قام وزيرا السياحة فادي عبود والثقافة سليم وردة بزيارة الى مدينة صيدا بدعوة من نائب المدينة رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية بهية الحريري حيث اطلعا على المشاريع التراثية والسياحية التي تقوم بها مؤسسة الحريري ولا سيما مشروع ترميم كنيسة الروم الكاثوليك القديمة لتحويلها الى متحف للأيقونات وذلك بتمويل من الرئيس سعد الحريري . هذا الى جانب المشاريع التي تنفذها مؤسسات "عودة ودبانة وزيدان " في المدينة القديمة وتلك التي تنفذها الدولة عبر وزاراتها ومؤسساتها المختلفة، ونتائج أعمال التنقيب في حفرية الفرير الأثرية من قبل فريق المتحف البريطاني  .

ونظمت الحريري لهذه الغاية لقاء مع الوزيرين عبود ووردة في خان الافرنج في المدينة شارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة، وحضره: راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد، مدير عام السياحة ندى السردوك، نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري، القنصل رفلة دبانة، رئيس اتحاد غرف التجارة اللبنانية رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد الزعتري، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، ممثل رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر مدير المشاريع في المجلس المهندس حسان دغيلي ، رئيسة بعثة المتحف البريطاني للتنقيب على آثار حفرية الفرير في صيدا الدكتورة كلود ضومط سرحال، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب المهندس يوسف النقيب، رئيسة منطقة الجنوب التربوية جمال بغدادي، رئيسا بلدية صيدا السابق المهندس هلال قبرصلي والأسبق المهندس أحمد كلش وعدد من رؤساء البلديات ورؤساء وممثلي عدد من المؤسسات والهيئات الأهلية والثقافية والاجتماعية في المدينة .

 

 

*استهلت الحريري اللقاء بكلمة ترحيبية بالوزيرين عبود ووردة بإسم مدينة صيدا ، فقالت: كل عام وأنتم بخير لأننا بدأنا سنة جديدة وحكومة جديدة وبثقة غير مسبوقة بتاريخ لبنان، لذلك أردنا في هذه المدينة ان تكون باكورة انطلاقة ورشة كبيرة ان شاء الله تمتد على الأرض اللبنانية كلها وتبدأ من صيدا . لماذا من صيدا؟.. لأن صيدا بدأت ورشتها بأيدي أولادها منذ حوالي 30 سنة من العام 1979 والعام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي وعلى اثر التهديم الكامل للمدينة كانت هناك هذه الهمة الكبيرة ، وكلكم تعرفون أن هذه الهمة كان يمثلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ابن هذه المدينة الذي حملها في قلبه حتى استشهاده . وان عنواننا اليوم هو تطور العمل في كنيسة الروم الكاثوليك في هذه المدينة القديمة التي تثبت عنوان العيش المشترك لأنها مدينة التسامح والعيش الواحد. ولا بد من جولة سريعة مع الشركاء معنا في المدينة على عدد من المشاريع.. ففي صيدا هناك مبادرات فردية أنتجت معالم منجزة سنطلع عليها الآن. هذه المبادرات قامت بها مؤسسات احبت المدينة واحب أصحابها ان يتركوا اثرا طيبا فيها لأن فيها جذورهم . ومن هذه المؤسسات: مؤسسة الحريري ومؤسسة عودة ومؤسسة دبانة ومؤسسة زيدان وهناك مؤسسات أخرى ساهمت في احياء المدينة مثل جمعية المقاصد ودائرة الأوقاف .. لكن قصدنا المؤسسات التي تعمل حاليا وترمم. ومؤخرا جاء مشروع الارث الثقافي عبر مجلس الانماء والاعمار والبنك الدولي. ورافقه حفرية قام بها المتحف البريطاني وبالتعاون مع المديرية العامة للآثار في منطقة الفرير.. وبدأ التحضير للمتحف الذي ينتج تأريخنا للمدينة كأقدم مدينة في العالم .فنحن عندما طلبنا المتحف لم نطلبه لأنه ينقصنا متحف بل لأنه يلزمنا متحفا . وهذا المتحف يتولى الصندوق العربي تمويله ، وتم اطلاق مباراة دولية سنتابعها ومع بداية السنة سنرى على من رسا الموضوع وسنواكب كمدينة ما هي الأمور التي نريدها داخل المتحف .

واضافت الحريري: ان كل واحدة من هذه المؤسسات تمثل قصة نجاح . لقد جعلنا ابن المدينة يشعر أنه سيستفيد من التراث في التنمية وهذا يترجمه عنوان مشروع الإرث الثقافي في تطوير الحياة في المدينة. ونحن نعتبر أن المبادرات الفردية من دون القطاع الرسمي لا يمكن أن تعطي تنمية مستدامة ، ولذلك فاننا سنكمل العمل في هذا الاطار تحت مظلة الدولة ممثلة بوزارتي السياحة والثقافة . وهذه نعتبرها حيويات أما النهوض فله مستلزمات ثانية منها التشبيك مع كل هذه المبادرات ومع المنظمات الدولية والرسمية . مؤسساتنا تقوم بعملها، وبالشراكة مع البلدية ، لكن عملنا وحده لا يكفي ، فنأمل أن تكون عينكم على صيدا كحكومة انطلقت من جديد ونحن واياكم سنعمل لنرى كيف ننهض بالمدينة سياحيا وتراثيا واقتصاديا واجتماعيا ، وكيف نطلق المؤتمر التنموي الأول للنهوض بصيدا

 

 

*ثم عرض المهندس الإستشاري المشرف على مشاريع مؤسسة الحريري عبد الواحد شهاب لأعمال الترميم واعادة البناء التي قامت بها المؤسسة منذ العام 1979 وبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان والدمار الذي خلفه في المدينة ، وصولا الى مشاريع المؤسسة التراثية التي نفذت وتلك التي ستنفذ والممولة من الرئيس سعد الحريري .تطور العمل في الكنيسة

*بعد ذلك تحدث ممثل مجلس الانماء والاعمار المهندس حسان دغيلي عارضا لمشروع الارث الثقافي والتنمية المدينية الذي ينفذه المجلس في صيدا القديمة بتمويل من البنك الدولي ، وماذا تحقق واين اصبح العمل .

*وشرحت رئيسة بعثة المتحف البريطاني الدكتورة كلود سرحال لما كشفته أعمال التنقيب في حفرية الفرير مشددة على أهمية اقامة متحف في صيدا ليس فقط وطنيا وانما أيضا عالميا .

*وتحدثت مديرة مؤسسة عودة كارول عازار بإسم رئيس المؤسسة ريمون عودة فتناولت ما أنجزته المؤسسة على صعيد التراث في صيدا القديمة من أعمال ترميم لبيت عودة وتحويلها الى مؤسسة واحياء متحف الصابون وترميم بعض الأماكن .ورأت أن الأهم من الترميم هو الصيانة للحفاظ على التراث .

*وعن بيت العائلة " قصر دبانة " تحدث القنصل رفلة دبانة فقال : لم يكن لدينا خيار ترك بيتنا بل كان واجب أن نحافظ عليه كتراث للبلد، عارضا لظروف ترميم هذا البيت ا ومراحله والصعوبات التي واجهته . وأعلن عن مشروع لتحويله الى متحف عثماني ..

*وتحدث المهندس خضر بديع بإسم جمعية محمد زيدان للإنماء ممتناولا أعمال الترميم التي تقوم بها هذه الجمعية  في المدينة القديمة بالتعاون مع بلدية صيدا .

*بعد ذلك كان شرح من المهندس آغوب سولاحيان وعقيلته الفنانة لينا كيليكيان لمشروع تحويل كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك القديمة في صيدا الى متحف للأيقونات البيزنطية . وهو مشروع ممول من الرئيس سعد الحريري وتقوم بتنفيذه مؤسسة الحريري بالتعاون مع مطرانية صيدا ، وعرضت كيليكيان نماذج من الأيقونات اليت ستعرض في المتحف .وشددت المداخلات على أهمية تسويق صيدا سياحيا نظرا لما تختزنه من امكانيات ومقومات تراثية وسياحية .

 

*ثم تحدث وزير السياحة فادي عبود فاعتبر أن العام 2009 يعتبر أهم سنة سياحية في تاريخ لبنان واعلن أن عدد السواح الذين وفدوا الى لبنان هذا العام بلغ نحو مليوني سائح . ( مليون و713 ألف سائح حتى شهر تشرين الثاني). وأن مدخول لبنان من السياحة سنويا يقدر بين 6 و 7 مليار دولار معتبرا أن السياحة هي بترول لبنان .وقال: التحدي الذي اخذناها على عاتقنا في الوزارة هو تأمين سياحة مستدامة 365 نهارا في السنة ، وسياحة كل المناطق . فإذا اخذنا حجوزات رأس السنة نرى أنها بنسبة 100% في العاصمة بينما  20% بالمناطق المحيطة بالعاصمة وشبه معدمة في المناطق البعيدة. هذا التحدي الأهم للوزارة ، والمهم هو التسويق والاعلام ، ولبنان قادر على استقطاب سواح الدخل المتوسط من العالم العربي والغرب ولا سيما لاساحة الدينية والطبيعية . وعن خطة وزارة السياحة لهذا العام قال : هذه السنة نحن سنطلب عشرة مليارات ليرة لبنانية لننظم حملة ترويج سياحية للبنان ، وسنعمد الى تكوين خلية داخل الوزارة ونعمل من خلال الشبكة الالكترونية على استقطاب السواح، لدينا الكثير من المناطق التي هي مناطق بحاجة لسياحة وخاصة منطقة الجنوب التي يجب أن نعمل لها بكل ما أوتينا من قوة .. واذا كانت السياحة الثقافية والتراثية والبيئية والدينية والطبيعية الخارجية والداخلية كلها مهمة .. لكن الأهم الترويج الاعلامي والاعلاني لها . ونحن نعمل على انشاء مكتب أو لجنة في كل بلد في الخارج فيه لبنانيون لتساعدنا على اطلاق لبنان والترويج له سياحيا .

*ثم تحدث الوزير سليم وردة فقال : يسرني أن اكون معكم وانا فخور جدا وقلبي كبير مما رأيته من عمل المجتمع المدني ومساهمته في تنمية صيدا وهذا يجب أن نعممه على كل لبنان . وان وزارة الثقافة تساهم من خلال عدة مشاريع عبر مديرية الأثار والمديرية العامة للثقافة سواء في موضوع المتحف أو المكتبات ونحن مستمرون ويدنا ممدودة وان شاء الله تكون هناك جدولة للأفكار ونستمر للعمل لمصلحة صيدا ولبنان .

 

*وتحدث الرئيس السنيورة فقال: جميل جدا ان نلتقي مع اول ايام السنة في هذا المكان وبالتالي لنتباحث في امور تتعلق بمدينة صيدا وبالجنوب عامة. وان كل جهد يتم ان كان في هذه المدينة او في اي مدينة اخرى يشكل جدوى ايجابية بالنسبة لكثير من المدن الأخرى لتقفي نفس الطريق . وبالتالي هذا الامر،  يميز لبنان بوجود هذا التنوع الذي يخلق ايضا هذه المنافسة الايجابية التي يمكن ان يستفيد منها الجميع . وان كل انجاز ممكن ان تحققه مدينة صيدا حتما سينعكس ايجابا في مناطق اخرى .

واضاف : ان هذه الجلسة تؤكد أهمية التعاون ما بين المدينة وما بين الدولة . وان أحد اهم القضايا الأساسية التي انطلقنا منها دائما ومؤخرا حتى في مخاطبتنا للناس هو عودة الدولة الى لبنان وبالتالي عودتها الى صيدا . ان لذلك اهمية كبرى . وان تبني الدولة للمسائل والقضايا التي تعاني منها المدينة امر في غاية الاهمية . والأمر الآخر المهم أيضا هو التعاون ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، الدولة من جهة عليها مسؤوليات والقطاع الاهلي عليه مسؤوليات ، وبالتالي شهدنا اليوم نماذج حية على هذا التعاون الذي يبديه القطاع الخاص من خلال المؤسسات الموجودةوالتي استمعنا اليها.. هذا التعاون ما بين القطاع الخاص والقطاع العام وايضا القطاع الاهلي هو الذي نتوخى ان يشكل حافزا لآخرين يمكن أن يروا ان هناك امكانية لأن يعطوا هذه المدينة .

وتابع : كان همنا الأساسي هو استنهاض المدينة وقدراتها،  هذه المدينة التي يعود تاريخها وفق ما تم الكشف عليه في بقعة صغيرة منها الى اربعة الاف سنة قبل الميلاد وهي حتى الان من اقدم المدن في لبنان ، اذاً نحن لدينا كنز طبيعي وأثري علينا أن نرى كيف يمكن أن تستفيد منها المدينة . كانت هناك محاولات عديدة ومبادرات فردية ، والآن هناك مشروع  لإنشاء المتحف من خلال الصندوق الكويتي والصندوق العربي للانماء ، هذا الامر سيؤدي الى ان ينجز المتحف في سنة 2013 . ومن الأمور التي عملت عليها الحكومتان السابقتان كيف نستعيد الجوانب الثقافية والحضارية في لبنان والتي تشكل جاذبا للنشاط الاقتصادي ولإيجاد فرص عمل جديدة وبشكل تكون هذه الاثار الكبيرة جاذبة للحركة الاقتصادية وللسياحة الداخلية والخارجية وامكانية أن تساهم في ايجاد فرص عمل للناس وتحسين مستويات العيش بذلك نكون نستثمر في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ومن ثم الاستقرار السياسي . همنا أن تعود صيدا مقصدا وليس معبورا ، أن تكون مقصدا للناس من خلال استقطابها للانشطة الاقتصادية والسياحية ، وبالتالي علينا أن نرى كيف يمكن أن تسهم الوزارات في ذلك ان كان بالدعم أو بالترويج والاعلام والأنشطة .ان كان وزارة السياحة او وزارة الثقافة او باقي الوزارات كيف تسهم في هذا العمل لأنه بالنهاية كل عمل جديد ايجابي في صيدا سيعكس نفسه في كل مكان في لبنان والكل سيستفيد منه .

بعد ذلك قام الوزيران عبود ووردة برفقة الحريري والسنيورة والمطران حداد والحضور بجولة على عدد من المعالم التراثية والثرية في المدينة القديمة متنقلين داخل أسواقها التراثية ، وكانت لهم محطات في الجولة في سوق النجارين الذي رممته مؤسسة زيدان وكنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس وقصر دبانة ودار آل حمود ، قبل أن يتوقفوا مطولا في كنيسة مار نقولا التي يجري ترميمها بتمويل من الرئيس سعد الحريري لتحويلها الى متحف للأيقونات .

واختتمت الجولة في متحف الصابون ومؤسسة عودة الثقافية ووبتفقد حفرية الفرير الأثرية في صيدا القديمة . بعد ذلك أولمت الحريري على شرف الوزيرين عبود ووردة في دارة العائلة في مجدليون بحضور حشد من فاعليات المدينة ومنطقتها وهيئات اقتصادية وثقافية وأهلية .