولذلك كان قرار رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري واثر انتهاء الانتخابات النيابية بتشكيل لجنة مهمتها إعادة هيكلة "تيار المستقبل" وإعادة بنائه بشكل يتناسب مع الظروف والتطورات الجديدة في لبنان والمنطقة، وخصوصاً أن نجاح قوى 14 آذار في الانتخابات النيابية فتح الباب لدخول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء، مما استدعى خلق ظروف سياسية وتنظيمية ترافق هذا الدخول، وتؤمن له البنية الشعبية المناسبة لحماية قرارات تحديث الدولة وبنائها، وتساهم في تطوير الأفكار المطروحة وحمايتها وتقريبها للناس. "لجنة إعادة الهيكلة" تألفت من مساعد المنسق العام صالح فروخ والنائب السابق مصطفى علوش ونقيب المهندسين السابق سمير ضومط والمهندس فايز مكوك، إضافة إلى مقرر اللجنة، منسق قطاع الشباب في "التيار" أحمد الحريري.
خلال مرحلة الأشهر الماضية تفادى أعضاء لجنة إعادة هيكلة "تيار المستقبل" الحديث عن عملها، فمشروع إطلاق وثيقة تنظيمية للنقاش، ومتابعة النقاشات في المناطق ومع المنسقيات ومع كافة القطاعات داخل "التيار"، كل ذلك كان يفرض عليهم الصمت، وخصوصاً أن في كل أسبوع ثلاثة أيام من الاجتماعات مع الكل من الشمال إلى الجنوب والبقاع وبيروت والجبل، لكل منطقة رؤيتها التي تختلف قليلاً، ولكل مجموعة خلفية ورؤية طرحتها مما ساهم في إغناء النقاش حول الوثيقة التنظيمية وتطويرها في سبيل بناء مؤسسة ديموقراطية تتمثل بواقع لبنان وحاجاته.
يعتبر مقرر لجنة إعادة هيكلة "تيار المستقبل" أحمد الحريري أن "تيار المستقبل كان موجوداً خلال سنوات طويلة كان فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لبنان صاحب مشروع إيقاف الحرب الأهلية وتطوير النظام وكذلك إعادة البناء، فالمد الشعبي الكبير لم يكن ابن لحظة 14 شباط 2005، بل هو متجذر من اللحظة التي بدأ فيها الشهيد الحريري وضع مداميك عودته إلى لبنان في العام 1979، ولكن هذا المد الشعبي الكبير كان مكتفياً بوجود رئيس لمجلس الوزراء يعبر عن آرائه في كل شي، ولذلك لم يكن يحتاج إلى بنية تنظيمية". بعد الاستشهاد ظهر "تيار" الرئيس الشهيد في كل لبنان، حجماً و انتشاراً على كافة الأراضي اللبنانية، حيث تجسد فيه فعلياً الانتماء اللبناني من كل الطوائف والمناطق". ويلفت إلى أنه "في العام 2005 كان هناك خيار يجب أخذه وهو بناء تنظيم سياسي جدي، يستطيع تلبية طموحات المؤمنين بخط ومشروع الشهيد الحريري، ومن هذا المنطلق شرع الشيخ سعد الحريري بعد عامين على 14 شباط 2005 بإنشاء هذا التنظيم السياسي أي تيار المستقبل".
خمسة أعوام تقريباً بعد اغتيال الرئيس الحريري كان فيها الكثير من الظروف والوقائع المختلفة التي مرت على لبنان، يعتبر أحمد الحريري أن "هذه المرحلة التي عملنا فيها في بداية الأمر كتيار سياسي مرحلة فيها الكثير من التغيرات والمتغيرات السياسية والكثير من الاستحقاقات وبرز فيها عامل الاغتيال السياسي متصدراً كافة العناوين".
ويلفت إلى "الحاجة التي ما زالت موجودة لتحويل هذا التيار إلى تنظيم سياسي يتابع وصول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، والأجواء الجيدة التي يعول عليها لتطوير لبنان، تنظيم تكون فيه الهيئات هي الأساس في تكوين شكلها التنظيمي أيضاً".
يوضح الحريري أن "التيار والحالة الحريرية منذ بدايتها تعرضا لهجمة قوية، ولكن هذه الهجمة أفادتنا كثيرا في فهم الثغرات التنظيمية وبناء شكل تنظيمي يستطيع الاستفادة من كل الظروف المحيطة به، لتأمين التواصل بين هيئات التيار فيما بينها وما تمثله في المناطق من قاعدة شعبية واسعة، فتم درس كل الأشكال والخيارات في ذلك الوقت، ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية قبل أشهر، كان لا بد من توجيه كل قوانا في ذلك الوقت والتركيز على إنشاء ماكينة انتخابية تستطيع تلبية طموحاتنا بالفوز بالانتخابات واستثمار كل الكادرات والطاقات البشرية في التيار للعمل في هذه الماكينة".
ويعتبر أن "نجاحنا في عملنا حيث أنشأنا أكبر ماكينة انتخابية في العام 2009 بفضل أكبر مجموعة من المتطوعين، وبعد انتهاء الانتخابات وفوز التيار وحلفائه فيها، أخذ القرار في إعادة النظر في هيكلية التيار، حيث قرر الشيخ سعد إنشاء لجنة خماسية، وهذه اللجنة كان هدفها الأول الوصول إلى دراسة كافة الثغرات الموجودة التي كنا نعيشها ووضع حلول لها من ضمن نظام داخلي جديد"، ويتابع "كلجنة انكببنا على متابعة عملنا بسرعة، أكثر من 3 اجتماعات أسبوعياً، بشكل دوري، حيث التقينا كافة الأطر التنظيمية الموجودة في التيار، من قطاعات مركزية إلى الشباب والعمال وغيرهم، والمنسقيات والمحافظات، وقمنا بجولة عليهم، استمعنا إلى آرائهم ونقاشاتهم، كان الهدف إشعار الجميع أن ما نقوم به هو مشاركتهم هذا العمل لكي لا يكون عملا مسقطاً بل هو شراكة بحد ذاتها بين كل تيار المستقبل، هم شركاء بصنع نظامهم الداخلي ووضعه، وهم الأولى بتأمين الرؤية التي تتناسب والمرحلة الجديدة لأنهم الأدرى بمشاكل وأمور منسقياتهم ومنظماتهم ومناطقهم".
خلال عملها استطاعت اللجنة خلق علاقة جديدة بين كل أعضاء التيار، فالكل معنيون بما يصنعون ولذلك الجميع بانتظار ما سيتم انجازه، ويؤكد الحريري أن "اللجنة قطعت نصف الطريق، ووضعنا نظاماً داخلياً ولوائح متكاملة، عبر صيغة ستقدم إلى القيادة في الأيام المقبلة لكي نأخذ الموافقة عليها، بعد ذلك سننطلق من هذه الموافقة لمشاورة الهيئات نفسها التي التقيناها في السابق ونرى إن كان لديها تطلعات أخرى، أو أمور يريدون مناقشتها، أو طلب تعديلها حتى يتم تعميم روح النظام داخل التيار بمشاركة الجميع، وبعد ذلك نصبح جاهزين، ويصير القرار عند قيادة التيار التي تحدد موعد المؤتمر التأسيسي".
في شأن الرؤية التنظيمية، يشدد الحريري على أن "لدينا تياراً ديمقراطياً، وأخذنا كل عناصر الليبرالية ولكن لم نحدد أنفسنا بالتسمية، فبعض المعطيات داخل الليبرالية قد لا نتفق معها، فنحن تيار موجود في العالم العربي، كل العناصر الإيجابية في الليبرالية موضوعة أمامنا ولكن لن نلزم أنفسنا بالتسمية"، ويضيف "أحد أهداف التيار الأساسية المحافظة على المصلحة الوطنية العليا ووضع مصلحة الوطن فوق كل القضايا والمصالح، ولذلك فالتيار ليس له حتى نشيد خاص، فنشيدنا هو النشيد الوطني اللبناني".
يتابع حديثه منبهاً إلى فكرة أن "المصلحة الوطنية تقتضي تثبيت وترشيد فكرة السلم الأهلي والعيش المشترك ومن خلال الوثيقة السياسية والبرنامج الاقتصادي، طرحنا رؤيتنا، نحن تيار عابر للطوائف، يقنع الآخرين بوجهة نظره عبر برنامجه، وكيفية الانتشار بين المواطنين هو ما نفكر فيه ونعمل له، فاليوم لدينا مناصرون من كل لبنان بكل طوائفه ونحن نعمل ليكون لهم مكانهم داخل التيار كما غيرهم". ويلفت إلى "وضع خطط عمل لاستيعاب الجميع من دون استثناء، لكل اللبنانيين كيف يمكنهم الاقتناع بالتيار، وهي أفكار يرونها في حياتهم اليومية، الانتقال من العقيدة الجامدة إلى العقيدة التي تتطور مع الزمن، غير المغلقة وغير الأزلية والتي تعنى بمصالح الناس والمواطنين".
يرى أن عملهم في "التيار" هو "للسير على خطى رفيق الحريري بموضوع العيش المشترك وتقبل الآخر، فالاختلاف السياسي مع الآخر نتقبله وهذه فلسفتنا، يقنعنا أو نقنعه؟ يتم ذلك بالحوار وهذا ما طبقناه على مدى عقود منذ مجيء الرئيس رفيق الحريري، فهو السياسي الوحيد الذي لم يشارك في الحرب الأهلية لا بل أتى على أمل إنهائها وتثبيت السلم الأهلي في البلد والعيش المشترك".
"تيار المستقبل"، هل يبقى كما هو ليعبر عن طروحات الناس وآمالهم ومطالبهم في سبيل بناء دولة حديثة وعصرية، همومهم التي حملها رئيسه ووضعها في البيان الوزاري؟.
اليوم يقوم "التيار" بورشة تنظيمية كبيرة، رغم الظروف الصعبة التي مرت منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، يقف أمام مرحلة قادمة فيها الكثير من الأمل، وكذلك فيها الكثير من الخوف على المستقبل، غيمة سوداء يعيشها مشرقنا العربي، تحتاج إلى بُنى ديموقراطية، قد يكون "تيار المستقبل" بشيبه وتاريخهم وتجاربهم الطويلة، وشبابه الحالمين بالحداثة والتطور أكثر الناس الساعين إلى يوم تشرق فيه الشمس تحت السماء الزرقاء كما علم "التيار".
تنويه بجهود قيادة "التيار"
خلال الحديث مع "المستقبل" توقف أحمد الحريري عند الهم المعيشي للبنانيين في المرحلة المقبلة، وهو الموضوع الذي يعمل عليه الرئيس سعد الحريري من كتابة البيان الوزاري وصولاً إلى نقاشه. وكذلك نقطة أساسية اعتبر أنها أولى بأن يبدأ بها اللقاء، وهو دور قيادة "التيار" وكوادره وأعضائه، حيث لفت إلى أنه "انطلاقاً من معطيات البلد الصعبة عمل أعضاء التيار في تلك المرحلة من قيادة ومنسقين وكوادر وأعضاء ومناصرين في ظل ظروف غير عادية على بناء المؤسسات في تلك المرحلة، وهنا لا يمكن إلا توجيه الشكر الكبير لهم على جهودهم الجبارة في بناء التيار وتسيير أعماله، جهد جبار قام به كثر من المركزية في بيروت إلى كافة المناطق اللبنانية، الذي لولاه لما كان التيار جاهزاً للانطلاق بقوة في هذه المرحلة، قيادات وكوادر وعناصر في ظل الظروف الصعبة التي مرت خلال السنوات الماضية، هذا التيار هو الاستمرارية والعمل، لكل كادر فيه عمله الذي يجب القيام به، وكذلك فمن صنعوا هذا العمل خلال السنوات الماضية، أيضاً مستمرون معنا في صناعة مستقبل لبنان".
وعن كيفية متابعة عمل الحكومة وإيصال الاعتراضات والأفكار البناءة، أكد أن "هذا تيار الناس، فعبر كتلة المستقبل والتيار نبحث عن هموم الناس، ومنذ بداية عمل الحكومة قمنا بعرض المشاكل الحياتية، ودعينا إلى حلها، من الكهرباء إلى أزمة السير وتأمين ظروف العمل للشباب في ظل الأزمة الاقتصادية في العالم، طالبنا بالكثير مما يريده الناس في ظل هذه الظروف، فنحن أولى بهم وبإيصال صوتهم".
أخبار ذات صلة
لقاء تكريمي للمناضل الراحل محمود طرحة ( أبو عباس ) في الذكرى الأولى لرحيله
2025-01-24 04:08 م 59
بن فرحان: ثقتنا كبيرة بالرئيس عون بالشروع بالإصلاحات وتطبيق القرا
2025-01-23 08:18 م 39
ولي العهد السعودي يجري اتصالا هاتفيا بترامب
2025-01-23 06:03 ص 36
أول خلاف بين ماسك وترامب.. لماذا شكك في مشروع الـ500 مليار؟
2025-01-23 06:00 ص 53
وزير الخارجية السعودي في لبنان لأول مرة منذ 15 عاما
2025-01-22 07:58 م 51
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
زواج بلا جنس.. قرار قضائي فرنسي يغضب المحكمة الأوروبية
2025-01-24 09:54 ص
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة