×

في صيدا الحاج عمر ابو زينب والطربوش

التصنيف: المرأة

2010-01-05  05:44 ص  2021

 

محمد دهشة
 

لــم يبق مــن "الــطــربــوش" الا ذكــريــاتــه الجميلة، فقد أفل نجمه وبــات معتمروه لا يــتــجــاوزون عــدد أصــابــع اليد الـــواحـــدة تــمــامــا كــمــا محال بيعه ومحتر فا ت تصنيعه وتكبيسه، فيما يعاند علي حمدان صاحب أحــد المحال المعدة لبيع الهدايا التراثية قبالة قلعة صــيــدا البحرية انقراضه ويحافظ على بقائه كتذكار فولكلوري لا ينسى.
يقف حمدان امام مجموعة من "الطرابيش" المكدسة فوق بعضها البعض ينادي على بضاعته، ويقول "لــولا والــدي احمد حمدان لكانت اختفت الطرابيش من صيدا، ما زال يصر رغم كبر سنه على تصنيعها وتكبيسها في محترف صغير في منزله في حومين التحتا لنبيعها هنا بأسعار رمزية لا تتجاوز 3 آلاف ليرة لبنانية وهي من الحجم الكبير والصغير".
واضاف "لقد ورثت المهنة عن ابي وجدي الذي يحمل ذات الاسم علي حمدان، ولكن الفارق شاسع بين زمانه وايامنا، لم يعد" الطربوش "مدعاة فخر أو زينة للرجال، فقد خلعه الناس وباتوا يتباهون بأغطية الرأس الاخرى مثل القبعة والعقال وحتى الكوفية".
وعملية صناعة الطربوش ليست معقدة بل تحتاج الى خبرة، وهي تبدأ بتجهيز قوالب القش كخطوة عملية اولـــى تــوضــع حـــول قالب نحاسي خاص يتراوح ما بين 25 ـ 75 سم، ثم تلبس فوقها خامة الجوخ ويتم تثبيتها تحت مكبس خاص وكويها، وتركب "الشرابة" الــســوداﺀ ويكبس على الستارة، والعملية فــي مجملها تستغرق نصف ساعة
ويــخــتــلــف شــكــل الــطــربــوش ومقاسه من بلد الى آخر، ففي سورية ولبنان وفلسطين كان طويلاً واشد احمراراً منه في تركيا، وقد شهد الثلث الأخير من القرن العشرين العديد من الطرابيش ذات الشهرة العظيمة، منها الأبيش، المهايني، الــعــظــمــة، الــبــكــري، الــحــســيــنــي، السبيعي وغيرها.
ويتذكر كبار السن مــن أبناﺀ المدينة أن آخــر الــذيــن احترفوا المهنة في صيدا الحاج عمر ابو زينب "ابو محمد"، وكان محله قرب سنترال صيدا القديمة وقد تحول الآن الى "خان الحرير" لبيع الاقمشة والمفروشات بعد وفاته، ليسدل الستارة على آخر المحترفين.
ويقول جاره محمد العتيق "ان ابــو زيــنــب أقــفــل محله منتصف التسعينات بعدما بلغ من العمر عتيا (85 عاما)، بيد أنه ظل يتمسك بصناعة الطرابيش كتراث وحرفة ورثها عن اجــداده وليست مهنة لكسب قوت العيش فقط"، مشيرا الــى "ان صيدا تفتقد الــيــوم الى امثال هؤلاﺀ وهذه الصناعة التي باتت عرضة للانقراض لولا ثلة من المخلصين لها".
ويؤكد رفيقه الحاج عبد الغني نجيب البابا "ان أبو زينب كان علما فــي المدينة، لان مهنته نــادرة، كان يعتز بها ويفاخر على اعتبار ان الطربوش زي قومي وان الوانه ترمز الى الدم والنار، الى النخوة الــعــربــيــة، لقد رحــل منذ سنوات وبقيت ذكرياته العطرة تماما كما افل نجم الطربوش وبقي خالدا في ذاكرتنا".
وغـــيـــاب صــنــاعــة الــطــرابــيــش ومحترفيها، انعكس على ارتدائه، اذ لم يعد الطربوش واسع الانتشار كما كانت الحال سابقا وتحديدا منذ اربعة عقود ونيف، بات اليوم محدود الاستخدام وليس جزﺀا من الثياب وانما للفولكلور فقط، ويقتصر على اعضاﺀ فرق الدف والطبل التي تزف العروسين عادة، وكذلك على بعض طلاب الجامعات والمدارس عند حفل تخرجهم، فيما يحرص رجال الدين على ارتدائه ويغطونه باللفة البيضاﺀ الطويلة لتشكل غطاﺀ الرأس المميز لــهــم، ويــعــود لهم الفضل بعدم انقراضه نهائيا.
ويـــــروي ابـــو عــلــي صــنــديــد ان الطربوش مــوروث تركي، واقتصر استخدامه في البلاد العربية على اهل المدن دون الفلاحين وسكان الارياف واكثر من كــان يستخدمه كلباس رسمي للرأس الزعماﺀ والسياسيون والوجهاﺀ وكبار الموظفين الرسميين ورؤساﺀ البلديات الى جانب اصحاب الـــثـــروة والـــجـــاه، ثــم لاحــقــا طــلاب الجامعات اي المتعلمين، اليوم بات الناس يفضلون لبس القبعة والكوفية وغيرهما

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا