×

من الزهراني وشرق صيدا الى جزين وإقليم التفاح

التصنيف: إقتصاد

2012-10-29  08:49 ص  1728

 

 رأفت نعيم

لا زال قطاف الزيتون في العديد من بلدات وقرى الزهراني واقليم التفاح وجزين يحافظ على قيمته العائلية والاجتماعية فتجتمع الأسرة الواحدة في قطاف الموسم، وتبادل اطراف الحديث وتناول الطعام تحت ظلال هذه الشجرة المباركة.. تراث شعبي متناقل من جيل الى جيل وان خف وهجه عاما بعد عام بفعل تراكم هموم وشجون الحياة واعبائها على المواطن الا أنه يبقى بالحد الأدنى صلة وصل للبناني بتراثه وارضه.
العديد من العائلات في هذه المنطقة امضت عطلة الأضحى في قطاف موسم الزيتون بعدما سرعت شتوة العيد من وتيرة القطاف، ذلك ان معظم مزارعي المنطقة انتظروا امطار تشرين لتجعل حبيبات الزيتون اكثر اكتنازاً وتزيدها حجما وتغنيها زيتا، بينما كان موسم القطاف في الزهراني قد بلغ مراحله الأخيرة كونه بدأ على الساحل قبله في المناطق الجبلية. 
الزهراني وشرق صيدا
إبريق شاي وركوة قهوة وزوادة تفيض بخير الأرض، رفيقة المزارعين في ساعات القطاف التي تمتد من بزوغ الفجر حتى الظهر.
حيثما تجولت في كروم الزيتون في الزهراني وشرق صيدا، تطالعك اصوات وتمتمات القاطفين من حولك، يرافقها احيانا صوت مذياع يبث اغنية او نشرة اخبار، ويشدك بين الحين والآخر مشهد مزارع "متعمشق" على شجرة حاضنا لأحد اغصانها وهو يقطف حبيبات الزيتون بينما افراد عائلته صغارا وكبارا يتوزعون اطراف الشجرة والحديث، او يتلقفون تحتها الحبيبات الماطرة من اعلى قمة فيها تحت وقع ضربات قضيب. 
مساحات واسعة من اراضي المنطقة تغطيها اشجار الزيتون التي تعطي نحو ثلث انتاج الجنوب ككل من الزيت، لا تزال تشكل مصدر عيش اساسي لمئات العائلات سواء تلك التي تمتلك هذه الكروم او التي تضمنها او حتى التي تعمل في القطاف بالأجرة. 
متكئا على اعوامه الثمانين، يصر عيسى سمعان على تسلق شجرة الزيتون لقطاف الموسم في درب السيم حيث مازال معظم المزارعين يعتمدون على الطريقة التقليدية في القطاف باليد او باستعمال القضيب لهز الشجرة، ويقول سمعان: شجرة الزيتون بركة العائلة، وقطافها كما قطاف نتاج العمل الطيب، وهذا ما تربينا عليه وربينا عليه اولادنا، بأن يتعلقوا بأرضهم ويتعلموا من شجرة الزيتون التجذر في الأرض والشموخ والهامة المرفوعة والعطاء من دون حساب، منتقدا " من يقومون باقتلاع اشجار الزيتون المعمرة من مكانها ونقلها الى حدائق القصور والفلل لزرعها هناك للتباهي بها "، واصفا هؤلاء كمن يقتلع انسانا من ارضه.
وتعمل مهى نجم على مقربة منه في تنقية حبات الزيتون المقطوفة للتو من الأوراق والشوائب وتقول: عندنا ثلاثة انواع من اشجار الزيتون، البلدي وهو من اجود والذ انواع الزيتون والاسود او المائل الى الحمرة و(الطلياني) الذي ادخل الرومان زراعته الى بلادنا قديما. ونقسم الزيتون الى ثلاثة فئات اثناء عملية الفرز، الحبة الكبيرة الناضجة للمونة والفئة الثانية لإستخراج الزيت وماتبقى من زيتون نقوم بصناعة الصابون البلدي منه.
وفي بلدتي طنبوريت والمعمرية ينتظر الأهالي عطلة نهاية الأسبوع وعطلة العيد لينتشروا في كروم الزيتون لقطاف الموسم الذي اضطر بعضهم هذا العام بسبب وفرة الانتاج لأن يستعينوا بعمال بالأجرة على أمل ان يعوض الموسم هذا العام كساد موسمي العامين الماضيين.
اقليم التفاح
واذا كان لسان حال المزارعين في اقليم التفاح يوحي بكثير من الرضى على حمل الزيتون لهذا الموسم مقارنة مع الموسمين الماضيين، الا ان حساب حقلهم لم يوافق حساب بيدرهم - يقول علي نصار ( كفرحتى )- "فالانتاج هذه السنة ككمية زيتون جيد وهي سنة حمل، لكن كإنتاج زيت ليست كما كان يأمل المزارعون، ففي السابق كان 60 كيلو غرام من الزيتون يعصر صفيحة زيت، بينما اليوم تحتاج صفيحة الزيت الى عصر بين 80 و90 كيلو غراماً من الزيتون، وهذا عائد للجفاف الذي اصاب الأراضي الزراعية خلال الصيف ولتراجع الاعتناء بشجرة الزيتون وتسميدها وتشحيلها، الانتاج يختلف بحسب طبيعة الأرض التي يزرع فيها الزيتون، فزيتون البعل اكثر انتاجا للزيت من زيتون الري، ونوعية الزيتون ايضا تؤثر على الانتاج، فالزيتون الأخضر يتمتع اكثر بحدة زيته وهو افضل للتخزين والمونة، لكن بالاجمال هذه السنة الموسم افضل منه في السنة الماضية". 
ويضيف: "ابرز ما يواجه موسم الزيتون من مشاكل هو مرض عين الطاووس الذي يتسبب في تساقط اوراق الزيتون قبل اوانها وهذا يضر بحبات الزيتون، لكن وزارة الزراعة امدت البلديات التي تواجه هذه المشكلة بأدوية لمكافحة هذا المرض، وعلى صعيد تصريف الانتاج، فالتصريف الى الخارج متوقف نهائيا، وهناك صعوبة في التصريف محليا بسبب منافسة الزيت الأجنبي بأسعار اقل، علما ان السعر الذي تباع به صفيحة الزيت الوطني لا يوازي تعب وعرق المزارع، فكلفة صفيحة الزيت لا تقل عن 75 دولارا أميركيا، والسعر الذي تباع به يتراوح بين 130 و150 ألف ليرة لبنانية، وتتضمن الكلفة بالاضافة الى العناية بالأرض والشجرة وتأمين السماد، كلفة اليد العاملة الأجيرة، التي لا تقل عن 35 الف ليرة للعامل في اليوم الواحد.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا