×

انتخابات غرفة صيدا: برّي ينتقم

التصنيف: إقتصاد

2010-01-06  06:11 ص  1292

 

للمرة الأولى، تبدو انتخابات غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب (في 24 الجاري) مختلفة، فالتفاهم الذي كان راسخاً بين الرئيس نبيه برّي وآل الحريري ليس قائماً حتى الساعة. وخريطة المعركة تعكس عملية تصفية حسابات الانتخابات النيابية الأخيرة وتمثّل معبراً للانتخابات البلدية المقبلة

محمد وهبي
تجرى في 24 الجاري الجلسة الثانية لانتخابات مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، لأن النصاب القانوني لم يكتمل في جلسة الانتخاب الأولى التي كانت مقررة في 30 كانون الأول، بسبب أزمة في النصاب السياسي لا يمكن حصرها في «غرفة صيدا والجنوب»، فهي تعود إلى ما قبل الانتخابات النيابية، وتمثّل ممرّاً إجبارّياً للعبور إلى الانتخابات البلدية في المدينة، يتوقع أن يشارك في هذه المعركة نحو 7238 منتسباً سدّدوا اشتراكهم، بزيادة 3200 منتسب عن الحدّ الطبيعي المتعارف عليه في الغرفة، وسيتمّ انتخاب 12 عضواً (يتوزّعون وفق العُرف على 6 سنّة، و6 شيعة)، على أن يعيّن مجلس الوزراء 6 أعضاء (مسيحيان، سنّيّان وشيعيّان) ليكتمل نصاب مجلس الإدارة، ثم يجري انتخاب رئيس للغرفة.
تعود قصّة انتخابات غرفة صيدا والجنوب إلى فترة غير بعيدة عن الانتخابات النيابية الأخيرة، زار وفد من كبار رجال الأعمال والتجار والمزارعين في صيدا، رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأبلغوه أنهم لن يحاولوا التأثير في نتيجة انتخابات قضاء صيدا لمصلحة النائبة بهية الحريري والرئيس (السابق) فؤاد السنيورة على حساب النائب (السابق) أسامة سعد، فأخذ عليهم وعداً بهذا الأمر واطمأنّ على تفاهماته مع سعد، وعلى سير المعركة الانتخابية باتجاه فوز سعد.
في ذلك الوقت، كان الحديث المتواتر بين أهالي صيدا، وخصوصاً أصحاب المصالح التجارية في الأسواق والمصانع وأصحاب البساتين... أنه ليس هناك ما يدفع إلى «نبذ» أسامة سعد من المدينة فقط بسبب كونه محسوباً على قوى المعارضة. فالقيام بهذه الخطوة سيؤدي إلى «تجفيف» الأسواق أو مقاطعة مذهبية تفرّق بين المحال التجارية والمطاعم والمقاهي... ولا سيما أن مؤيدي قوى المعارضة يعتبرون صيدا ممراً طبيعياً لبلوغ مدنهم وقراهم، وبالتالي فهم مستهلكون رئيسيون في هذه الأسواق، ولا مصلحة لأحد باستعدائهم.
ويُستكمَل هذا المشهد بما قاله كبار التجار والمزارعين ورجال الأعمال للرئيس برّي في تلك الزيارة، فقد أوضحوا له أن لديهم مصالح عديدة في مناطق جنوبيّة ولا يودّون خسارتها بسبب السياسة، فهناك مصانع وأراض يملكها محسوبون على الحريرية الصيداوية، تمتد من الزهراني إلى الناقورة وصعوداً باتجاه النبطية أيضاً.
مع مرور الوقت، بدا برّي غير راضٍ على التحركات التي يقوم بها «الكبار» الذين قطعوا له الوعود، لكنه كعادته انتظر الفرصة والتوقيت المناسبين ليرّد «الصاع صاعين». وبحسب رجال أعمال مقرّبين منه وعلى اطّلاع على ما يدور في كواليس انتخابات غرفة صيدا والجنوب، فإن برّي لم يتمكن من هضم «الخديعة»، وبدأ يسوّق لفكرتين:
ـــــ الأولى تشير إلى أن الغرف التجارية في كل لبنان تنتخب منذ أكثر من 30 سنة، عُرفاً، رئيساً سنّياً أو مسيحياً، وهذه الغرف تضم كل رجال الأعمال الشيعة الذين لا يملكون في سلطة قراراتها شيئاً. فهناك رئيس كاثوليكي في غرفة زحلة، ورئيس سني في كل من غرفة صيدا وطرابلس وبيروت، وفي غرفة التجارة الدولية هناك رئيس سني أيضاً، وبالتالي لا بد أن يكون للشيعة مركز في أي من هذه الغرف.
ـــــ الفكرة الثانية المبنية على فكرة تقاسم النفوذ بحسب المناطق، تتعلق بأن هذه الغرف مركّبة من فرعين، الشيعة هم المغبونون فيها كالآتي: غرفة صيدا والجنوب، غرفة زحلة والبقاع. فلماذا لا يتم إنشاء غرف في المحافظات، مثل غرفة الجنوب، وغرفة بعلبك ـــــ الهرمل، ويمكن أن ينسحب الأمر لتشكيل غرفة في عكار بدلاً من ضمّها إلى طرابلس وغرفة لضواحي بيروت. وبالتالي يعتقد الرئيس بري، في ظل استحالة الطرح الثاني حالياً أن رئاسة غرفة صيدا هي الحلّ.
الحوار على جبهات
تواترت هذه الطروحات إلى النائبة الحريري، ما دفعها إلى الاتصال ببري وأبلغته بأنها على استعداد لزيارته مع أبو علي الزعتري (محمد الزعتري رئيس الغرفة الحالي)، لكنها لم تدق بابه بعد، وهذا الأمر دفعه إلى إلقاء كل «حطبه» في فرن غرفة صيدا والجنوب، فتبيّن أن عدد الذين سدّدوا اشتراكاتهم قبل الانتخابات بلغ 7200 منتسب، في مقابل 4 آلاف منتسب اعتيادي، أي ازداد العدد بنحو 3200 منتسب، يتوقع أن يحوّلوا دفّة المعركة باتجاه المصيلح.
لم تُحسم المعركة بعد، لكن أعضاء صيداويين في الغرفة قالوا لـ«الأخبار»، إن الثقل الرئيسي في توزّع عدد المنتسبين يتركّز في مناطق الجنوب، فيما مؤسسات صيدا ومحيطها هي مؤسسات أكبر لجهة حجمها، وفي انتخابات مجلس الإدارة ما يهمّ هو عدد المنتسبين، لذلك فإن الترجيحات تدور في هذا الفلك، علماً بأن إمكان التسوية لا يزال متاحاً.
وبحسب المعنيين، فقد اتفق برّي مع سعد على أن يحصل الأول على حصّة من 5 أعضاء، بمن فيهم الرئيس، على أن يسمّي سعد 6 أعضاء من صيدا، وبذلك تكون الرئاسة بيد الشيعة. وفي هذا السياق، يؤكّد المعنيّون أن برّي ماضٍ في ما اتفق عليه مع سعد، وقد بات أكثر
 
