×

الصيداوي الفنّان ... أبو طلال !

التصنيف: المرأة

2012-12-03  02:15 م  1364

 

 ... لم يكن يوماً وسام سعد متنكراً لمجتمعه ومحل إقامته ، لكنه كان يسعى دائماً لتطويره وإظهاره بأحلى صوره وأبهاها من خلال فنه وحضوره المميّز إن بالتمثيل أو بضبطه لإيقاع الطبلة ، كما يحب أن ينضبط إيقاع المجتمع الصيداوي الخفيف الظل والقلب الطيّب الموجود عند أبنائه ، والموجود عند وسام  .

عندما عشق وسام التمثيل وغاص في ثناياه وتملّكه ، قرّر أن يصنع شخصية مميّزة وفريدة ، فنظر حوله ليجد أنّ لكل منطقة من المناطق اللبنانية شخصية تتحدّث عنها وبلكنتها ، وتنقُل واقعها الإجتماعي كأبي العبد البيروتي وغيره ... إلاّ أنّ صيدا لم يكن لديها شخصية مسرحية تحمل إسمها ، فأوجد وسام ( أبو طلال الصيداوي) ليحاكي بها هموم الصيداويين ووجعهم وقهرهم ، ونَقْل كل سلبيات المجتمع وإيجابياته إلى الرأي العام بنيّة حسنة وطيّبة .

وكان عند وسام ما يملك من هذه المقدرة التمثيلية ما لا يملكه الأخرون ، وعرف وسام مقدار مَلَكَته وموهبته في التمثيل، مما جعله يقف في وجه الكثيرين الذين انتقدوه واعتبروه أنّه يستهزىء بالصيداوي ، إلاّ أنّ جهده ومثابرته وعمله الحثيث وإيمانه بالشخصية وحبه لها تحدّى الجميع وطوّرها ، حتى أصبحت محبوبة عند معظم اللبنانيين وغير اللبنانيين .

 

في وجه هذا الرفض من البعض إلاّ أنّ هذه الشخصية أحدثت إنتاجاً له صدى مقبولاً لدى الكثيرين واحتلّت مكاناً مرموقاً في عالم الكوميديا ... وهنا لا نريد أن نبخس الناس أثمانها ، أنّ مَن عمل على توصيل أبي طلال الصيداوي إلى الجمهور ، وعلى إطلالتها وانطلاقتها هو برنامج (شي أن أن) لمعدّه سلام الزعتري الصيداوي الهوى والهوية الذي آمَن بوسام وبالشخصية ، ودفع بها إلى الأمام ورسم خطّها البياني مع وسام حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم .

 

اليوم جاءت هذه الشخصية بأغنية تعمل على نقد إجتماعي للواقع الصيداوي بعنوان (صيدا أوبا ستايل) المأخوذة من لحن أغنية لاقت رواجاً عالمياً لمغنّي كوري كان مطموراً واشتهر بأغنية    (gangnam style) وبرقصة تميّزت بفارسٍ يمتطي حصانه إيمائيّاً ... أخذ أبو طلال الرقصة والموسيقى وأدّاهم على كلمات ركّبها سلام الزعتري وطارق غيّاض تمّت إلى المجتمع الصيداوي إن باللّكنة أو ببعض المواقف للشباب وطريقة عيشهم وتصرفاتهم وضياعهم في هذا الوضع والواقع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي غير المعروف في هذا الوطن ...

 

فمن عين الناقد والفنّان الحادّة إلتقط ( سلام وطارق ووسام) بعض خصائص الناس ومعايب بعض الناس ، فجمعوا هذه الخصائص والمعايب في شخصيات كلّية ومركّبة مع شخصية أبي طلال في هذه الأغنية ، وجعلوا منها مادّة للفكاهة والنقد الذاتي ، والإضاءة على ما يسوم الواقع الصيداوي البيئي ..

فالواقع الذي لا شك فيه هو أن ( سلام وطارق ووسام) قد أخذوا ما تكوّن في حضن المجتمع الصيداوي من علاقات وتصرفات وأهواء ونماذج ، وجعلوا منها فناً حقيقياً له نظرة نقديّة واضحة .

وجعلوا من هذه الأغنية فناً يمزج الجِدّ بالهزل ، وراحوا يتوسلون بالمهارة الفنيّة لبهر المشاهدين ، وشحذ أفكارهم النقديّة الذاتيّة ...

إنّ مَن اعتبر أغنية ( صيدا أوبا ستايل) نشازاً في السياق العام للفن والنقد الإجتماعي كونها تحطّ من شأن الصيداويين ، فإنّي ومن وجهة نظري المتواضعة ، أنظر إليها من زاوية أخرى وأرى أنها تُغني الأعمال الفنيّة الكوميديّة ، وتحثّنا على إجراء عملية نقدٍ ذاتي وبنّاء لمجتمعنا الصيداوي .

 

ولا يفوتنا في النهاية إلاّ أن ننوّه بفريق عمل الأغنية جميعهم ، وبالأداء الجميل للممثلين الذين دعموا أبا طلال في أدائه ، وكذلك الفنان المخرج نضال بكاسيني الذي نقل بأمانة ما يريدونه سلام وطارق ووسام سعد ( أبوطلال) .

 
خليل إبراهيم المتبولي
 
 
 
 
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا