×

دبـي تحلّـق علـى ارتفـاع 828 متـراً

التصنيف: إقتصاد

2010-01-05  05:47 ص  5754

 

أعلى برج في العالم، حمل اسم «برج خليفة»، في حفل ضخم جاء بعد أشهر موجعة من الصعوبات المالية، في خطوة تهدف فيها الإمارة إلى إبداء التصميم على المضي قدماً رغم ثقل ازمة ديونها.
وافتتح حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم البرج، مطلقاً عليه اسم «برج خليفة»، تكريماً لرئيس دولة الإمارات، وحاكم ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي هبّ مؤخراً لنجدة دبي من براثن أزمة الديون، وذلك في حفل أقيم على جزيرة في البحيرة الاصطناعية التي تحيط بالبرج، وشارك فيه أكثر من 6 آلاف شخصية.
وقال الشيخ محمد إن «الإمارات ترسم نقطة ضوء على خريطة العالم الجديد»، فيما أعلن منظمو الحفل، عبر شاشة عملاقة، أن ارتفاع البرج، الذي ظل سرياً طوال فترة تشييده، هو 828 مترا، منتزعاً بذلك لقب «الأعلى في العالم» من ناطحة «تايبيه - 101»، التي يبلغ ارتفاعها 509 أمتار.
وبعد عزف «السلام الوطني»، قفز مظليون من طائرة حلّقت فوق البرج، وهم يحملون أعلام الإمارات وصور الشيخ خليفة والشيخ محمد، قبل أن يتم «إطلاق آلاف الأسهم النارية والأضواء التي جعلت البرج كتلة ضوئية»، في الحفل الذي شارك «خبراء من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في تصميمه».
ويضم البرج، الذي بلغت تكلفته 1,5 مليار دولار، 200 طبقة، تكاد تلامس السماء. ولن تكون الطبقات العليا للبرج مأهولة، إذ سيتركز النشاط البشري في 160 طابقا. وسيقيم ويعمل في البرج نحو 12 ألف شخص، في ما يشبه «المدينة العمودية».
وفي رد على انتقادات تحدثت عن «إسراف» في الاحتفال، في زمن الأزمة، قال رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار العقارية»، التي طوّرت البرج، محمد علي العبار إن «الدورات الاقتصادية تأتي وترحل، لكن لدينا الوقت الذي نعيش فيه وهو وقت التفاؤل والمشاركة مع العالم»، مضيفاً «لقد استمرت الأزمة لفترة طويلة أكثر من اللازم... انتهينا. لقد مر أكثر من عشرين شهرا، نحن في نهاية المطاف».
وتوقع أن يكون لافتتاح البرج، الذي بدأت أعمال تشييده في العام 2004 بقوة عاملة بلغت 12 ألف عامل، اثاره الإيجابية على سوق العقارات، الذي شهد انخفاضا في الأسعار بنسبة 50 في المئة في سنة واحدة في دبي. لكن التوقعات خابت، حيث تصدرت دبي أسواق الأسهم الهابطة في منطقة الشرق الأوسط، أمس، وتراجع مؤشر سوق دبي 2,6 في المئة وانخفض سهم إعمار العقارية 3,4 في المئة قبل الافتتاح الرسمي لبرج خليفة، مقارنةً مع تراجع قدره 1,6 في المئة في مؤشر سوق الكويت، وتراجع المؤشر العماني 0,8 في المئة، وخسر المؤشر القطري 0,7 في المئة.
وخلال فترة الذروة، بيعت أغلى شقق البرج بأكثر من 1900 دولار للقدم المربعة، لكن الأسعار انخفضت إلى النصف حالياً، بحسب المستشارة العقارية في دبي هيذر ويبرمان. وتكلّف الرحلة من قاعدة الهرم إلى طبقته الـ124، مع جولة في تلك الطبقة نحو 27 دولاراً على الأقل، وهي رحلة متاحة للعموم، كل يوم ثلاثاء.
وينطلق البرج من قاعدة مثلثة الأجنحة (واي شايب) يتوسطها هيكل اسمنتي ضخم (كور). ويضيق مدى البرج كلما ارتفع على مراحل متفاوتة بين الأجنحة الثلاثة، إلى أن يتحول في أعلاه إلى هيكل معدني تعلوه مسلة ضخمة. كما أن التصميم مستوحى من بعض عناصر العمارة الإسلامية كالقبب المسننة، ومن زهرة زنبقة الصحراء التي تنمو في منطقة الخليج.
ويحتوي البرج على 330 ألف متر مكعب من الاسمنت و31400 طن متري من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البناء و57 مصعدا، كما يمكن مشاهدته على مسافة 95 كيلومترا.
وشدد مكتب الهندسة المعمارية «سكيدمور اوينغز اند ميريل» ومقره شيكاغو، الذي صمم البرج، على انه «آمن جداً»، بحيث لن تتمكن أي طائرة من اختراقه، كما حدث مع برجي التجارة العالمية في نيويورك في 2001.
وتجعل هذه الأرقام من البرج، الذي شيد بالقرب من شارع الشيخ زايد الرئيسي، وعلى بعد كيلومترات قليلة من البحر، تحفة معمارية بكل معنى الكلمة. وسيضم البرج في طبقاته السفلى فندقا يحمل اسم المصمم جورجيو ارماني، كما يضم أعلى مطعم في العالم.
وصمم البرج المهندس ادريان سميث، بطريقة يهيمن فيها، بحكم انعكاس ضوء الشمس على آلاف اللوحات الزجاجية التي تكسوه، على المشهد العمراني في الإمارة.
ويشكل ظل البرج ما يشبه الساعة الشمسية العملاقة التي تغطي على مدار ساعات النهار أحياء جميرة السكنية الراقية، والأبراج الشاهقة في شارع الشيخ زايد، شريان الأعمال في الإمارة، وصولا الى خور دبي، الخليج الضيق الذي يقسم المدينة قسمين والذي تم توسيعه.
ومن منصة المراقبة، تظهر كل مشاريع دبي العمرانية الأسطورية التي صنعت شهرة الإمارة في السنوات الماضية، والتي ولدتها سنوات الطفرة التي انتهت بشكل قاس في خريف 2008 مع اندلاع الأزمة المالية العالمية.
وقال المحلل في مجلة «ايكونوميست» ديفيد باتر أن «مبعث القلق بالنسبة لدبي هو أنه سيتم تذكر الحدث باعتباره نوبة بذخ ثانية»، بعد النوبة الأولى في خريف 2008، بعد شهرين من انهيار مصرف ليمان براذرز، عندما أنفقت دبي 24 مليون دولار على حفل افتتاح فندق «اتلانتيس».
(ا ف ب، رويترز، اب)
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا