×

المشهد المصري بعد قرارات الرئيس مرسي

التصنيف: المرأة

2012-11-24  07:50 م  594

 

 الشيخ د. جمال الدين شبيب*

من يقرأ المشهد المصري اليوم بعد القرارات الثورية التي اتخذها الرئيس محمد مرسي بإعادة محاكمة مبارك وزمرته ومجرمي موقعة الجمل ولا ننسى معركة الدستور التي أجج نارها جماعة الليبراليين والعلمانيين وفلول اليسار والناصرية في مصر ومن وراءهم ممن يحاربون الشريعة الإسلامية (ويبغونها عوجًا) ويهتفون مع بعضهم بعضًا (أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد) وكأنهم يصرخون في كل الفضائيات الماكرة الحاقدة  ضد الدستور الوليد في الجمعية التأسيسية، كصراخ قوم سيدنا إبراهيم بعد أن استبان لهم الحق في حقيقة آلهتهم، إلا أن عنادهم جعلهم يقولون (حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين).
في هذا المشهد أتذكر موقف حيي بن أخطب بعد هزيمة اليهود في غزوة بني قريظة، لما جيء بحيي بن أخطب بين يدي رسول الله، ووقع بصره عليه، قال: أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يغالب الله يُغلَب، ثم قال: يا أيها الناس، لا بأس قدر الله، وملحمة كتبت على بني إسرائيل، ثم حبس، فضربت عنقه.
 وهذه بشارة لنا الآن بأن الله غالب على أمره شاء من شاء وأبى من أبى..سيُقر الدستور وسيثبت المصريون أقدام ثورتهم وستكةن الشريعة الإسلامية المصدر الأساس للتشريع.. والتدافع سنة الله ..
هذه سنة الله في خلقه.. سنة التدافع بين الحق والباطل (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) (البقرة)، ولا بد أن نوقن أن الباطل منهزم وزاهق وإلى زوال (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) (الأنبياء).
ونحن على يقين من أن من يغالب شريعة الله يُغلَب،  من أجل ذلك نتمسك بالشريعة وتطبيق الشريعة ونبارك للرئيس مرسي خطواته لتثبيت أقدامه لأننا على يقين من أن الشريعة جاءت لحفظ مقاصد خمسة (الدين والنفس والعقل والنسل والمال).
وهي في حقيقتها أهم راعٍ الحقوق الإنسان ومصالحه في هذه الحياة عبر العصور والأزمنة، فمثلاً نذكر حفظ الدين حتى يعلم من يحاربون الشريعة الآثار المترتبة على الحياة بدون الدين، فنقول لهم: لما كان الدين المقوِّم الأعظم الذي يهيمن على مجالات الحياة الإنسانية كان من الطبيعي أن تسعى شرائع الإسلام إلى حفظه؛ باعتباره حقًّا للإنسان، بل هو أغلى الحقوق وأهمها، وذلك بتشريع كل ما يساعد على حفظه والنهي عن كل ما يضر به ويضعفه أو يقضي عليه.
فقد حث القرآن على عبادات كثيرة تثبِّت الإيمان وتحرسه في صدور المؤمنين، بعضها ذهني فكري كالتفكر والتدبر في خلق الله للاستدلال على عظمة الخالق، وبعضها ذهني بدني كالصلاة، أو بدني كالصيام، أو مالي كالزكاة والصدقة، أو ذهني مالي بدني كالحج.
كما أوجب الله على المجتمع والدولة حماية الدين وتسهيل سبل التدين والتشجيع عليه، وكذلك فإن من الواجب عليها الذود عنه ومنع سبل الغواية والإغراء بالفسق والعصيان والكفر، بالأخذ على يد المضلين المفسدين.
من التزم بشريعة الله أكرمه الله بالسعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ومن تنكَّبها شقي في الدنيا بمقدار ما أعرض عن هدي الله وناموسه العادل والكامل، فقال الله تعالى: (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكًا* ونحشره يوم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى﴾ (طه: 123- 126).
إن الهلاك والشقاء وتسلط الحكام الجائرين كان بسبب الانحراف عن منهج الله والبعد عنه، وإن عاقبة ترك آيات الله وشرعه موجب للشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة، وعندئذ نقول: حقًّا من يغالب الله يُغلَب ويهزم ويشقى (فماذا بعد الحق إلا الضلال؟) (يونس).
 وهذا زعيم اليهود حيي بن أخطب ظل رافعًا لراية الحرب ضد رسول الله وشريعة الإسلام حتى آخر لحظة من عمره فكانت عاقبته الخسران والخيبة، وقال كلمته الشهيرة التي نذكِّر بها العلمانيين والليبراليين واليساريين ومعسكر من يحارب الشريعة الإسلامية: "ومن يغالب الله يُغلَب".
·        رئيس الهيئة الإسلامية للإعلام

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا