×

الهوس بالمنجمين... رماهم في المجهول

التصنيف: المرأة

2012-12-16  10:11 ص  1210

 

 ليليان حمزة الديار

يومًا بعد يوم، تزداد مصاعب الحياة ، والمسؤوليات تعظم، وظروف المعيشة تصبح أكثر تعقيدًا... فما للعرّافة أو قارئة الفنجان أو الكفّ أو الورق أو المنجمين أن يفعلوا في مثل هذه أوقات ؟! بالطّبع يكون دورهم لكسبك وسحرك بالكلمة الطيّبة، وتأكيد قدرتهم على حلّ كل أمورك ومشاكلك.. 

أفادت دراسة من جامعة كوينزلاند أنّ %40 من الذين يشعرون بضعف في التحكّم بحياتهم أو أولئك المهووسين في التحكم بها، يشيرون إلى حاجتهم للتنجيم وقدرات المتنبئين. وفي المقابل، وجدت الدراسة أن %5 فقط من المجموعة التي تشعر بتحكمها في حياتها أو استسلامها للقدر تعبّر عن إيمانها وحاجتها إلى التنجيم.

يعرف علم التنجيم بأنّه مجموعة من الأنظمة، والتقاليد، والاعتقادات حول الأوضاع النسبية للأجرام السماويّة والتفاصيل التي يمكن أن توفر معلومات عن الشّخصية، والشؤون الإنسانية، وغيرها من الأمور الدنيوية. ويعتقد المنجمون أن موضع النجوم السماوية يؤثر مباشرة على الحياة فوق كوكب الأرض، وقد يساعد في تفسير أحداث الماضي والحاضر، والتنبؤ بأحداث المستقبل.

منذ القِدم، عانت البشريّة من الخوف والقلق الّذي أطلق عليه " الهلع الكوني " لأنّه يشمل الجميع والخوف من المستقبل المجهول، ومن الأحداث الطارئة، ومن الموت والمرض، ومن الآلهة الماورائيّة المستترة.

ظهرت في القرن السادس عشر نبوءة " نوستراداموس " الّذي كان يُسمّي نفسه الطبيب المنجّم، لأنّه كان يعتمد على الحسابات الفلكيّة ليحدّد توقّعاته المبطّنة والغامضة التي يمكن أن تطبّق على أحداث وحقبات تاريخيّة مختلفة.

إضافة إلى ذلك، توقّعت حضارة المايا نهاية الكون في 21/12/2012 ، وذلك يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء، إذ سيحدث توازٍ بين الشمس ومجرّة درب التبان. وتشير نظريات عدّة إلى أن الأرض ستبدأ بالدوران العكسي، أي أن شروق الشمس سيكون من الغرب، وسيشهد العالم موجة من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى فوران البراكين، وذوبان الثلوج. لذا، العالم أجمع ينتظر هذا النّهار ليرى ما إذا كانت توقعات نوستراداموس صحيحة. فإذا كانت كذلك، لن تستطع البشرية القيام بأي شيء أو إدراك الواقع المنتظر، لأنّهم سيكونون غارقين في البراكين والمياه ، وإذا لم تنجح توقعاته، هل سيصبح إيمانهم بالخالق قوي ويقتنعون أن الله هو الوحيد الذي يملك القدرة ولا أحد يعلم بالغيب؟

ومع قدوم العام الجديد، ينتظر الناس توقّعات الفلكيين والمنجمين والمتنبئين. ففي ليلة رأس السّنة يلازمون منازلهم كي يشاهدوا ماذا سيقول المتنبؤون والفلكيون عن الأحداث التي سيشهدها العالم، وما الأحداث والتغييرات التي ستطرأ على حياتهم الشّخصيّة سواء إيجابيّة أم سلبيّة. عدا عن ذلك، يهبّ الناس إلى زيارة المنجمين طلبًا للمساعدة، فيبادر المنجم بطمأنتهم، في الوقت الذي يكون يحضّر لهم حيلة ليعودوا إليه من جديد ويتعلّقوا برفقته ويدفعوا له دومًا مقابل المساعدة. 

فأين دور الخالق في كلّ ذلك يا بني البشر؟ هل فقدتم إيمانكم بأن لا قدرة تفوق قدرة اللّه وأن لا أحد يمكن أن يعرف بالغيب، وإلى هذه الدّرجة أوصلكم خوفكم من المجهول وإيمانكم الضّعيف؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا