×

الحريري عند قطوع المستقبل

التصنيف: سياسة

2010-01-05  05:34 ص  872

 

عبد الكافي الصمد
لم تكد تظهر بعض ملامح التوصيات التي خلصت إليها لجنة إعادة هيكلة تيار المستقبل، بعدما كلّفها المهمة رئيس الحكومة سعد الحريري إثر الانتخابات النيابية، حتى بدأ التيار يشهد حراكاً داخلياً لافتاً، ونقاشات واسعة تسرّبت عناوينها العريضة إلى خارج الغرف المغلقة، على خلفية ما أشيع عن أن منسقي المحافظات والأقضية سيُستبدَلون جميعاً على الأغلب.
هذا الطرح أثار مخاوف معظم المعنيين بالأمر، نظراً لما يمثّله ذلك من استبعادهم عن واجهة التيار، بعد رسالة توضيحية وصلتهم من اللجنة، مباشرة أو مداورة، بأن إعادة هيكلة التيار تهدف إلى «إعادة بنائه بما يتناسب مع الظروف والتطورات الجديدة في لبنان والمنطقة».
ومع أن كل طرف فسّر «الظروف والتطوّرات» المقصودة التي دعت اللجنة إلى اتخاذ مثل إجراء كهذا حسب وجهة نظره، وأعلن تفهمه له، أو قبوله على مضض، أو رفضه والعمل على إجهاضه ما أمكن، فإن مصادر معنية بالأمر داخل التيار رأت أن «خطوة كهذه لن تكون موضع ترحيب، وأن المتضررين منها لن يتوانوا عن تفعيل «وساطاتهم» لإبعاد المقصلة عن رؤوسهم».
وتستشهد المصادر بما أعلنه مقرر اللجنة، منسّق قطاع الشباب في التيار، أحمد الحريري، في معرض تقويمه الانتخابات النيابية الأخيرة، من أنه «نجحنا في عملنا، وأنشأنا أكبر ماكينة انتخابية في عام 2009»، وتسأل: «ألا يفترض بهذا النجاح تكريم من أسهموا في تحقيقه بدل الاستغناء عنهم؟»، منبّهة من أنه «إذا لم يُعَوَّض على مَن سيُستغنى عنهم بما يرونه مناسباً، إما مالياً وإما بتعيينهم في مراكز بديلة، فإنهم سيرون أن غبناً كبيراً قد لحق بهم».
وفيما أكد الحريري أن الهدف الأول للجنته (تضم مساعد المنسق العام صالح فروخ، والنائب السابق مصطفى علوش، ونقيب المهندسين السابق سمير ضومط والمهندس فايز مكوك) هو «الوصول إلى دراسة الثُّغَر التي كنا نعيشها، ووضع حلول لها من ضمن نظام داخلي جديد»، أشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أنه «سيكون للأمر ارتدادات داخل التيار وخارجه على حد سواء».
ورأت المصادر أن الحريري إذا نجح في الخروج من الامتحان داخل تياره بأقل قدر ممكن من الخسائر، فإنه سيكون قد تجاوز قطوعاً صعباً، وحقق نجاحاً سيجعله يرتاح من «النكد» داخل «بيته» لفترة طويلة، وإلا فإنه إذا تردد، أو وضع الملف جانباً تمهيداً لإقفاله من غير السير فيه حتى النهاية، فسيعني ذلك أنه رضخ لأمر واقع فرضه عليه نافذون ومؤثرون داخل التيار.
ووصول الوضع داخل تيار المستقبل إلى هذه المرحلة من التأزم سيجعل أكثر من طرف سياسي يطمع به، محاولاً «قضم» الأجزاء التي ستتفكك من التيار، كوادر وجمهوراً، وهو تطور لم تعد حيثياته القائمة خافية على أحد. فالصراع المكتوم بين تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي عاد إلى العلن، وبضراوة أكثر مما كان في السابق، والرئيس عمر كرامي الذي تمرّ علاقته مع الحريري بتحسن لن يتوانى عن محاولة استرداد إرثه السياسي، والجماعة الإسلامية التي تتحدث أوساطها بتفاؤل لافت عن عملية استنهاض لقواعدها تعمل بجهد لافت لاستعادة جمهورها الذي كاد يذوب داخل تيار المستقبل، ولا يبدو أنها ستقبل بالتماهي الكامل مع التيار كما كان سابقاً، فضلاً عن أن القوى والأحزاب والشخصيات السُّنية الأخرى تنتظر بترقب اللحظة المناسبة لظهور بوادر تفكك في التيار للانقضاض عليه وتصفية حساباتها القديمة معه، بعدما كان قد عمل على إلغائها وتحجيم حضورها.سس

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا