قالت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري أن صيدا ليست جزيرة معزولة عن عمقها الجنوبي بل هي عاصمة الجنوب ، واننا لم ننظر يوما الى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب على أنها موقع صيداوي بل نظرنا اليها دائما كموقع يجسد الشراكة بين صيدا والجنوب وهذه الشراكة لا تبنى الا بالوفاق والتوافق . وقالت : نحن حريصون على علاقتنا بالجنوب وسنبقى كذلك ولن نرضى بأن نكون يوما في حالة تصادم معه، وسنبقى في الوقت نفسه حريصين على صيدا ولن نفرط باستقرارها ولن نقبل باحداث شرخ بين أهلها . داعية الى ابقاء استحقاق انتخابات الغرفة ضمن اطاره التقني الإقتصادي والاداري وعدم اعطائه بعدا سياسياً ، واعتبرت أنه لا زال هناك وقتاً قبل موعد الانتخابات للأخذ والرد حول امكانية التوصل الى اخراج لتوافق في هذا الاستحقاق يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الغرفة والجنوب وصيدا ومصالح الناس قبل كل شيء .

كلام الحريري جاء خلال اللقاء التكريمي الذي أقامته في مجدليون لرئيس وأعضاء مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب والذي حضره الى جانب رئيس الغرفة محمد الزعتري : نائب الرئيس منير البساط والأعضاء" علي الشريف، نبيل زنتوت ، مصطفى عنتر، طه القطب ، طوني رزق ، جان عازار، ماهر السايس " والمحامي عبد الحليم الزين . وتخلل اللقاء غداء تكريمي .

استهلت الحريري اللقاء بكلمة ترحيب، استعرضت فيها المراحل التي مرت بها غرفة صيدا والجنوب منذ تأسيس نواتها الأولى قبل أربعة عقود برئاسة الزعتري، وكيف تتطورت ونمت واتسعت وكبرت وعمت بخدماتها ونشاطها كل الجنوب دون استثناء بين منطقة واخرى فيه . ونوهت في هذا السياق بالجهود التي بذلها الزعتري واعضاء مجلس الادارة المتعاقبين وصولا الى المجلس الحالي . وقالت : يعطيكم العافية، بإسمي وبإسم مدينتي وبإسمكم جميعاً نوجه الشكر لكل أعضاء المجلس الاداري والذين كنا نتمنى لو حضروا جميعاً ، لكن وان غابوا فنحن نعتبرهم شركاءنا. كما ونوجه التحية والشكر الكبيرين الى الأستاذ محمد الزعتري الذي حمل هذه الغرفة منذ 43 سنة، ونحن حاولنا أن نبقى مكملين بنفس الرؤية التي وضعها وحرصنا على أن تبقى هذه الغرفة لصيدا وللجنوب ولكل لبنان . عندما تحددت انتخابات الغرفة أبدى لي السيد محمد الزعتري عدم رغبته في الترشح ، لكن عندما وجدنا أننا غير ناضجين بعد للتغيير ، تمنينا عليه أن يكمل هذه المهمة. وانا ذهبت عند الرئيس بري وقلت له أنه استحقاق اداري اقتصادي في صيدا وليس استحقاقا لصيدا، فقال لي اذهبوا واتفقوا وتعالوا.. فمع من نتفق..التجار هم المعنيون بهذا الموضوع والاتفاق يجب أن يتم معهم..نحن لم نتدخل في عملكم يوماً، لكننا كنا داعمين للفكرة الجامعة بين صيدا والجنوب والتي تجسدها الغرفة والتي مثلها خير تمثيل السيد أبو علي الزعتري.. ونحن فخورون بما تحقق، وبالإنجازات التي قامت بها الغرفة بمجالسها الادارية المتعاقبة، وفخورون بعملها في ادارة شؤون هذا القطاع والآفاق التي فتحتها أمامه والتي نأمل أن تكمل ونأمل أن لا ندخل مصالح الناس في زواريب السياسة.

واضافت : هناك وقت لا يزال يفصلنا عن 24 الشهر موعد انتخابات الغرفة ، وعلينا أن نقوم بنقلات هادئة حتى يوم الانتخاب . فنأمل أن يأخذ هذا الموضوع مجددا مفهومه التقني والاداري والاقتصادي وليس السياسي. لكن للأسف ما نراه حتى الآن مشروع مناقض، سواء بالطريقة التي تم الدخول بها الى صيدا في هذا الاستحقاق والجهة التي دخلوا منها علما أن هذه الجهة ليست مرشحة وكنا ننتظر زيارتهم لكنها لم تحصل حتى الآن. هذه مرحلة وستمر، لكن المهم هو أن نتعاطى معها بكثير من الحكمة وأن نعمل دائما على كل ما يجمع ونبتعد عن كل ما يفرق .

وتابعت : ان ربط انتخابات الغرفة بالانتخابات النيابية أو بالانتخابات البلدية هو في غير محله، لأنها استحقاق اقتصادي يختلف عن النيابة والبلدية الذين يعتبران استحقاقين وطنيين .. وان من حق كل انسان أو جهة أن تبدي رأيها في هكذا استحقاق وهذا يفتح باباً ربما للنقاش في حلول بديلة أو مقترحات قابلة للتنفيذ . لكن الأمور لا تتم بفرضها فرضاً .. هذا الاستحقاق هو استحقاق تنظيمي فلا يجب أن يأخذ البعد السياسي ، بل يجب أن نبقى نضع مصالح الناس في المقدمة لأنها الأساس ... المسألة ليست مسألة موقع ، وانما مسألة تحمل مسؤولية .

وقالت الحريري:موقع الغرفة لم ننظر اليه يوما على أنه موقع صيداوي، وانما كموقع للشراكة بين صيدا والجنوب، والشراكة لا تبنى الا بالوفاق والتوافق. فصيدا ليست منفصلة عن عمقها الجنوبي بل هي لكل الجنوب، وهذه الغرفة موقع اقتصادي ولا نفكر يوماً بأن تكون لديها مواصفات بالسياسة، والسيد محمد الزعتري كان يرى دائما مصلحة الجنوب قبل مصلحة صيدا، هكذا اسس الغرفة وبقيت وهكذا ستستمر ان شاء الله . ونحن سنبقى على تشاور ولن نلتفت الى ما يثار من تهويلات كتلك التي شهدناها قبل الانتخابات النيابية من أننا نريد عزل المدينة . نحن لم نكن ننظر يوما الى صيدا على انها جزيرة معزولة. للمدينة مصالح طبعا لكن لها أيضاً دور وطني جامع كعاصمة للجنوب. نحن حريصون على علاقتنا بالجنوب وسنبقى كذلك ولن نرضى بأن يكون يوما في حالة تصادم معه. وسنبقى في الوقت نفسه حريصين على صيدا .

وكانت كلمة للزعتري شكر فيها الحريري على مبادرتها بالتكريم واكد ان الانجازات التي حققتها الغرفة هي ثمرة جهد تكاتف وتضامن أسرة الغرفة مجتمعة اعضاء مجلس ادارة وموظفين . وقال: لم يكن هدفنا تنمية مدينة او منطقة معينة، بل كان طموحنا أن ننمي الجنوب ككل. وان ما يهمنا هو ان نحافظ على وحدة الغرفة وعلى التضامن بين أسرتها ، لأنه اذا غاب هذا التضامن تنهار الغرفة.نحن نعتبر انفسنا أم الصبي واباه، ونحرص ونعمل على ان نحافظ على هذا الصرح الاقتصادي الهام وان يبقى يقدم الخدمات الأفضل للناس وتأدية الرسالة التي قامت من أجلها .