وجّه القضاء الدانماركي تهمتين بمحاولة القتل الى الصومالي الذي دخل مساء الجمعة منزل كورت وسترغارد صاحب احدى الصور الكاريكاتورية المثيرة للجدل حول النبي محمد.
وقال ناطق باسم المحكمة في آرهوس بغرب الدانمارك: "لقد اتهم بمحاولتي قتل" الرسام وضابط في الشرطة.
ونفى الرجل الذي لم تكشف هويته الوقائع قبل ان يقرر القاضي اقفال ابواب قاعة المحكمة امام وسائل الاعلام بناء على طلب وزارة العدل. واودع قيد التوقيف الاحترازي لمدة اربعة اسابيع على الاقل، اول 14 يوما منها في الانفراد.
وبحسب اجهزة استخبارات الشرطة الدانماركية، فان الرجل مقرب من حركة "الشباب المجاهدين" الاسلامية الصومالية المتشددة ومن قادة تنظيم "القاعدة" في شرق افريقيا. وهو مقيم في جزيرة سيلاند التي تقع فيها العاصمة كوبنهاغن.  وقال جهاز الامن والمخابرات الدانمركي "بي إي تي": "نعتقد أن محاولة اغتيال كورت وسترغارد لها علاقة بالإرهاب".
  والمهاجم البالغ من العمر 28 سنة، اصيب برصاصتين اطلقتهما الشرطة عليه مساء الجمعة بعدما دخل منزل وسترغارد مسلحاً بفأس وسكين. ونقل على حمالة الى محكمة آرهوس ليوجّه اليه القاضي التهمة رسميا.
وغطي الشاب بملاءة بيضاء من المستشفى حيث خضع لجراحة بسبب جروحه ليلا. وكانت الضمادات تلف ذراعه، واحدى رجليه مربوطة. كما غطي وجهه بمنشفة لكي لا يتم التعرف عليه، بحسب وسائل الاعلام الدانماركية.
لكن بعض الاوصاف التي اوردتها الصحافة تشير الى انه ملتح وحليق الرأس.
وكان وسترغارد الذي هدد بالقتل مرات عدة منذ نشر صحيفة دانماركية رسمه الذي يمثل النبي محمد وهو يعتمر عمامة بشكل قنبلة قبل اربع سنوات، موجودا في منزله في آرهوس مع حفيدته البالغة  خمس سنوات عندما دخله الصومالي.
وروى وسترغارد لوكالة الانباء الدانماركية "ريتزاو" وهو في غاية التأثر: "لجأت الى غرفتنا المحصنة امنيا واخطرت منها الشرطة فيما كان يحاول (الصومالي) اقتحام الباب لكنه لم يتمكن من ذلك". واضاف الرسام الذي وضع تحت حماية الشرطة منذ 2006، اي منذ العاصفة التي تسببت بها الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية في العالم الاسلامي "انه تلفظ بشتائم لم اعد اذكرها لكنها كانت كلمات نابية. وكان يتحدث بدانماركية غير متقنة وتوعد في النهاية بأنه سيعود".
وابدى المحقق المكلف القضية جاكوب بولو مولر "ارتياحه العميق" الى توقيف الشاب الصومالي وتوجيه التهم اليه. وقال: "كنت ساصاب بصدمة لو لم يجر توقيفه على ذمة التحقيق". واضاف ان "الرجل لا يريد ان يتكلم ابدا" بناء على نصيحة محاميه.
وقال محامي المتهم ن. شتراوس: "ليس لدينا الكثير من المعلومات. علي ان ادرس القضية معه".
ونددت كل الجهات السياسية الدانماركية بالحادث، كما "استنكره بشدة" اتحاد المسلمين الدانماركيين.
من جهة اخرى، رحب متمردو حركة "الشباب المجاهدين" الاسلامية المتشددة في الصومال بمحاولة قتل الرسام الدانماركي. وقال الناطق باسمها الشيخ علي محمود راجي في مؤتمر صحافي في مقديشو: "نرحب بهذه العملية التي حاول فيها شاب صومالي مسلم مهاجمة الشيطان الذي اهان النبي محمد". لكنه نفى أي علاقة للحركة بالمهاجم.
وعام 2006 أوقف رجلان لتخطيطهما قتل وسترغارد الذي تلقى ايضا منذ اربع سنوات تهديدات كثيرة مما استدعى وضعه تحت حماية الشرطة.
ونشرت الرسوم الكاريكاتورية الاثنتا عشرة المثيرة للجدل عن النبي محمد للمرة الاولى في ايلول 2005 في صحيفة "يلاندز بوستن" الدانماركية، واعتبرها العديد من المسلمين مهينة واثارت الاستنكار والتنديد كما تسببت بموجة من التظاهرات العنيفة ضد الدانمارك خصوصا في العالم الاسلامي في كانون الثاني وشباط 2006. وعام 2008 قال زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن ان اوروبا ستعاقب على هذه الرسوم.
 وتشكل الجالية المسلمة في الدانمارك نحو ثلاثة في المئة من السكان البالغ عددهم 5.5 ملايين نسمة.