تحت سماء غطتها الألعاب النارية القرمزية والزرقاء، احتفل أكثر من مليون ونصف مليون شخص في سيدني بقدوم سنة 2010 اذ كانت أوستراليا، كما هي العادة، أول مستقبلي السنة الجديدة، في مستهل عقد جديد بدأ بهواجس أمنية في نيويورك وجزيرة بالي الأندونيسية، بعد إحباط مخطط لتفجير طائرة في يوم عيد الميلاد قبل أسبوع.
إذاً، ودع العالم عقداً شهد حروباً وهجمات ارهابية وكوارث طبيعية وأزمات مالية وصحية، وسنة صعبة في أكثر من مجال.
وفي سيدني، المدينة الكبرى الأولى تستقبل السنة الجديدة، احتشد أكثر من مليون شخص قرب المرفأ لحضور عرض ضخم استخدم فيه 4500 كيلوغرام من الالعاب النارية فوق الجسر الشهير. وحض وزير الشرطة مايكل ديلي المواطنين على عدم الافراط في تناول الكحول. وقال: "إذا كنتم تتناولون الكحول خلال القيادة، او تتصرفون بشكل اعتباطي في القطارات او الباصات، فإن الشرطة ستكون هناك للتأكد من انها ستوقفكم".
وفي باريس، شهد برج ايفل عروضا ضوئية، وتركزت الاحتفالات في بريطانيا قرب دولاب لندن الشهير عبر نهر التيمز، ودقت ساعة بيغ بن الشهيرة منتصف الليل معلنة بدء السنة الجديدة.
وتدفق اكثر من مليون شخص في برلين الى بوابة براندنبورغ، رمز الوحدة الالمانية. وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أوقات اقتصادية صعبة في ما سمته "سنة حاسمة" يحدد طريقة خروج البلاد من الأزمة المالية العالمية. وأكدت أن "الحكومة ستقوم بكل شيء لتحقيق النمو وضمان الوظائف".
وحضر نصف مليون شخص الى مرفأ هونغ كونغ لمشاهدة عرض الالعاب النارية الذي أطلق من سطوح عشر ناطحات للسحاب. وتمنى الرئيس الصيني هو جين تاو سنة جديدة سعيدة لمواطنيه. وفي شانغهاي، دفع أشخاص 518 يوان لقرع جرس في معبد لونغوا منتصف الليل أملاً في الحصول على حظ سعيد.
وحظر في تايلاند إطلاق الالعاب النارية بعد الحريق الذي شب في ملهى ليلي في بانكوك قبل سنة وأدى الى مقتل 65 شخصاً.
وأقيمت حلقات رقص وغناء في الشوارع الرئيسية في مدن نيوزيلندا. وأصيب العشرات في الفيليبين في حوادث ناجمة عن إطلاق الألعاب النارية. ونشرت الشرطة ألفي رجل في ساحة تقسيم في اسطنبول.
ولم تكن الإجراءات الأمنية مشددة في ولاية جامو وكشمير الهندية ذات الغالبية المسلمة نظرا الى تراجع الهجمات، وتمكن سكان من الاحتفال بهدوء. وشهدت ولاية غوا الهندية تدفقا كبيرا للسياح المحليين والاجانب بعد رفع الحظر عن الحفلات الصاخبة التي تنظم على شواطئها الذي فرض بعد هجمات بومباي العام الماضي.

                   
 

وفي ساحة "تايمس سكوير" في وسط مانهاتن بنيويورك، ألقي سيل من قصاصات الورق الملونة في لحظة حلول السنة الجديدة. وإذ احتشد كثيرون لمشاهدة كرة الكريستال التقليدية التي تعلن العد العكسي لنهاية سنة وبداية أخرى تولى افراد من الشرطة باللباس المدني مراقبتهم ونصبت كاميرات مراقبة ومعدات لرصد المواد المشعة والبيولوجية. ولم يسمح بحمل حقائب الظهر او الكحول في الساحة. وأقفلت الشوارع المؤدية إلى الساحة بحواجز حديدية وسيارات للشرطة، وكذلك بعض محطات قطار المترو، وجاب رجال الشرطة ببنادقهم الشوارع، إلى شرطيين في ملابس مدنية.
وقال مسؤول الشرطة في المدينة ريموند كيلي: "ستنشر كل الامكانات، ونحن نفترض ان نيويورك ستكون الهدف الأول لأي هجوم إرهابي محتمل في اميركا".
وأخليت الساحة فترة قصيرة الاربعاء بعدما اكتشفت الشرطة سيارة مشبوهة. وأوضح ناطق باسم الشرطة ان الانذار الخاطئ تسبب به شخص "أوقف سيارته في المكان الخاطئ وفي التوقيت الخاطئ من السنة".
وفي مشاهد بثها عدد من شبكات التلفزيون، بدت الساحة في قلب مانهاتن خالية تماما، وهذا أمر نادر في هذه الساحة المكتظة على الدوام.

 

ووضعت اندونيسيا في حال تأهب قصوى بعد الهجمات الانتحارية في تموز حيث نشرت افراداً من الشرطة لحماية الكنائس والمراكز التجارية.
وكان بيان صادر عن السفارة الاميركية في جاكرتا نقل عن مادي مانكو باستيكا، حاكم منتجع بالي الأندونيسي، أن الجزيرة بالي تواجه خطر التعرض لهجوم ليلة رأس السنة، غير أن مكتب الحاكم نفى أدلاءه بمثل هذا التصريح. كذلك نفى الناطق باسم الشرطة جدي سوجيانيار علمه بوجود تهديد، قائلاً ان "كل الامور تسير على ما يرام. ولكن نستعد ليكون الأمن مستتباً الى اقصى درجة ممكنة في ليلة رأس السنة". وأضاف ان الشرطة ستقفل بعض الشوارع نظراً إلى ارتفاع عدد السياح.
والاجراءات الامنية مشددة اساسا في افغانستان وباكستان بعد سنة من الهجمات الدامية في البلدين. وبالنسبة إلى القوات الدولية في افغانستان، فإن الوضع ظل على حاله ليلة رأس السنة مع القيام بالمهمات المعتادة.