يُعتقَد أن الرئيس سعد الحريري قد يتدخّل لإرساء تسوية يقبل بها الرئيس برّي وسعد

اقتناعاً بذلك، بعد كلام النائبة الحريري وتساؤلها عن أهمية التوافق وتشكيكها بهوية المتفقين. فقد تجاهلت التوافقات السياسية السابقة التي كانت تعالج بها انتخابات الغرفة، ولا سيما أن برّي لم يكن ليقف ضد توافق صيداوي، وهذا يعني عملياً اتفاقاً بين سعد والحريري يحصل فيه سعد وبرّي على كل المكاسب.
من جهة ثانية، يرى صيداويون أن هذا التوافق شرط يستدعي حصول «معجزة كونية»، فبرّي يعلم أكثر من غيره أن حظوظ التوافق الصيداوي ضعيفة وتخترقها التفاصيل الكبيرة والصغيرة، ولا سيما بين مشروعين سياسيين في المدينة يصعب التقاؤهما.
هذا الواقع يدفع سعد إلى نقاش بصوت مرتفع، فهو بحسب مقرّيبن منه ينتقد مآل الأمور منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، ولذلك يُجري نقداً معمّقاً تحضيراً للمرحلة القادمة التي لن يتبع فيها «سياسة المقعد الشاغر» التي أتاحت للخصم التفرد بالمدينة.
لكنه مستعدّ للمهادنة في هذه المرحلة على أن يكون الهدف الحصول على مكاسب سياسية كبيرة، وأعرب لـ«الأخبار» عن استغرابه كلام الحريري بأنها أبلغت بري الآتي: «مع من تتوافق في انتخابات غرفة التجارة، وهل التوافق مع التجار؟». وذكّر الحريري بأنها «تنتمي إلى فريق سياسي قام منذ سنوات بتسييس وبتطييف وبمذهبة وتشويه المسائل والعمليات الانتخابية للهيئات وللجمعيات حتى لو كانت انتخابات جمعية دفن الموتى».
وليس بعيداً عن حماوة المعركة، ثمّة من يعتقد أن الرئيس سعد الحريري قد يتدخّل لإرساء تسوية يقبل بها برّي وسعد، ولا سيما أن برّي أقفل حالياً باب التسويات على حساب الحلفاء.
(شارك في الإعداد خالد الغربي)



27 مرشحاً و12 مقعداً

بلغ عدد المرشحين إلى عضوية غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب 27 مرشحاً، يتنافسون على 12 مقعداً، بينهم مرشحان لرئاسة الغرفة هما: محمد صالح (شيعي)، وعبد الرحمن الزعتري شقيق رئيس الغرفة الحالي (سنّي).
ويدعم أسامة سعد 6 أعضاء (سنّة) من صيدا هم: عمر الحلبي، هيثم الجويدي، أديب الصباغ، عمر الدندشلي، سمير القطب، وعضو الغرفة الحالي نبيل زنتوت.
في المقابل، هناك مرشحون سنّة مستقلّون أو مدعومون من النائبة بهية الحريري، هم: منير البساط، محمد طه القطب، علي الشريف، ماهر السايس، خالد قبلاوي وطلال أحمد الزعتري.
أما المرشحون الشيعة فهم: حسن ناصر، محمد سميح غدار، قاسم خليفة، خليل شرّي، يوسف فردون، العبد مرتضى عز الدين، جمال جوني، علي طباجة، حبيب بيطار، عماد الدين قصير، أحمد عز الدين، كامل شريتح وإبراهيم طيراني.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا