×

صناعة راحة الحلقوم في صيدا تستعيد مجدها في المناسبات الدينية وفصل الشتاء

التصنيف: إقتصاد

2009-12-30  02:40 م  10063

 

سامر زعيتر

الداخل الى أزقة وطرقات صيدا القديمة يستوقفه التاريخ وكأنه تسمر هناك منذ مئات السنين، حيث ما زالت المهن تُحافظ على العادات القديمة التي كانت أسيرة الأسوار، ورغم الإنفتاح العالمي لا يزال الحنين الى الماضي ولكل ما يقدمه باق في صدور أهلها الطيبين..
يتمازجون تلك المعاني مع الزائرين والقاصدين لها من كافة اصقاع الأرض، منهم من يشتري من تراثها، والآخرون يكتفون بالمشاهدة الى مهن ومنتوجات تطور بعضها ليواكب روحية العصر، فيما زال البعض الآخر متشبث بالتقاليد سواء لضيق الحال أو لإصرار على ذلك.
من هناك وتحديداً في حارة اليهود، ذلك المكان الضيق، الذي يتسع بمحبة الناس يقف هاني محمود الخطيب (21 عاماً) ليتابع مهنة الأجداد والأباء ويعطي معنى جميلاً في التمازج بين الشعوب، فهو أبن عائلتي الخطيب والنقوزي، تعرف على مهنة صناعة راحة الحلقوم منذ نعومة أظافهر من والده، الذي بدوره مارسها أكثر من 35 عاماً عند أهل زوجته من آل النقوزي الذين يشتهرون في صيدا بصناعة هذه الحلويات..
"لـوا صيدا والجنوب" زار صيدا القديمة وعاد بهذه الانطباعات عن هذه الصناعة..
تشتهر مدينة صيدا بالعديد من المهن دون سواها، وتتشارك مع المدن اللبنانية في مهن آخرى، وتتوارث الأجيال هذه المهن عن الأباء والأجداد، وتستعيد مجدها اليوم داخل صيدا القديمة، حيث ما زال البعض هناك يعتز بالمكان وإن تغير الزمان، فيما انتشر البعض الآخر الى الامتداد العمراني الحديث لمدينة صيدا ومنها الى مختلف المناطق اللبنانية.
ويشير الخطيب الى أنه "تعلم المهنة من والده الذي عمل بهذه المهنة لما يقارب 35 عاماً، وهو بدأ بها منذ سن الثامنة ولا يزال يُمارسها حتى الآن، وأن هذه المهنة تلقى رواجاً في الشتاء، وكذلك في المواسم الدينية ومنها عاشوراء والمولد النبوي الشريف والموالد التي يقيمها الناس خلال العام، وخصوصاً داخل صيدا القديمة حيث الطلب أكثر بكثير من بقية المناطق الأخرى".
منذ العام 1800
ويؤكد "أن هذه المهنة تحتاج الى خبرة ومعرفة، وهي تراثية بإمتياز، حيث أخذناها عن جد جدي لأمي، فكان نصير النقوزي "أبو سليمان" من أوائل الذين عملوا في هذه المهنة منذ العام 1800، لذلك يشتهر بهذه المنتوجات آل النقوزي، وهناك من يصنعها من آل البساط، لكنهم إشتهروا أكثر بصناعة الحلاوة والطحينة، فكل عائلة كانت تشتهر بمهنة يتوارثها الأبناء عن أجدادهم ويتميزون عن الآخرين في هذه الصناعات، فعلى سبيل المثال لو أراد آل النقوزي أن يصنعوا الطحينة لن يكونوا مميزين كآل البساط، وهكذا كانت تسير الأمور"..
وقال: في صيدا هناك عدة محال لآل النقوزي يُحافظون على هذه الصناعة، وليس نحن فقط الذين نصنع الحلاوة، وهم كلهم أولاد عموم تعلموا المصلحة ونقلت عبر الأجيال، لكننا نصر على العودة للتراث من خلال محلنا في صيدا القديمة، ونحن نقوم بتوزيع هذه الحلويات الى جزين وكافة المناطق الجنوبية، وخصوصاً خلال فصل الشتاء كونها تحتوي على كمية من السكريات، فيكون الطلب عليها أكثر، أما في فصل الصيف فإن ارتفاع درجات الحرارة تجعل الناس تطلب المنتوجات الباردة بشكل أكبر.
وأضاف: أنا أعمل أيضاً في قهوة أبو العبد مقابل قلعة صيدا البحرية بعد انهاء عملي في المحل، وذلك لتأمين مستقبلي، حيث تبقى والدتي فيه، وهذه المهنة يجب الحفاظ عليها من خلال الصدق مع الزبائن ومراعاتهم في الأسعار، حيث نبيع الكلغ بـ 3 آلاف ليرة أو ما يقارب ذلك لأن شعاري البيع بسعر قليل لنبيع كميات كثيرة، وهذه المهنة ممكن أن تلبي الطموحات، لكننا كغيرنا نتعرض للكثير من الصعاب خلال عملنا، ومنها انقطاع التيار الكهربائي الذي إما يضطرنا للتوقف عن العمل أو تركيب اشتراك لمولد يزيد من أعباء وتكاليف عملنا، لأن فاتورة الإشتراك أكبر من الكهرباء.
وختم الخطيب مشيراً الى "أن معدات صناعة الراحة تحتاج الى آلة لطبخ الراحة يوضع فيها الماء والسكر، وبعد أن تغلي نضع النشاء وحامض الليمون، كي تكتمل الطبخة، ومن ثم نقوم ببقية المراحل من التقطيع والتغليف، وهناك آلات خاصة للتقطيع لكن لا نستطيع شراءها، فنفضل القيام بذلك يدوياً كما كان يتم الأمر في الماضي، كما أننا أضفنا على الصلحة آلة لغزل البنات يعمل عليها أحد أقاربنا وذلك كي نلبي طلبات الزبائن

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا